يوم أسود بجماعة عين تيزغة

شيكات على بياض ضمانة و6 ملايير مجمدة وفضيحة بسبب النقل المدرسي تحولت الدورة العادية للمجلس الجماعي لعين تيزغة بإقليم بنسليمان، أول أمس (الخميس)، إلى حلبة للملاكمة، وثقت أطوارها كاميرات وهواتف الصحافيين الذين حضروا الدورة على نطاق واسع، لتصبح حديث الساعة بالإقليم. إنجاز: كمال الشمسي (بنسليمان) افتتح الصراع بين أعضاء "المجموعة 17"، المسيرة للجماعة، منذ سنتين وتسببوا في "بلوكاج"، بعد تشكيلهم أغلبية من 17 عضوا عن طريق، شيكات على بياض، لضمان عدم هروب أي عضو إلى جناح الرئيس أو أي تيار آخر. وانطلق النزال بتسخينات كلامية ومواجهة مباشرة بين أعضاء المجموعة، بتبادل الاتهامات حول شبهة تورطهم في استغلال المقالع المنتشرة بالجماعة، وعرقلة عمل الرئيس طيلة السنتين عبر شيكات على بياض، قبل أن يقرروا استعراض عضلاتهم، ومحاولة توجيه اللكمات لبعضهم البعض، أمام رئيس الجماعة الذي لعب دور "حكم المباراة"، رفقة قائد قيادة الزيايدة وخليفته. وشوهدت عضو تستشيط غضبا، مؤكدة توفرها على صور لشيكات موقعة من قبل الأعضاء، والمسلمة إلى أحد نواب الرئيس، الذي تدخل وأطلق صافرة النهاية، قبل انتهاء الوقت الأصلي للدورة، التي نشر فيها أعضاء المجلس غسيلهم، إذ اعتبر عدد من المستشارين أنها فرصة لكشف المستور، وفضح خبايا تجربة جماعية لم يكتب لها النجاح، بشهادة أعضاء تحالف الأغلبية أنفسهم، مما ينذر بتطورات خطيرة، ربما توقف عجلة المجلس، برأي أكثر من عضو، وتتسبب في طلاق سياسي بين مكونات الأغلبية. اعترافات خطيرة عرفت الدورة المنعقدة سلوكات وصفت ب "الخطيرة"، حيث عمد مستشارون من المجموعة 17 إلى إثارة الفوضى وقلب الطاولات والاعتداء على الممتلكات التابعة لمنتجع تابع للجماعة نظمت به الدورة، واللجوء إلى العنف والتهجم اللفظي على مستشارين آخرين من المجموعة نفسها. واندلعت الفوضى مباشرة بعد الدخول في مناقشة النقطة السادسة المتعلقة بطلب عضو تمكينه من حافلة للنقل المدرسي للدائرة التي يمثلها، وهو الأمر الذي اعترض عليه بعض الأعضاء، بدعوى أن الدائرة تتوفر على سيارتين، وليست في حاجة لأي سيارة، رغم أن العضو نفسه صوت لفائدة زملائه في عدد من النقاط. وبمجرد إعلان الرئيس عرض النقطة للتصويت، تحولت القاعة إلى ساحة حرب، وشرع الأعضاء المشكلون للمجموعة 17 في نشر غسيل المجموعة، وكيف تم الاتفاق على وضع شيكات على بياض، واعترافات بدين، من أجل تشكيل أغلبية الهدف منها الضغط على الرئيس، وعرقلة المشاريع التي يضعها باقي أعضاء المجلس، والتحكم في دواليب الجماعة. شيكات على بياض حسب مجموعة من التصريحات التي حصلت عليها "الصباح"، فإن الشيكات والاعترافات بدين تعود إلى 2017، حين قرر 17 عضوا بالجماعة من أصل 29، تشكيل جبهة معارضة للرئيس، يترأسها نائبه الأول، ولضمان عدم "هروب" البعض منهم، تم إلزامهم بتمكينه من شيكات على بياض، ضمانة للبقاء في المجموعة، في حين سلم بعض الأعضاء ممن لا يتوفرون على دفاتر شيكات، اعترافات بدين بقيمة 60 ألف درهم. وتم احتجاز الشيكات الموقعة على بياض رفقة الاعترافات بدين لضمان خطة نائب الرئيس، والمجموعة، للانقلاب على رئيس الجماعة، أحمد الداهي، وضمان السيطرة على الجماعة، ما أدى إلى "بلوكاج" لثلاث سنوات مرت به الجماعة، ورفض عدد من النقاط، أغلبها عبارة عن مشاريع لفائدة سكان الجماعة القروية، خصوصا المتعلقة بتهيئة الطرق والمسالك. وهددت عضو خلال أطوار الدورة بعرض صور الشيكات والاعترافات بالدين، أمام أنظار الصحافة، مؤكدة توفرها على كل الصور بهاتفها المحمول. فضيحة النقل المدرسي كشف أعضاء خلال أطوار الدورة انطلاق عملية المتاجرة في النقل المدرسي، وتحوله إلى لعبة سياسية، ضحيتها التلاميذ والآباء، بعد أن تحول إلى تجارة مربحة في بعض دوائر الجماعة. واتهم عضو زميلا له بتمكين شقيقه من 18 مليون سنويا، عبارة عن منح للجمعية التي يترأسها، دعما للنقل، رغم أن الآباء يؤدون شهريا 150 درهما لكل تلميذ، في وقت شرعت فيه السلطات في إجراء بحث حول استفادة أغلب الجمعيات من منح الجماعة، واستخلاص واجبات شهرية من الآباء في الوقت نفسه، وبالتالي ما الجدوى من تخصيص منح لهذه الجمعيات، مادام الآباء يؤدون مبالغ شهرية من جيوبهم. وتبرأ العضو ذاته من عملية الانقلاب على جمعية بدواري البرابشة والكنادزة، تقل التلاميذ مجانا، معتمدة على منحة الجماعة، فيما كان لمستشارين بالمجموعة 17 رأي آخر في الموضوع، بعد وضع نقطة خلال دورة سابقة من أجل فسخ العقدة مع الجمعية، وإمضاء اتفاقية جديدة مع جمعية أخرى، خدمة لمستشار العدالة والتنمية المنتمي إلى المجموعة نفسها، ما أدى إلى احتقان كبير في صفوف الآباء، إذ سيحرم القرار العشرات من التلاميذ من التمدرس، بعد إعلان الجمعية الأولى اللجوء الى القضاء، بسبب فسخ الاتفاقية من جانب واحد، وحرمانها من المنحة. وطالبت فعاليات مدنية أن تحذو جماعة عين تيزغة حذو جماعة بوزنيقة، التي كلفت بتسيير وتدبير قطاع النقل المدرسي، عوضا عن الجمعيات، الأمر الذي مكن من تغطية الجماعة كاملة. الرئيس يتهم الأعضاء كانت كل مداخلات الرئيس أحمد الداهي عبارة عن تأنيب لأعضاء المجموعة، التي ضيعت على سكان الجماعة الاستفادة من ستة ملايير، لم يعد ممكنا استثمارها بسبب "البلوكاج" ودورية وزير الداخلية. وقال الداهي في وجه الأعضاء " الفلوس موجودة، ولكن نتوما صغار، وفكرتو في مصالحكم، ونسيتو السكان". وفي جواب عن سؤال لأحد أعضاء المجموعة 17 عن عدم إنجاز بنية تحتية بدائرته، رد عليه الرئيس بمقطع من أغنية "إن كنت ناسي أفكرك"، قبل أن يستطرد في جوابه أنه كان على العضو طرح السؤال على نفسه وعلى المجموعة 17 التي عطلة عجلة التنمية، منذ سنوات، ضد مصلحة السكان. ولم تكن هذه المزحة السياسية الوحيدة للرئيس في الدورة، إذ بمجرد ما تحولت القاعة الى حلبة للملاكمة، وبدأ بعض الأعضاء في تحطيم معدات القاعة، قام باقتباس شعار من مباريات كرة القدم، وردد "آلي... آلي ... آلي... الانتخابات قربات". الملف يصل الوكيل العام ردا على ما وقع في الدورة، صرح مراد المسعودي، رئيس اتحاد الجمعيات بجماعة عين تيزغة، ل "الصباح"، "باعتبارنا مجتمعا مدنيا، وفي إطار حقنا وواجبنا الدستوري، في مراقبة صرف المال العام، وبعد اطلاعنا على المشاهد الفاضحة والخطيرة لدورة المجلس الجماعي، خصوصا مسألة الشيكات على بياض، وهي أمور ناضلنا من أجلها في محطات سابقة، نقول "إننا لن نبقى مكتوفي الأيدي، وسنلتمس من السيد الوكيل العام إعطاء أوامره للضابطة القضائية المختصة للقيام بالأبحاث والتحريات اللازمة، للوقوف على الخروقات، ومعاقبة المتورطين". وأضاف المسعودي "سنضع شكاية رسمية، إذ لا بد من تخليق الحياة السياسية، وسد الباب على المنتفعين من السياسة".

يوم أسود بجماعة عين تيزغة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السكوب

تخفيض الحكم في حق صيدلانية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات