الاستهلاك المفرط في رمضان … عسراوي: ممارسة خاطئة

3 أسئلة إلى * ليلى عسراوي < كيف تفسرون إقبال المغاربة على الاستهلاك المفرط في رمضان؟ < تزيد نسبة الاستهلاك عادة لدى المغاربة في رمضان. فمن مميزات هذا الشهر، أن المغاربة يعدون له برنامجا غذائيا خاصا يعتمد على العديد من الأطباق والحلويات وغيرها... وهو ما يجعل نسبة الاستهلاك ترتفع مقارنة مع باقي أيام وشهور السنة، وتصل أحيانا درجة «اللهطة»، إذ أن الإمساك عن الأكل يجعل لدى الصائم رغبة في تناول كل ما وقعت عليه عيناه قبل الفطور. لقد شاهدنا ما وقع السنة الماضية، حين أدى قرار الحجر الصحي إلى «لهطة» كبيرة لدى بعض الأسر لشراء وتخزين المواد الغذائية بسبب الخوف من فقدانها في السوق، عكس ما وقع هذه السنة، لأن المغاربة اطمأنوا إلى قدرة الحكومة على تموين الأسواق. لكن، رغم ذلك، تبقى «اللهطة» حاضرة بقوة لدى بعض الصائمين نتيجة الصوم والجوع الذي يجعل رغبة الإنسان في الأكل كبيرة، ما يجعله يقدم على التسوق بكثرة ويفسر ارتفاع الاستهلاك لدى الأسر في هذا الشهر. < هل الصيام مبرر كاف لاستهلاك المغاربة أكثر مما يأكلون؟ < الصيام لا يبرر الإكثار من الأكل في رمضان، لا من الناحية العلمية، ولا من الناحية الدينية. فالأطباء ينصحون بتغذية صحية تناسب الشهر الفضيل، وليس بالإفراط في الأكل، لأنه ضار للجسد والصحة، ويؤدي إلى ارتفاع في الوزن وإلى الأمراض، خاصة حين يتعلق الأمر بالدهنيات والسكريات وغيرها... وحتى دينيا، يدعونا الإسلام إلى عدم الإسراف في الأكل، خاصة في رمضان، لأنه، أولا وقبل كل شيء، شهر التعبد وليس شهر الأكل، علما أن فطور الرسول نفسه، الذي دعانا إلى اتخاذه قدوة في كل شيء، بما فيه نموذجه الغذائي في رمضان، كان لا يتعدى ثلاث تمرات وبعض الحليب أو اللبن. لكن بالنسبة إلى كثير من المغاربة، إن لم تزين مائدة الفطور بكل أنواع الحلويات والعصائر ومختلف «الشهيوات»، فلا معنى للصيام لديهم. وهو اعتقاد وممارسة خاطئة للأسف. < لماذا يتحول المغاربة إلى وحوش أكل في رمضان؟ < لا يمكن أن نتحدث فقط عن إفراط المغاربة في الأكل، خلال الشهر الفضيل، بل نلاحظ إفراطا أيضا في الغضب و»النرفزة». وما يتداول حول توتر نفسية الصائم ليس مرده إلى الجوع، فالصيام ورمضان مناسبة لإيجاد الراحة النفسية والجسدية. وكل ما يثار عن الانفعالات النفسية الشديدة أحيانا التي تحدث لدى بعض الصائمين في رمضان مثل ما يعرف ب «الترمضينة» أو «القطعة» لا علاقة له بالصيام، بل بالانقطاع عن تناول المخدرات أو التدخين أو ما شابه، لكن لا يمكن أن نصل حد القول بتغير العادات النفسية والسلوكية للصائم في رمضان. من الممكن أن يساهم الانقطاع مثلا عن تناول مخدرات معينة في التوتر، لكن أغلب المظاهر التي نلاحظها في رمضان تحدث بشكل مستمر في أيام السنة، لكن الفرق أننا نركز عليها أكثر خلال هذا الشهر، لما له من خصوصيات إيمانية وروحية. *باحثة في علم الاجتماع أجرت الحوار: نورا الفواري

الاستهلاك المفرط في رمضان … عسراوي: ممارسة خاطئة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إلغاء الأولمبياد يهز العالم

شبيبة "بيجيدي" تتشبث ببنكيران

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات