رحلة لطرد النحس تنتهي بالاغتصاب

توجهت الضحية نحو أحد الأضرحة لجلب الحظ والزواج فتعرضت لاعتداء جنسي إنجاز: محمد العوال (آسفي) تحولت رحلة نحو أحد الأضرحة بإقليم آسفي، إلى كابوس يقض مضجع «وفاء»، بعدما وجدت نفسها عن طريق الصدفة، بين يدي ذئب بشري، عبث بجسدها النحيل، ومارس عليها الجنس بالعنف، وافتض بكارتها، بدون شفقة ولا رحمة.. لنتابع تفاصيل رحلة الرعب التي عاشتها «وفاء» وحولت حياتها إلى جحيم... كانت «وفاء» تسترق السمع من أمها وقريباتها يتحدثن عن «بركة» سيدي كانون الراقد بتراب جماعة بوكدرة بإقليم آسفي، إذ تعددت الروايات الشفهية والأساطير حول بركة هذا الولي الصالح، الذي يطرد النحس، وينهي إحباطات العازبات وغيرها من الروايات المتداولة بين سكان الإقليم وكذا الأقاليم المجاورة. قررت «وفاء» أن تسلك طريق زيارات المزارات علّها تطرد النحس الذي يطاردها، إذ كلما تقدم شاب لخطبتها لا يُعاود الظهور مرة أخرى. «في ذلك اليوم توجهت وفاء نحو بوكدرة، نزلت بالمحطة الطرقية، ووقفت تنتظر أي وسيلة نقل علها تقلها إلى زاوية سيدي كانون ببوكدرة، إلى أن جاءت عربة مجرورة بحصان، توقف صاحبها، واستفسر «وفاء» عن وجهتها، لتكون الإجابة سريعة: «وجهتي نحو زاوية سيدي كانون»، أومأ صاحب العربة لوفاء بالركوب، وذلك ما كان. كان الصمت يخيم على ركاب العربة (من ضمنهم سعيد)، في حين كان سائق العربة يسرق النظر إلى وجه «وفاء» من حين لآخر، التي كانت منشغلة بهاتفها والتقاط صور لجمالية الفضاء الذي تؤثثه الأزهار والنباتات في فصل ربيعي.. «سعيد» الذي كان يرافق صاحب العربة، بدأ يطرح سؤالا تلو الآخر على «وفاء» التي كانت تجيب بلباقة، غير أن سعيد الأخير، سرعان ما حاول تجاوز كل حدود اللياقة، وصار يطرح أسئلة تبدو محرجة على «وفاء»، قبل أن يبدأ في التحرش بها، وما هي إلا لحظات، حتى طالب «سعيد» صاحب العربة بالتوقف، ونزلها مرغما «وفاء» على مرافقته، بعدما أوهمها أنها وصلت لوجهتها. اغتصاب غادر صاحب العربة، تاركا وفاء رفقة «سعيد» الذي كشر عن أنيابه، وقام باغتصابها، قرب منزل مهجور، وتسبب لها في افتضاض بكارتها. وبعدما قضى وطره منها، هرعت الضحية إلى أحد الدواوير القريبة من مسرح الجريمة، حيث طرقت منزل إحدى الأسر، طالبة قضاء الليلة عندها. بعد ذلك، قامت «وفاء» بالتوجه إلى مركز الدرك الملكي ببوكدرة، مقدمة شكاية في الموضوع. أفادت وفاء، خلال تصريحاتها التمهيدية لعناصر الضابطة القضائية، أنها كانت متوجهة ذلك اليوم إلى زاوية سيدي كانون، قبل أن يطلب منها صاحب العربة المجرورة، إيصالها إلى وجهتها، فوافقت، خصوصا وأن العربات المجرورة تعتبر الوسيلة المتاحة للوصول إلى هذه المنطقة، غير أنه في الطريق، قام المشتكى به بإرغامها على مغادرة العربة المجرورة، واحتجزها ومارس عليها الجنس، مما تسبب في افتضاض بكارتها. بعد أن تم الاستماع إلى وفاء، أحيلت على أحد الأطباء، الذي سلمها شهادة طبية تثبت تعرضها للاغتصاب، في حين قامت عناصر الدرك الملكي بتجميع المعطيات الأساسية حول المتهم وصاحب العربة، قبل الاهتداء إليهما، حيث جرى اعتقالهما. وبناء على تعليمات النيابة العامة، تم وضع المتهمين رهن تدابير الحراسة النظرية. وعند الاستماع إلى المتهم «سعيد.ح» المزداد سنة 1975 بأنكة إقليم آسفي، صرح أنه فعلا مارس الجنس على المشتكية برضاها وأنه أحضرها من أجل ذلك، قبل أن تفر بعد أن مارس معها الجنس. وأكد المتهم الثاني (صاحب العربة) المزداد سنة 1983، متزوج وأب لطفل، في محضر الاستماع إليه، أنه أوصل الضحية والمتهم الأول إلى الدوار، دون أن يكون له علم بممارسة المتهم الأول الجنس على الضحية. التحقيق التفصيلي وبعد انتهاء مسطرة البحث، أحيلت أطراف القضية على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بآسفي، حيث أكد المتهمان تصريحاتهما التمهيدية أمام الضابطة القضائية، ليتم إصدار ملتمس لدى قاضي التحقيق من أجل تعميق البحث في النازلة. وعند مثول المتهمين أمام قاضي التحقيق، تمسكا بتصريحاتهما التمهيدية سواء خلال التحقيق الابتدائي أو التفصيلي، ليتم إصدار أمر من قبل قاضي التحقيق، بإحالتهما على غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف. وارتكزت دواعي الإحالة، على أن المتهم الأول، اعترف بأنه مارس الجنس على الضحية برضاها بينما صرح الثاني، بأنه فعلا قام بنقلها على متن عربته. واعتبر قاضي التحقيق، أن ادعاء المتهم الأول، بأنه مارس الجنس على الضحية برضاها تدحضه ظروف وملابسات النازلة، خصوصا أنها فرت إلى منزل أحد الأشخاص، مما يدل على أن المتهم اغتصب الضحية بالعنف، وأنه احتجزها وشاركه المتهم الثاني في فعلته، فضلا عن أن الشهادة الطبية المدلى بها تؤكد تعرض الضحية للاغتصاب مع افتضاض بكارتها. وصرح قاضي التحقيق، بمتابعة المتهمين «سعيد.ح» و»سعيد.م» من أجل جنايات ضبط واحتجاز شخص دون أمر السلطات المختصة مع استعمال العنف والتهديد بالسلاح والاغتصاب الناتج عنه افتضاض، في حق الأول والمشاركة في ضبط واحتجاز شخص دون أمر قانوني ومحاولة الاغتصاب في حق الثاني، وإحالتهما على غرفة الجنايات من أجل محاكمتهما من أجل المنسوب إليهما. محاكمة وبعد إحالة القضية على هيأة الحكم، تم إعداد الملف، حيث تشبث كل مصرح بتصريحاته.. وطالب دفاع المتهم الأول، بإعادة تكييف وقائع القضية، من اغتصاب إلى فساد، على اعتبار أن موكله صرح بأنه أحضر الضحية من أجل ممارسة الجنس معها، وبالتالي فجناية الاغتصاب غير متوفرة. وبعد المداولة، قررت هيـأة الحكم تبرئة المتهم الثاني ومؤاخذة المتهم الأول «سعيد.ح» من أجل جنحة الفساد طبقا للفصل 490من القانون والحكم عليه بشهر واحد حبسا موقوف التنفيذ، وتحميله الصائر مجبرا في الأدنى. وبعد استئناف الحكم، أعيد بسط الملف من جديد أمام هيأة الحكم الاستئنافية، إذ بعد عدة جلسات قضت هيأة الحكم بالتصدي للحكم الابتدائي، وقررت إدانة المتهم سعيد من أجل جناية الاغتصاب الناتج عنه الافتضاض، والحكم عليه بخمس سنوات سجنا نافذا لأن التهمة ثابتة في حق المتهم، على اعتبار شهادة الشهود، الذين أفادوا أن الضحية قدمت إليهم في حالة نفسية مهزوزة ولم تكن قادرة على الوقوف، فضلا عن دخولها في حالة هسيترية، بالإضافة إلى أن الضحية والمتهم ليس لهما سابق معرفة، حسب تصريحات صاحب العربة، وأن نزولها رفقة المتهم من العربة كان بعد أن أوهمها المتهم بأنها وصلت لوجهتها واصطحبها لمسافة قليلة قبل أن يقوم باغتصابها عنوة.

رحلة لطرد النحس تنتهي بالاغتصاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"باب البحر" على "دوزيم"

حدادي يدخل عالم الموضة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات