دراسة: نصف المراهقين تعروا أمام كاميرا حاسوب

دراسة هي الأولى من نوعها في المغرب تدق ناقوس الخطر حول العنف الجنسي والانترنيت أبرزت النتائج المدهشة لدراسة علمية أجرتها البروفيسور نادية القادري، المخاطر التي تحدق بمستعملي الانترنيت والاعتداءات الجنسية التي يمكن أن يتعرضوا لها، خصوصا الشباب والمراهقين منهم. مشيرة في الآن ذاته إلى ضرورة التفكير في وضع انطلقت الدراسة في يونيو الماضي وما زالت مستمرة إلى حدود الآن بفعل انكباب القادري وفريقها على فئات عمرية جديدة. وهمت الدراسة 1000 فرد من أعمار متفاوتة أجابوا على استمارة آمنة وسرية باللغتين العربية والفرنسية، تحترم خصوصية المجتمع المغربي، همت أفرادا حضريين وشبه حضريين، إذ تمت تعبئتها في إعداديات وثانويات خاصة وعمومية ومؤسسات جامعية ومدارس عليا.وعرضت النتائج الأولية لهذه الدراسة، الأولى من نوعها في المغرب، خلال الدورة الثالثة من اليوم الدراسي الذي ينظمه سنويا مختبر البحث في الصحة النفسية لكلية الطب بالدار البيضاء الذي تترأسه البروفيسور نادية القادري. وهمت الدراسة مجموعات مختلفة من الشرائح العمرية سننكب على عرض نتائج شريحتين اثنتين هما فئة البالغين أي 18 سنة فما فوق، والفئة ما بين 12 و18 سنة. 1 - فئة البالغينشملت النتائج خمسة محاور مهمة هي الاستهلاك الذي يشير إلى مدى إقبال المغاربة على المحتوى البورنوغرافي أو المادة الجنسية في الانترنيت. والتفاعل الذي ينكب على طريقة التعامل والتأثير والتأثر بهذا المحتوى ومضمونه. والعلاقة بين الجنس في الانترنيت والجنس الحقيقي الذي يبرز مدى سمك الحدود الفاصلة بين العالمين الافتراضي والواقعي. والاعتداء الجنسي في الانترنيت الذي يظهر خطورة الوضعية الحالية ومدى تعرض مستعملي الانترنيت للاعتداءات ذات البعد الجنسي. الاستهلاكأظهرت نتائج الدراسة أن 31 في المائة من العينة البالغين 18 سنة وما فوق اطلعوا على محتويات إيروتيكية أو بورنوغرافية على الأنترنيت، مقابل 48 في المائة أجابوا بالسلب فيما امتنع 21 في المائة عن الإجابة.وحول وتيرة التردد على المواقع الجنسية أجاب 24 في المائة بأنهم يزورون هذه المواقع «بين الفينة والأخرى»، و4 في المائة «أقل من مرة واحدة في الأسبوع»، و1 في المائة «مرات عديدة في الأسبوع»، فيما امتنع 69 في المائة عن الإجابة.وعن تفضيل المحتوى الجنسي على الأنترنيت أكد 21 في المائة على تفضيلهم لهذا الصنف من المواقع مقابل 35 في المائة، فيما امتنع 44 في المائة عن الإجابة. وتفضي نتائج الدراسة إلى مجموعة من الملاحظات أساسية في هذا الباب، إذ تؤكد أن الرجال يستهلكون المواد والمحتويات ذات الطابع الجنسي كلما كانوا شبابا أو أصغر سنا، فيما تتراوح الفترة العمرية التي تقبل فيها النساء أكثر على هذا النوع من المواقع بين 30 و35 سنة. وفي الاتجاه ذاته، فإن المستجوبين من الذكور الذي يعانون اضطرابا جنسيا يستهلكون بشكل أقل المحتويات الجنسية على الانترنيت بالمقارنة مع المستجوبين «الطبيعيين». كما أن استهلاك المواقع الجنسية أو الجنس الافتراضي على الانترنيت يتم بمعزل عن مدى الإشباع أو الرضا الجنسي في الحياة الحقيقية.التفاعلقال 40 في المائة من العينة المذكورة أنهم تحدثوا في «أمور حميمية» في مواقع وغرف الدردشة على الانترنيت مقابل 32 في المائة، فيما امتنع 28 في المائة عن الإجابة.وأشار 47 في المائة من المستجوبين إلى أنهم استعملوا كاميرا أثناء الدردشة مقابل 27 في المائة فيما امتنع 26 في المائة عن الإجابة.وطلب 11 في المائة من المستجوبين من محدثهم التعري أمام الكاميرا مقابل 56 في المائة، فيما رفض 33 في المائة الإجابة.وأقر 2 في المائة من العينة أنهم أرسلوا صورة أو صورا عارية إلى محدثهم بعد دردشة سابقة في الانترنيت مقابل 61 في المائة، و6 في المائة بشرط أن يكون التقى محدثه في الحياة الحقيقية.العلاقة بين الجنس في الانترنيت والجنس الحقيقيأكد 23 في المائة من العينة أن الدردشة على الانترنيت أفضت إلى لقاء فعلي مع محدثهم مقابل 43 في المائة، فيما امتنع 34 في المائة عن الإجابة.وأشار 16 في المائة أن الدردشة على الانترنيت أفضت إلى علاقة عاطفية مع محدثهم، مقابل 43 في المائة، فيما امتنع 41 في المائة عن الإجابة.وفي السياق ذاته، اعترف 12 في المائة أن الدردشة على الانترنيت أفضت إلى علاقة جنسية مع محدثهم، مقابل 44 في المائة، فيما امتنع 44 في المائة عن الإجابة.الاعتداء الجنسي في الانترنيتاعتبر 18 في المائة من المستجوبين بأنهم كانوا ضحية اعتداء جنسي على الانترنيت، مقابل 55 في المائة، فيما امتنع 27 في المائة عن الإجابة.ويشمل الاعتداء الجنسي على الانترنيت إرسال أو عرض صور بورنوغرافية، أو تعابير جنسية صادرة عن متحدث في الانترنيت.وتضم هذه الشريحة المعتدى عليها 23 في المائة من النساء (مقابل 26 في المائة فيما امتنع 51 في المائة عن الجواب) و11 في المائة من الرجال (مقابل 69 في المائة فيما امتنع 20 في المائة عن الجواب). وحسب الدراسة دائما، فإن 33 في المائة من المستجوبين يحسون ب»الأمان» أو يعتقدون أن الانترنيت مجال «آمن»، مقابل 36 في المائة، فيما امتنع 31 في المائة عن الإجابة.خلاصة أوليةوخلصت الدراسة ارتباطا مع بيانات هذه الفئة العمرية أن الذكور والإناث معنيان على حد سواء باستهلاك المحتويات الجنسية على الانترنيت مع اختلافات حسب العمر. كما أن هذا الاستهلاك غير مرتبط بالاضطرابات الجنسية عند المستعملين أو يؤثر فيها بشكل مباشر.وتشير الدراسة أيضا إلى أن الحياة الجنسية الحقيقية والجنس على الانترنيت يتقاطعان مما يسهل اختراق الحدود فاصلة بينهما. وتؤكد الدراسة أن بعض الممارسات الخطرة مثل صور العري والتعري مباشرة «أمر متداول» في الانترنيت، بل إن الاعتداءات الجنسية متكررة بالوتيرة أو الحدة نفسها التي هي عليها في الحياة الواقعية. مع التنبيه إلى أنه رغم كل هذه السلوكات غير السليمة أو التي تغيبها عنها اليقظة والاحترازية يعتقد واحد من كل ثلاثة مستجوبين أن الانترنيت «فضاء آمن». 2 الفئة العمرية بين 12 و 18 سنةالاستهلاكأظهرت نتائج الدراسة أن 28 في المائة من العينة تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة، اطلعوا على محتويات إيروتيكية أو بورنوغرافية على الأنترنيت (31 في المائة عند 18 سنة فما فوق)، مقابل 66 في المائة أجابوا بالسلب، فيما امتنع 6 في المائة عن الإجابة.التفاعلأشار 64 في المائة من العينة المذكورة أنهم تحدثوا في «أمور حميمية» في مواقع وغرف الدردشة على الانترنيت (40 في المائة عند فئة 18 سنة فما فوق)، مقابل 26 في المائة، فيما امتنع 10 في المائة عن الإجابة. وأشار 50 في المائة من المراهقين الذكور البالغين بين 15 و20 سنة أنهم سبق لهم التعري أمام الكاميرا مقابل 37.5 من المراهقات في الفئة العمرية ذاتها.وفي السياق ذاته أكد 42.9 من المراهقين الذكور البالغين بين 12 و14 سنة أنهم سبق لهم التعري أمام الكاميرا مقابل 30.8 من المراهقات في الفئة العمرية ذاتها.قصد أم تسخير؟يقول 6 في المائة من الشباب البالغ بين 12 و18 سنة أنهم قاموا بالتعري أمام الكاميرا «بمحض إرادتهم» مقابل 3 في المائة تم «تسخيرهم» ورأى 5 في المائة منهم أن العاملين معا ساهما في ذلك فيما امتنع 86 في المائة عن الإجابة. وأقر 3 في المائة من العينة أنهم يرسلون دائما صورهم عارية إلى محدثهم، وأشار 4 في المائة من العينة أنهم أرسلوا صورة أو صورا عارية إلى محدثهم بعد دردشة سابقة في الانترنيت مقابل 60 في المائة، و16 في المائة بشرط أن يكون التقى محدثه في الحياة الحقيقية.العلاقة بين الجنس في الانترنيت و الحقيقيأكد 42 في المائة من العينة أن الدردشة على الانترنيت أفضت إلى لقاء فعلي مع محدثهم (23 في المائة عند فئة 18 سنة فما فوق) مقابل 50 في المائة، فيما امتنع 8 في المائة عن الإجابة.وأشار 22 في المائة أن الدردشة على الانترنيت أفضت إلى علاقة عاطفية مع محدثهم (16 في المائة عند فئة 18 سنة فما فوق)، مقابل 66 في المائة، فيما امتنع 12 في المائة عن الإجابة.أمانوحسب الدراسة دائما، فإن 45 في المائة من المستجوبين يحسون ب»الأمان» أو يعتقدون أن الانترنيت مجال «آمن» (33 في المائة عند فئة البالغين)، مقابل 39 في المائة، فيما امتنع 16 في المائة عن الإجابة.وخلصت الدراسة إلى أن الفئة العمرية بين 12 و18 سنة تتميز بقابلية التعبير أكثر في الانترنيت مما يعرضها أكثر إلى المخاطر. وتكون بالتالي الحدود بيت «الواقع الافتراضي» و»الواقع الفعلي» أقل بروزا منه عند البالغين. فإذا كانت الوسيلة افتراضية فإن الخطر المحدق واقعي وحقيقي (دعارة، التحرش بالأطفال ...).أرضية للتفكير وتطرح الدراسة في الأخير أرضية للتفكير تخص مجموعة من المحاور من بينها التربية الجنسية والرقابة الأبوية: كيف يمكننا تعميم التربية الجنسية مع مراعاة خصوصياتنا الاجتماعية، وتوظيف الرقابة الأبوية خصوصا مع المراهقين. والهوية الرقمية: كيف نوصل للمراهق أن الشخص أمام الحاسوب في الجهة الأخرى، والمدردش معه غالبا ما يكون بعيدا جدا عن الهوية الرقمية (البروفيل ونيك نايم والمواصفات ...) التي يعطي أو يدعي. من آفاق الحلولوطرحت البورفيسور القادري مجموعة من المقترحات والحلول من أجل وقوف في وجه هذه التحديات والمصاعب مثل التشديد على ضرورة تعزيز الرقابة الأبوية ووضع كلمات وتعابير على الصور اللاإرادية المتوصل بها تبرز محتواها ومضمونها، والتأكيد على التمييز بين العلاقة الحقيقية الواقعية وما يجرى على الانترنيت، إضافة إلى التمييز بين المجال الخاص الحميمي والمجال العام الذي ينتمي له الانترنيت وحث المراهقين على عدم الإفصاح عن هويتهم وعدم قبول مواعيد لقاءات. جمال الخنوسي

دراسة: نصف المراهقين تعروا أمام كاميرا حاسوب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنيعيش: العلاقة الجنسية الإلكترونية وسيلة لابتزاز الضحايا

المراهقون و"البليات" الإلكترونية الجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات