مخطط تنمية البيضاء … نصر الله: تسيير من وراء حجاب

> اقترب مخطط تنمية البيضاء من نهايته، دون أن تنتهي الأوراش والمشاريع. بماذا تفسرون ذلك؟ > جل المشاريع المندرجة في برنامج تنمية البيضاء الكبرى كانت ولازالت موضوع اتفاقيات بين قطاعات حكومية وجماعات ترابية وبعض الشركاء من جهة، وبين شركات التنمية المحلية التي أحدثتها الجماعة من جهة أخرى. ورغم أن كل عقد من هذه العقود ينص على إحداث لجن تتبع المشاريع والاتفاقيات، فلم يتوصل مجلس الجماعة خلال كل هذه الولاية الانتدابية بأي تقرير من اللجان المشار إليها، بل إن المجلس لم يتوصل، يوما، بأي تقرير من التقارير التي يفرض القانون التنظيمي 113-14 إطلاع المنتخبين عليها دوريا. أقصد من هذا التذكير، أنه لا يوجد أي شيء بين أيدينا اليوم يمكن الاعتماد عليه، مبدئيا، في تفسير هذا التأخر الحاصل في تنفيذ المشاريع موضوع سؤالكم. > هل يمكن القول إن هذه المشاريع تدبر من "جهة" أخرى لا تريد الكشف عن أوراقها؟ > الكل يعلم اليوم، أن هذه المشاريع تدبر في فضاء آخر غير المجلس الجماعي، بعد أن تنازل المجلس عن طريق مكتبه المسير ورئيسه عن جل اختصاصاته. هذا الفضاء هو مجالس إدارات شركات التنمية المحلية، التي يتوفر فيها رئيس مجلس جماعة البيضاء على مقعد مقرر ومحدد لاختياراتها الإستراتيجية وباسم المجلس. وإذا كنت عاجزا عن إعطاء تفسير لتأخر المشاريع، فإني أستطيع أن أقول إن المسؤول عن ذلك هو رئيس المجلس، خاصة أنه أكد في عدد من المناسبات أن الأمور تسير على ما يرام، وأن الجانب المالي لا يطرح إشكالا، وأن لا شيء يقرر داخل مجالس إدارات شركات التنمية المحلية دون موافقته. > هناك شعور عام لدى البيضاويين أن هناك أكثر من "جهة"، ومن "طرف" يشتغلون بشكل غير متناسق في المدينة نفسها. إلى أي حد تتفقون مع ذلك؟ > أعتقد أن التنسيق يقتضي أطرافا متوازنة في ممارستها لسلطها، ومتدخلة مباشرة في مجالها لا متنازلة عنها تطبيقا لحكمة "كم من حاجة قضيناها بتركها". وما يقع في البيضاء وما يعتقده البعض تعدد متدخلين يغيب بينهم التنسيق، هو مجرد لبس مقصود من بعض الأطراف، ووهم ناتج عن تدافع خفي بين فاعل صامت من جهة ومتفرج من جهة أخرى ينطق أحيانا قصد تبني الإيجابيات، وصامت في أغلب الأحيان، بل ومتنصل عند مسؤوليته وقت الأزمات. فمشاريع البيضاء، كما قلنا، تنفذ في أغلبها عن طريق شركات التنمية المحلية التي يترأسها الوالي الحالي وهي تنزيل لبرنامج سطره الوالي الأسبق وهي كلها أطراف تعمل في صمت. > تجري جميع الأوراش والمشاريع دون تصور واضح للتواصل مع المواطنين ومخطط بديل مسبق للجولان. هل الأمر صحيح؟ > فعلا، هذه من أكبر آفات البيضاء الناتجة عن غياب الإيمان بالأهمية الاقتصادية للسير والجولان وأثرهما على إنتاج الثروة وتثمين الزمن الإنتاجي. كل المدن في العالم تعرف مشاريع كثيرة وضخمة تتعدى كثير منها مشاريع البيضاء في حجمها وضخامتها، لكن لا تعرف هذه المدن هذا الاحتباس الحركي في شرايينها الاقتصادية. المدن التي تحترم نفسها توازي بداية أوراشها بإطلاق مخططات للسير والجولان تراعي انعكاسات تلك المشاريع على سيولة التحرك في المدينة. أكثر من ذلك، تحتاج البيضاء لمخططات سير وجولان جاهزة لمواجهة الحالات الطارئة. لو كان للمدينة مخطط سير وجولان في حالة السيول، أو الفيضانات لما رأينا ما عشناه في الفيضانات الأخيرة، ولكانت الخسائر المادية أقل بكثير. وطبعا، لا يمكن لأمور كهذه أن تنجح في غياب التواصل الدائم المهني والمحترف، وتلك حكاية أخرى. أجرى الحوار: ي.س الحسين نصر الله * رئيس فريق الاستقلال بمجلس جماعة البيضاء

مخطط تنمية البيضاء … نصر الله: تسيير من وراء حجاب

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"حياتي" تجمع "لاغتيست" وسماحة

الإصابات تضاعف متاعب سلامي

مقالات ذات صلة