العلاج بالطاقة … “الطب” الروحاني

يقوم على التأمل وتحفيز الجسم على الشفاء الذاتي وتنظيف "الشاكرات" بدأ العلاج بالطاقة في اليابان قبل سنوات عديدة. وشاع أثره في باقي البلدان الآسيوية لينتقل منها إلى أوربا، حيث أصبح العديدون يفضلونه علاجا تكميليا يمنحهم الشعور بالراحة والثقة، لكنه يظل مستغربا في المغرب، حيث يعتبره البعض نوعا من الشعوذة، في حين لا يثق البعض الآخر في فوائده وآثاره الإيجابية على النفسية والجسم. "الصباح"، حاولت التعرف أكثر على هذا النوع من العلاجات، الذي يقوم على التأمل وتحفيز الطاقات وتنظيف "الشاكرات"، من خلال شهادة مختص وشهادات بعض من خضعوا له. تفاصيل أكثر في الورقة التالية: إنجاز: نورا الفواري وتصوير أحمد جرفي لا يثق الكثيرون في أهمية وفوائد العلاج بالطاقة. ومنهم من لا يعرف، أصلا، هذا النوع من العلاج، لكن الإقبال والاهتمام به، زادا خلال السنوات الأخيرة، وبدأ العديدون يتعاطونه، إما للتخلص من اكتئاب أو أرق، أو التغلب على "ستريس" العمل والحياة اليومية. بدأ العلاج بالطاقة في اليابان في بداية القرن العشرين، باعتباره نوعا من الطب البديل أو التكميلي، قبل أن ينتشر في العديد من البلدان الآسيوية، ثم بعدها في أوربا، ويقوم على تحفيز قدرات الجسم، من أجل عملية الشفاء الذاتي، بدون حاجة إلى أدوية أو أقراص، ويساعد على إزالة أي عقد في طاقة الجسم، وتعزيز تدفق الطاقة الإيجابية والشفائية من منطقة لأخرى بشكل سلس. لكنه، في المغرب، ما يزال في بداياته الأولى، والتردد هو القاسم المشترك بين الزبائن المفترضين لهذه النوعية من العلاجات، خاصة أنها ليست في متناول جميع الفئات الاجتماعية. نصف ساعة للشفاء تستغرق الحصة الواحدة من العلاج بالطاقة حوالي نصف ساعة، يقوم خلالها المعالج بطرح مجموعة من الأسئلة الدقيقة ويدون الأجوبة في دفتر صغير، قبل أن يضع يده على يد الزبون/المريض، ويغمض عينيه، ويدخل الاثنان في دقائق من الصمت والتأمل، عنوانها الكبير طاقة غير مرئية تتفاعل بطريقة معينة في جسم الإنسان، ومع لا وعيه، ليتخلص بعدها من جميع الشوائب والسلبيات، ويصبح قادرا على التحكم والسيطرة في العديد من مشاعره، مثل الغضب والقلق والاكتئاب والأرق. نادية، ربة بيت، وواحدة من الأشخاص الذين يؤمنون بهذه النوعية من العلاجات، لكنها لا تلجأ إلى معالج معين، بل تكتفي بمشاهدة بعض "الفيديوهات" المختصة على موقع "يوتوب"، التي تساعدها على تجاوز العديد من حالاتها النفسية المتقلبة، دون حاجة إلى دفع مقابل لذلك. الشيء نفسه علمته لأبنائها الذين أصبحوا مدمنين على تلك "الفيديوهات" كل ليلة قبل النوم. تقول، في لقاء مع "الصباح": «أمارس طقس التأمل والاستشفاء الذاتي بشكل شبه يومي. أنام بعده مثل طفل صغير. لكنني لا أكتفي بذلك، بل أحرص على تغيير العديد من الأشياء في حياتي، مثل ممارسة الرياضة والابتعاد عن الأشخاص، الذين لديهم طاقة سلبية، لأنها تعدي كل من حولهم". اغتسال داخلي من جهتها، تحرص عائشة، الموظفة في بنك، على زيارة المعالج بانتظام للاستفادة من حصص العلاج بالطاقة وتنظيف "الشاكرات" (يقابلها بالعربية لفظ المقامات، ومعناها باللغة السنسكريتية مراكز القوة أو جدلات الطاقة التي تتخلل الجسد المادي وتعتبر بؤرا لاستقبال ونقل الطاقات، وعددها سبعة تنتشر في عدة أماكن من الجسم، من بينها القلب والرقبة والدماغ والعين الثالثة الموجودة بين الحاجبين وتحت السرة والعمود الفقري، والعديدون لا يؤمنون بوجودها، اللهم في ثقافات ومجتمعات الشرق الأقصى). تقول عائشة، في لقاء مع "الصباح": "أدمنت هذه النوعية من العلاجات بعد أن اكتشفت مفعولها الإيجابي على جسمي ونفسيتي. في البداية، كنت أدخل في نوبات بكاء طويلة، بعد كل حصة، لكني بعد ذلك، أشعر بتحسن كبير وبإحساس غريب بالخفة والرشاقة. وكأنني اغتسلت داخليا". ثم أضافت "قد يجد البعض كلامي غريبا أو غير عقلاني، لكن هناك أشياء في الحياة والكون لا يمكن تفسيرها أو عقلنتها أو إيجاد منطق لها. إنها الروحانيات والغيبيات التي وقف العلم عاجزا أمامها. لا أجد حرجا في اللجوء إلى حصص العلاج بالطاقة ما دامت تحقق لي الهدف الذي أسعى من ورائه. إنه الراحة النفسية، أثمن ما في الوجود". ثقافة أولا سألت "الصباح" ناصر المنيعي، واحدا من المعالجين بالطاقة، الذي تعرف صفحته على "إنستغرام" متابعة مهمة، عن ثقة وإقبال الناس على هذه النوعية من العلاجات، فأجاب، في لقاء معه بأحد المراكز المختصة بحي الزيراوي بالبيضاء، قائلا: "أعتقد أن الإيمان بالعلاج بالطاقة يأتي بعد التجربة، حين يشعر الزبون أو المريض بالتحسن والفرق، لكن من الصعوبة على من لم يجرب، أن يثق بهذا النوع من العلاج، اللهم بعض الأشخاص الذين تكون لديهم القابلية لذلك، لأنهم قرؤوا واطلعوا عنه، وتكونت لديهم ثقافة «le bien etre»، قبل أن يضيف «العلاج بالطاقة مثله مثل الماساج والوخز بالإبر الصينية والسبا وغيرها من التقنيات، التي تساهم في منح الجسم الراحة وتعديل المزاج والنفسية". رقية شرعية وإذا كان البعض لا يؤمن بالعلاج بالطاقة ولا يثق بقدراته على الشفاء الذاتي، فإن البعض الآخر يعتبره نوعا من أنواع الدجل والشعوذة ولا يرقى إلى رتبة العلم، بل يشبهه بالرقية الشرعية، خاصة أنه يكون مرفقا ببعض الطقوس، مثل إطلاق أنواع من البخور ولمس الشخص "المريض" في أماكن معينة من جسمه. تهمة ينفيها المنيعي تماما، في لقائه مع "الصباح"، ويقول مؤكدا "المسألة مركبة وليست بسيطة. ويمكن للعديدين أن تلتبس عليهم الأمور ويخلطوا بين المجالين لأن كلاهما يرتبط بأشياء غير مرئية وغير ملموسة. العلاج بالطاقة لا علاقة له بالشعوذة. إنه مثل الوخز بالإبر أو الحجامة، مجرد علاج تكميلي يمنح الشخص الذي يخضع له العديد من الآثار الإيجابية. ولكن لأننا في المغرب، معتادون على العلاج بالأدوية، يصعب علينا أن نثق في هذا النوع من العلاج. الأمر شبيه بالعلاج النفسي الذي لا يثق العديدون بقدراته على الشفاء. شحال من واحد كا يمشي عند معالج نفسي وكا يبان ليه غير كا يخربق ويبلابلي عليه. الشيء نفسه بالنسبة إلى العلاج بالطاقة، ملي غير كا تقيسو بيديك وتهضر وتناقش معاه، كا يقول ليك هادي شعوذة أو تاشوافت... كيفاش غير حط يدو عليا وعرف شنو عندي؟". ويشدد المنيعي، الذي لا يتجاوز عمره 33 سنة، ويمارس مهنة أخرى غير معالج بالطاقة، إذ يعمل في مجال "الكونسولتينغ"، على أن الأمر له علاقة متينة بثقافة الشخص، فللعلاج بالطاقة زبائنه وللشعوذة جمهورها، لكن الاثنين يجتمعان في أنهما يعتمدان على أشياء غير ملموسة. أما بالنسبة إلى الروائح والبخور، فهو طقس مهم من أجل إعداد الشخص للدخول في خانة التأمل والتأثير على راحته النفسية، ولا علاقة له من قريب أو بعيد بالسحر والشعوذة، كما أنه ليس كافيا، إذ يكون مصحوبا بالنقاش والكلام أيضا. 500 درهم للحصة ورغم أن العديدين يقللون من شأن العلاج بالطاقة، إلا أنه ليس في متناول الجميع. فحصة واحدة لا تتعدى نصف ساعة تبدأ بـ 500 درهم وقد تصل إلى 1000 درهم. وقد يحتاج الزبون المريض إلى حصة واحدة، كما قد يحتاج إلى 8 حصص أسبوعيا، حسب نوعية الحالات. يقول المنيعي بخصوص الأسعار المرتفعة لهذا النوع من العلاج: "هي فعلا ليست في متناول جميع الشرائح الاجتماعية. لكن العديد من الأشخاص، الذين ليسوا ميسورين بالضرورة، يلجؤون إلى عمليات التجميل وحصص الماساج المكلفة وعلاجات الشعر وصباغته ومستحضرات العناية بالبشرة، التي تتجاوز أثمنتها ثمن الحصة الواحدة من العلاج بالطاقة، علما أن هذه الحصة لها تأثير كبير جدا على الصحة النفسية والجسدية للشخص". 5000 درهم للتكوين أما بالنسبة إلى التكوين في هذه النوعية من العلاجات، فأكد المنيعي أن أي شخص عاد متوازن نفسيا يمكنه الحصول على تكوين في المجال ليصبح معالجا، كما أن العديد من الذين خضعوا لهذه النوعية من العلاج، أصبحوا مع مرور الوقت يعالجون أنفسهم والآخرين. ويتعلق الأمر بتخصصات ومستويات متعددة، كل تخصص يستلزم أداء مبلغ لا يقل عن 5000 درهم للاستفادة منه، منها ما يستلزم تكوينا ليوم أو يومين كاملين، ومنها ما يحتاج أسبوعا أو أكثر، ومع التطبيق والممارسة اليومية والاطلاع والاستشارة، تزداد مهارة المعالج وقدرته على شفاء العديد من الحالات المستعصية. يقول المنيعي «نحن لا ندعي قدرتنا الخارقة على علاج الأمراض. إننا نمنح علاجا تكميليا فقط وننصح الزبائن المرضى، سواء بأمراض جسدية أو نفسية، بالالتزام بأدويتهم وفحوصاتهم الطبية الدورية. كل ما نفعله هو منح مزيد من الراحة وثقة أكثر في النفس، من أجل حياة يومية أكثر توازنا". العين الثالثة... الجنون سألنا المنيعي عن "شاكرا" العين الثالثة، وتسمى البصيرة أيضا أو الحاسة السادسة، وهي متعلقة بالعالم الغيبي وقراءة الأفكار ورؤية المستقبل، والتي يتم توظيفها أيضا في العلاج بالطاقة، فأكد أن العديد من المعالجين يعملون بها، أحيانا عند طلب الزبون، الذي يرغب في استكشاف عوالم غير مرئية، لكنه شخصيا لا يحب أن يصل إلى هذا المستوى في العلاج، لأنه يقود أحيانا كثيرة إلى الجنون، ويفضل أن يعالج كل شخص حسب قدراته والمستوى الذي يمكن أن يصل إليه، لأن الهدف في النهاية هو تحقيق الراحة النفسية وليس تحدي النفس.

العلاج بالطاقة … “الطب” الروحاني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مهنيون للعثماني: "قهرتونا"

"الناجي" من موت بالكامرون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات