تفاصيل الرحلة الإعلامية إلى أمغالا

مخابئ الأسلحة ضبطت بمنطقة "أمغالا" قرب الحزام الأمني والدرك الحربي استعان بالكلاب المدربة لكشفها كشف الكولونيل عبد اللطيف مكوار، قائد الدرك الحربي بالمناطق الحدودية في الجنوب، أن المعلومات السرية التي تحدثت عن مخابئ الأسلحة شرق مدينة العيون، وردت على مكتب المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، وقائد المنطقة الجنوبية، الجنرال دو كور دارمي، عبد العزيز بناني، من جهات لم يسمها.وأشار مسؤول الدرك الحربي، الذي كان يتحدث إلى وفد من الصحافيين المغاربة والأجانب أثناء زيارة مخابئ الأسلحة التي كانت الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها تخطط لاستخدامها في أعمال إرهابية وتنفيذ عمليات سطو على مؤسسات بنكية ومصارف في مدينتي الدار البيضاء والرباط، إلى أن المسؤول الثاني عن الجيوش المغربية، بعد صاحب الجلالة، القائد العام لأركان الحرب العامة والقوات المسلحة الملكية، توصل، في مكتبه بالرباط، بمعلومات مفصلة عن الأسلحة والذخيرة، الأمر الذي جعله يوجه برقية مستعجلة إلى مرؤوسيه بالمناطق الجنوبية، لاتخاذ اللازم ومباشرة التحريات والأبحاث اللازمة.وزاد ضابط الدرك الحربي أن المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية زود المسؤولين العسكريين والدركيين الحربيين بمعلومات مفصلة عن النقطة التي تحتوي على هذه المخابئ، الأمر جعل رجال الدرك الحربي والشرطة العلمية والجيش يبادرون إلى حصر المنطقة، ويجرون عمليات تمشيطية في النقطة المفترضة، مستعينين بالكلاب البوليسية المدربة، إضافة إلى وسائل خاصة، ليعثروا على هذه المخابئ.ونفى المسؤول الأمني أن تكون المنطقة شهدت اعتقالات، مشيرا إلى أن أجهزة الدرك الحربي والجيش تواصل التحريات وعمليات التمشيط والتفتيش في محيط هذه المنطقة، على أساس احتمال وجود مخابئ أخرى للأسلحة النارية والذخيرة، لافتا الانتباه إلى أن الأجهزة الدركية والعسكرية تمكنت من ضبط الأوضاع.ولم يستبعد المسؤول العسكري نفسه أن يكون أفراد الخلية الإرهابية، الذين تمكنوا من إدخال هذه الأسلحة إلى منطقة «أمغالا»، يعرفون جيدا تضاريس المنطقة ومسالكها، لكنهم كانوا سيحتاجون إلى وقت طويل من أجل إيصال هذه الأسلحة النارية والذخيرة إلى مدينة العيون، بالنظر إلى بعد المنطقة عن مركز العيون بحوالي 220 كيلومترا، وهي مسافة خالية ليست بها سوى الصحراء القاحلة، يتوجب التوفر على طائرات مروحية للوصول إليها أو اجتيازها في ظرف 60 دقيقة. يشار إلى أن منطقة «أمكالا»، وبالضبط أماكن العثور على مخابئ الأسلحة النارية والذخيرة، لا تبعد عن مركز القيادة بأكثر من 25 كيلومترا، وعن الحزام الأمني ب35 كيلومترا.وأوضح الكولونيل مكوار أن المنطقة التي عثر فيها على الأسلحة والذخيرة تعد منطقة خالية من السكان وأقرب منطقة مائية تبعد بأكثر من 60 كيلومترا، وتعرف ب»قلب الزريبة»، حيث توجد آبار ماء.يشار إلى أن وزير الداخلية كشف، في الندوة التي عقدها صباح يوم الأربعاء الماضي، أن أعضاء الخلية، المؤطرة من طرف مواطن مغربي بمعسكرات القاعدة في شمال مالي، كانوا يخططون لتنفيذ مجموعة من الأعمال الإرهابية بواسطة أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة تستهدف المصالح الأمنية، وعمليات هجوم على بعض الوكالات البنكية، وبعض المؤسسات المتخصصة في نقل الأموال، في مدينتي الرباط والبيضاء، من أجل الحصول على التمويل الضروري لمشاريعهم الإرهابية. المحجوزات هربت من منطقة الساحلتكشف طبيعة المحجوزات التي ضبطتها الأجهزة الأمنية من الأسلحة النارية والذخيرة، خصوصا بالنسبة إلى رشاشات «الكلاشنيكوف» ومدفع «الهاون» ومضادات للدبابات، والذخيرة، وهي عبارة عن حوالي 2000 رصاصة وقنابل والأحزمة العسكرية المخصصة لحمل الخراطيش، والتي عثر عليها في المخابئ الثلاثة بمنطقة «أمغالا»، أن الشبكة الإرهابية، التي أعلنت وزارة الداخلية عن تفكيكها، كانت تخطط لاعتداءات وأعمال إرهابية خطيرة.ويبدو أن الأسلحة التي تم العثور عليها تم تهريبها، أو تمريرها أمام أنظار الاستخبارات العسكرية الجزائرية، عبر منطقة الساحل والصحراء، حيث تسيطر منظمة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على مساحات مترامية الأطراف من الصحراء.وتؤدي المفاجأة الجديدة إلى نتيجة واحدة مفادها استمرار التحرشات الأجنبية، خصوصا الجزائرية، بالوحدة الترابية للمملكة، واستقرار الأمن والأمان بالبلد، إذ يستحيل أن يمر هؤلاء الإرهابيون دون أن يكون هناك علم للاستخبارات الجزائرية بتحركاتهم، خصوصا أنها تضرب مراقبة مشددة على منطقة الساحل والصحراء، تخوفا من تسلل إرهابيين إليها.لكن السؤال الذي يبقى مطروحا هو كيف كان أفراد الخلية الإرهابية يخططون لنقل هذه الأسلحة والذخيرة إلى الرباط والدار البيضاء، من أجل تنفيذ عمليات سطو وتخريب، إلا إذا ثبت أن لديهم مخططا آخر، وهو استخدام هذه الأسلحة في شن هجومات عسكرية غادرة على القوات المغربية المرابضة بالحدود، وهو ما يستحيل فعله، بالنظر إلى أن القوات العسكرية المغربية تنتشر على امتداد الأقاليم الجنوبية المسترجعة.أما بالنسبة إلى العربات والناقلات، فيستحيل مرورها، نظرا لغياب أي مسالك معبدة تمر منها العربات، كما أن الطائرات المروحية التابعة للدرك الحربي والقوات المسلحة الملكية تحلق في الأجواء على مدار الساعة، لرصد أي تحرك مريب، لذلك فإن جميع الاستنتاجات تشير إلى فرضية استعمال الدواب في نقل الصناديق الثلاثة التي عثر عليها في هذه المخابئ.ولا يستبعد أن يكون أفراد الخلية الإرهابية كانوا يخططون، في إطار محاولتهم عبور المنطقة، انتحال هويات جنود مغاربة، خصوصا أن من بين المحجوزات أحزمة عسكرية ولوازم أخرى تخص الزي العسكري، الأمر الذي يرجح هذه الفرضية. كما أن الصناديق التي عثر على الأسلحة والذخيرة بداخلها كانت تحمل ألوانا تخص الأنظمة العسكرية.وبدا، من خلال المعاينة الأولية التي أجرتها «الصباح»، أن الأسلحة النارية والذخيرة المحجوزة حديثة الإخفاء، رغم أن بعض رشاشات الكلاشنيكوف تبدو أنها مستعملة، ويرجح أن يكون تاريخ عملية تهريبها لا يتجاوز شهرا واحدا، وهو ما ساعد الكلاب البوليسية المدربة على كشفها بسهولة كبيرة.طائرة عسكرية ومروحيات لنقل الصحافيينتكلفت القاعدة الجوية الأولى بسلا بنقل الوفد الصحفي إلى مدينة العيون، ومنها إلى منطقة «أمغالا»، حيث كانت مخابئ السلاح ما تزال مطوقة بأشرطة مسرح الجريمة، حمراء اللون.وبعد استقبالهم من طرف ضباط من القوات الجوية الملكية بالقاعدة الجوية الأولى، توجه الصحافيون، الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية، إلى الطائرة العسكرية التي كانت في انتظارهم.ورغم انعدام وسائل الرفاهية في الطائرة العسكرية، نتيجة صوت المحركات القوي وانعدام منافذ للنظر من الأجواء، كما هو الحال في الطائرات المدنية، فقد كان الصحافيون متعطشين لزيارة هذه المنطقة الجنوبية، والاطلاع على المخابئ التي استخدمها الإرهابيون.وبعد حوالي ساعتين من التحليق في الأجواء، حطت الطائرة العسكرية في المطار العسكري لمدينة العيون، حيث استقبلهم ضباط الدرك الملكي والقوات الجوية الملكية. وما هي إلا لحظات قليلة، حتى تلقوا دعوة بصعود إلى طائرات مروحية كانت في انتظارهم، والتي استمر تحليقها فوق الصحراء المغربية لحوالي ساعة أخرى، قبل أن تحط تباعا في منطقة «امكالا»، حيث كان ضباط الدرك الحربي، وفرق الشرطة العلمية والتقنية، في انتظارهم، وعلى رأسهم الكولونيل مكوار، قائد الدرك الحربي بالمنطقة.واستغرقت عملية المعاينة والاطلاع على المخابئ والاستماع إلى إفادات المسؤول العسكري حوالي ساعة، قبل أن يعود الجميع إلى أمكنتهم على متن الطائرات المروحية، ليعودوا إلى مطار العيون، حيث كانت الطائرة العسكرية التي أحضرتهم في انتظارهم، من أجل إعادتهم إلى القاعدة الجوية الأولى بسلا.أمغالا في سطورشهدت منطقة «أمغالا»، الواقعة على بعد حوالي 220 كيلومترا شرق مدينة العيون، سنة 1976 من القرن الماضي، حربا ضروسا بين القوات المسلحة الملكية المغربية وألوية الجيش الجزائري، والتي تكبد فيها الجيش الجزائري هزيمة مدوية، شكلت لجنرالاته عقدة يستحيل نسيانها.وتعتبر المنطقة، القريبة من الحدود الجزائرية، من المواقع العسكرية الكبرى التي تقع في خط المواجهة مع قوات بوليساريو، لذلك تظل حالة الاستنفار الاستخباراتي والعسكري قائمة بها. وتقرر رفع حالة التأهب والحذر بعد أن أقدمت جبهة بوليساريو على اختراق المنطقة العازلة، وإقامة قاعدة عسكرية بتفاريتي على بعد 22 كيلومترا من الحزام الأمني المغربي، أعقبها إحداث قاعدة عسكرية ثانية بمنطقة أخرى تقع على بعد 15 كيلومترا من مركز أمغالا. محمد البودالي (موفد الصباح إلى أمغالا)

تفاصيل الرحلة الإعلامية إلى أمغالا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

برلمانيون دستوريون يتهمون قياديين في الحزب بالتشويش

الجريمة المعلوماتية في القانون المغربي والمقارن

مقالات ذات صلة