سيدي وعدود… غابة المخدرات

وجود مبحوث عنهم اختاروا المنطقة المتاخمة لأزمور لترويج الممنوعات إنجاز: أحمد سكاب (أزمور) منذ إيقاف الملقب بـ"الراية" أحد أشهر مروجي المخدرات بأزمور قبل سنتين، وإدانته بعشر سنوات سجنا، عندما نجحت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي التابع للقيادة الجهوية للجديدة في شل حركته إثر نهج خطة محكمة استعانت بها أجهزة الدرك بوحدات وتقنيات متطورة مكنت من إيقافه بعدما حاول عبور نهر أم الربيع، ظهر بمنطقة غابة سيدي وعدود مروجون ذاع صيتهم بالمنطقة، بعدما اشتهروا في ترويج المخدرات بشتى أنواعها، وأصبح عدد منهم يعد من أشهر المروجين على صعيد منطقة دكالة، بعدما صدرت في حقهم مذكرات بحث على الصعيد الوطني فاق عددها 100 مذكرة. ويأتي هذا أمام عجز عناصر الدرك الملكي والمصالح الأمنية بأزمور التي ما فتئت تضع مجموعة من الخطط لإيقاف المروجين، الذين أصبحوا يشكلون خطرا وفوق القانون. مخدرات في زمن كورونا تزامنا مع بداية شهر رمضان عاينت "الصباح" أن غابة سيدي وعدود بأزمور تحولت إلى قلعة للاتجار في المخدرات منذ فترة طويلة، إذ ساهمت تضاريس المنطقة في تسهيل مأمورية المروجين، أمام غياب حملات لعناصر الدرك الملكي بالمنطقة. وفي زيارة لطاقم "الصباح" للمنطقة عبر دراجة نارية رفقة أحد المرافقين، فوجئ الطاقم بطابور من المستهلكين جلهم من الشباب والشابات، في انتظار تسلم ممنوعات تتشكل غالبا من مخدرات وأقراص مهلوسة، إذ يظهر المروج حاملا محفظة على كتفه ومحاطا بعنصرين إضافة إلى وجود كلاب مدربة وشرسة برفقتهما، فيتقدم كل زبون نحوه من أجل تسلم بضاعته التي يؤدي ثمنها مباشرة إلى المروج الرئيسي، فيما يتكلف معاوناه في تنظيم طابور الزبائن نظرا لكثرتهم وحاجتهم إلى اقتناء البضاعة المطلوبة. خطورة المنطقة أصبحت غابة سيدي وعدود التي توجد بالقرب من ضفاف نهر أمر الربيع بأزمور، وتطل على منطقة مهيولة الفلاحية، وتبعد عن مدينة الجديدة بحوالي 20 كيلومترا، ملاذا آمنا لعدد من الأشخاص المبحوث عنها وطنيا في العديد من القضايا الجنحية والجنائية، الذين اختاروا هذه المنطقة بعيدا عن أعين عناصر الدرك الملكي والشرطة، للاشتغال بحرية مع مروجين مبحوث عنهم راكموا أموالا طائلة، بعدما نجحوا في الإفلات من قبضة عناصر الدرك والأمن لسنوات. وتساءلت المصادر عن سبب عجز عناصر الدرك في إيقاف الأشخاص المذكورين رغم علمها بمكان وجودهم وترويج المخدرات بشتى أصنافها، وكذا مسكر ماء الحياة وغيرها من الممنوعات التي باتت منتشرة في كل أنحاء المنطقة. معاونون في خدمة المروجين بغابة سيدي وعدود يظهر للعيان أن هذه المنطقة تم تقسيمها من قبل مروجي المخدرات إلى مناطق، إذ أصبحت كل منطقة يعود نفوذها لأحد المروجين، والمبحوث عنهم جميعا من قبل مصالح الدرك الملكي وعناصر الشرطة، نظرا لورود أسمائهم في العديد من المساطر المرجعية، بعد إيقاف مروجين صغار أو مستهلكين. ويتحكم كل مروج بمنطقته ويعمل لفائدته أشخاص من ذوي السوابق القضائية حاملين سيوفا وسكاكين، ويتحكمون في المنطقة لجلب زبائن لمروجيهم، وتسهيل الولوج لهم لاقتناء البضاعة المطلوبة. وجهة للمستهلكين وتبقى غابة سيدي وعدود الوجهة المفضلة لأغلب مستهلكي المخدرات والأقراص المهلوسة والكيف والمخدرات الصلبة التي أصبحت من ضمن الممنوعات التي يتم ترويجها من قبل المروجين الكبار بهذه المنطقة. ويعد أحد المروجين المتحدر من أزمور من ذوي السوابق والذي "دوخ" عناصر الدرك الملكي والشرطة بأزمور، رغم صدور ما يفوق 150 مذكرة بحث في حقه، وهو من أشهر المروجين بدكالة والمزود الرئيسي لصغار المروجين بأزمور والجديدة والنواحي، لأنه يتميز عن باقي المروجين بتوفير جميع الممنوعات التي يرغب فيها المستهلكون، إذ يدير شبكة مشكلة من أصحاب السوابق مهمتها إيصال الممنوعات لصغار المروجين بالمنطقة. وتساءلت مصادر عن سبب عجز عناصر الدرك عن إيقافه بوضع كمين محكم له، على غرار باقي التدخلات التي جرت في وقت سابق وتمت الإطاحة فيها بمروجين معروفين بالمنطقة. حملات لا تفي بالغرض رغم حملات التطهير والتمشيط التي تقوم بها عناصر الدرك الملكي بين الفينة والأخرى بغابة سيدي وعدود بأزمور من أجل الحد من ظاهرة انتشار مروجي المخدرات بقوة خلال الآونة الأخيرة بالمنطقة والتي أصبحت قبلة مفضلة لأغلب المستهلكين، إضافة إلى صغار المروجين، إلا أن هذه الحملات تظل محتشمة في غالبها وغير ناجعة، إذ تستدعي هذه المنطقة إنزالا من قبل عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بالجديدة، والتي سبق لها أن نجحت في مرات عديدة في الإيقاع بمروجي المخدرات ذاع صيتهم بالمنطقة. وغالبا ما يتم تقديم صغار المروجين من قبل عناصر الدرك الملكي أو الشرطة بأزمور أو شتوكة صاحبة النفوذ الترابي على غابة سيدي وعدود بأزمور، وبحوزتهم غرامات قليلة من مخدر الشيرا أو الكيف أو الأقراص المهلوسة، فيما يواصل المروجون الكبار تجارتهم بالمنطقة أمام طرح العديد من التساؤلات من قبل فعاليات محلية عن الجهات التي تحمي كبار المروجين بأزمور، الذين راكموا ثروات مهمة وطائلة ومبحوث عنهم،- بعدما صدرت في حقهم مذكرات بحث على الصعيد الوطني.

سيدي وعدود… غابة المخدرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مبردات تحترم البيئة في حملات تنشيطية

حجوي في اجتماع "فيفا"

مقالات ذات صلة