جهة الشرق… تثمين الحوامض والخضر

تعد الزراعة الركيزة التاريخية لاقتصاد المنطقة الشرقية، بمساحة زراعية واسعة تقارب 744هكتارا، 15٪ منها مسقية ، الأمر الذي دفع الاستثمار الخاص للتوجه بشكل أكبر نحو القطاعات الرئيسية ذات الإمكانات الزراعية القوية والواعدة، إذ تبين خلال عمليات التثمين، إمكانات كبيرة في زراعة الزيتون والحوامض والبستنة وقطاعات التمور. لقد أصبحت المنتجات الزراعية لمنطقة الشرق معروفة في جميع أنحاء العالم مثل برتقال بركان، ولحوم بني كيل، وتمور أزيزة بفكيك، ومادة الزيتون بالمناطق السقوية على ضفاف ملوية بمناطق تاوريرت وكرسيف. ويستضيف القطب الفلاحي ببركان عددا مهما من المشاريع، بدعم من قطب البحث والتطوير، الذي يوفر الدعم الفني والصحي والبحث. كما توفر منصة الترويج للمنتجات المحلية، التي تم بناؤها في القطب التكنولوجي بوجدة، لنسيج تعاونيات المنطقة مساحة حديثة للتنظيم في المنبع والمصب، ودعم شخصي لترويج المنتجات بشكل أفضل والبحث عن أسواق جديدة. واللافت في إطار المخطط الفلاحي، بروز جيل جديد من المقاولين الشباب في القطاع الفلاحي، ما أدى إلى تعبئة استثمار إجمالي بقيمة 5.5 ملايير درهم، ضمنها 3 ملايير درهم إعانات من الدولة، قصد التشجيع على التثمين وإنشاء 900 تعاونية ومقاولة فلاحية لفائدة 5540 شابا، باستثمار إجمالي يقدر بمليار درهم، بالإضافة إلى إيلاء اهتمام كبير للتكوين المهني الفلاحي، والجيل الجديد من التنظيمات الفلاحية والآليات المواكبة، وبرنامج تتبع مشاريع إستراتيجية «الجيل الأخضر» والاستشارة الفلاحية. وأدت هذه السلسلة من تدخلات المواكبة إلى توفير الدعم، وتقوية سلاسل الإنتاج النباتية والحيوانية، وتطوير الفلاحة البيولوجية وإحداث وحدات عصرية للتثمين، فضلا عن انتقال قيمة الصادرات من 680 مليون درهم سنة 2020 إلى توقع الوصول إلى 1.124 مليار درهم سنة 2025 لتصل 1.551 مليار درهم في2030، مع توقع بأنه سيكون لهذه العمليات وقع مهم حيث انتقل رقم المعاملات من 10.2 ملايير درهم في 2020 إلى 13.4 مليار درهم في 2025، و 17.8 مليار درهم في 2030، بينما ستنتقل القيمة المضافة من 6.8 ملايير درهم سنة 2020 إلى 13.3 مليار درهم في 2030 . وفي إطار التثمين، ساهمت بعض المبادرات في إنشاء وحدات للصناعات التحويلية للمنتوجات الغذائية، وأساسا الخضر والحوامض بصفة عامة، فبالإضافة إلى 30 وحدة لتصبير الزيتون بسعة إجمالية تبلغ 53 ألف طن للسنة، الموجودة أساسا بإقليمي تاوريرت وكرسيف، حيث يوجه 70 في المائة من الإنتاج لاستخلاص زيت الزيتون و 30 في المائة منه للتصبير، نجد أن 20 ألف طن من زيتون المائدة يصدر إلى الخارج، سيما إلى السوق الأوربي الذي يستحوذ على 90 من الصادرات، علما أن قيمة الصادرات انتقلت من 42 مليون درهم في 2009 إلي 400 مليون درهم في 2019، علما كذلك أن رقم معاملات سلسلة الزيتون توفر 3,8 ملايين يوم عمل يصل إلى نحو 1,2 مليار درهم. ومن بين المبادرات كذلك التي أعطت دفعا نسبيا لتثمين الحوامض بالخصوص، انطلاق مبادرة إحدى الشركات الوطنية الواعدة في نونبر 2018، إذ افتتحت موقعها الصناعي الزراعي الجديد المخصص للتعبئة والتلفيف، في انتظار إحداث وحدات تحويل لمنتوج البرتقال. واختارت إقليم بركان لإيواء وحدة هذا المشروع نظرًا لثراء حوض إنتاج الكليمنتين الفريد، وقربه من موانئ الناظور الحالية والمستقبلية والتزام وجدية النسيج المحلي الإنتاج، وذلك باستثمار قدره 340 مليون درهم بتمويل مشترك من بنك الاستثمار الأوربي، كجزء من أول قرض مباشر ممنوح لمجموعة خاصة في المغرب، وبنوك وطنية، إذ تغطي هذه الشركة الرائدة في صناعة الأغذية الزراعية مساحة إجمالية تبلغ 50 ألف متر مربع على مستوى القطب الفلاحي ببركان، منها حاليًا أكثر من 26 ألف متر مربع من مساحة الإنتاج المغطاة وقدرة تعبئة سنوية تبلغ 72000 طن، والتي تتوخى أن تجذب بالفعل شركاء جددا محليا أو وطنيا للمساهمة في تقوية نفوذها وتعزيز تنافسيتها الدولية، وقد تم الحصول على التكنولوجيا الصناعية المتقدمة من أهم العاملين دوليا، كما ساهمت 45 شركة مغربية بشكل مباشر في هذا الإنجاز. وتم إيجاد حوالي 500 وظيفة مباشرة قبل نهاية 2019 بفضل هذا الاستثمار، الذي يشمل فئات المشغلين والفنيين والمهندسين والمديرين التنفيذيين المنتمين في الغالب إلى المنطقة الشرقية. محمد المرابطي (وجدة)

جهة الشرق… تثمين الحوامض والخضر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشاب أيوب يطلق "هذا أنا"

"زوجوني بشيباني"

مقالات ذات صلة