نقابات تحذر من تدهور الوضع بمستشفى آسفي

المطبخ متوقف وانعدام مستلزمات التحاليل والفحوصات ووزارة الصحة لم تحرك ساكنا يعيش المستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي حالة شلل شبه تام منذ حوالي أسبوعين. وأشارت مصادر من المدينة إلى أن الأوضاع تزداد تفاقما يوما عن يوم، مضيفة، في تصريح ل«الصباح»، أن الشلل بدأ بوضع المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، فؤاد المرابطي، طلبا لإعفائه والذي تمت الموافقة عليه، وحوالي أسبوع بعد ذلك تقدم مدير المستشفى بالنيابة بطلب لإعفائه هو أيضا.وذكرت مصادر «الصباح» أن طلبي الإعفاء كانا ردا واحتجاجا على تردي أوضاع المستشفى الإقليمي لآسفي، في ظل «صمت ولامبالاة مطبقين من قبل الوزارة الوصية، والتي لم تعر إلى حدود الساعة أي اهتمام للشلل الذي يتهدد مختلف مصالح وأقطاب وأقسام المستشفى».وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه بمجرد وضع مدير المستشفى بالنيابة طلب إعفائه أعلنت المصلحة المشرفة على مطبخ المستشفى أنها ستغلق أبوابها وتتوقف عن تقديم خدماتها. وتهدد هذه الخطوة بمفاقمة أوضاع المرضى المتردية والمزرية أصلا. ويأتي ذلك في أعقاب استقالة رئيس الشؤون الإدراية والمتصرف المالي بالمستشفى بدوره، إذ لم يعد هناك من بإمكانه الأمر بصرف الميزانيات المخصصة لمثل هذه الخدمات.وفي سياق متصل، كشف جمال خلفي، عضو المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف فرع آسفي، أن من أبرز تمظهرات الشلل الذي يعيشه مستشفى محمد الخامس غياب «انعدام المحاليل والمواد الكيميائية المستخدمة في إجراء التحاليل الطبية (les réactifs d’analyse)، وكذلك انعدام الكليشيهات التي تجرى عليها الفحوصات بالصدى، علاوة على انعدام أوراق تخطيط القلب، أما المصاعد الكهربائية بالمستشفى فهي معطلة تماما، منذ أكثر من ثمانية أشهر، بحيث أن من تُجرى له عملية جراحية ما يحمله الممرضون وأقاربه على حمالة ويطوفون به عبر المصاعد العادية، وهو ما يمثل خطرا أكبر لتدهور الحالة الصحية عوض الاستشفاء».وأضاف خلفي، في اتصال هاتفي مع «الصباح»، أن التدهور الذي يعيشه المستشفى هو نتاج «تراكمات كثيرة من الإهمال واللامبالاة من قبل الإدارة المركزية والإقليمية الوصيتين على قطاع الصحة»، مبرزا أن «التكلفة الباهظة لهذا الوضع سيدفعها المرضى، إذ سيحرم كثيرون منهم من حقهم في الاستشفاء، فيما سيضطر آخرون إلى طلب هذه الخدمة بالمستشفيات الإقليمية الأخرى، مع ما يعنيه ذلك من تكبد عناء ومصاريف الانتقال إلى هذه المستشفيات، وطول الانتظار أمام الطوابير الطويلة».واستغرب خلفي كيف أن وضعية المستشفى ظلت على ما هي عليه حتى مع الزيارة الملكية إلى المدينة، أخيرا، إذ على خلاف مدن أخرى، حيث تشمل الاستعدادت لاستقبال الملك تحسين وترميم بعض مظاهر الترهل التي تعرفها عدد من المصالح الخدماتية العمومية، فإن مستشفى آسفي ظلت أوضاعه المأساوية على ما هي عليه، مشيرا إلى أن ذلك «يدل على استهداف لصحة أبناء إقليم آسفي وسياسة ممنهجة لتخريب مرافق المستشفى المتدهورة أصلا».إلى ذلك، حذر المكتبان المحليان للنقابتين الوطنيتين للصحة، التابعان للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وزارة الصحة «من مغبة استمرار تردي الوضع الصحي بالإقليم وتفاقم مشاكله»، كما استنكرا «تماطلها في ملء الفراغ الإداري وعدم رغبتها في إيجاد حل جذري للمشاكل التي يتخبط فيها القطاع، علما أن المركز الاستشفائي الجهوي محمد الخامس يعاني غياب مدير ورؤساء الأقطاب».وسجلا، في بلاغ توصل «الصباح» بنسخة منه والذي صدر عقب اجتماعهما المنعقد يوم السبت الماضي، «بامتعاض غياب إرادة حقيقية للإصلاح من قبل وزارة الصحة مما نتج عنه انتقالات وطلبات إعفاءات للعديد من المسؤولين المحليين والإقليميين بعدما تبين لهم أن حجم الاختلالات والتجاوزات أصبح عائقا حقيقيا و ملموسا أمام الإصلاح الذي ينشده الجميع»، مشيرين إلى أن «الخلل المالي والتدبير الارتجالي لقطاع الصحة على صعيد إقليم آسفي، أفرزا احتقانا كبيرا في أوساط الشغيلة».كما شجب المكتبان «غياب المدير الجهوي على الساحة الصحية وتملصه وتهربه من إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة في الساحة الصحية، ويتجلى هذا في عدم تعاونه مع المندوب الإقليمي الحالي لوزارة الصحة (الذي تقدم بطلب إعفائه)، رغم أنه أبدى موقفا ايجابيا لخدمة القطاع». وأدانا «الممارسات البيروقراطية وغياب التدبير التشاركي لمسؤولة قطب العلاجات التمريضية الأمر الذي يخلق احتقانا داخل المركز الاستشفائي الجهوي محمد الخامس مما يعطل الخدمة العمومية». وشددا على «ضرورة بعث لجنة افتحاص مالي محايدة تابعة للمجلس الأعلى للحسابات للوقوف على حقيقة الاختلالات التي يعرفها قطاع الصحة بالإقليم».من جهة ثانية، طالب المكتبان «بصرف المستحقات بالنسبة إلى الحراسة والإلزامية للعاملين بالمركز الإستشفائي الجهوي محمد الخامس بأسفي مند سنة 2010 لكل الفئات»، مشيرين إلى أنه رغم هذه ظروف العمل غير الملائمة فإن «الشغيلة الصحية بآسفي قامت بجهود جبارة، خاصة خلال حملة التلقيح التي نُظمت مؤخرا، إذ أظهرت (الشغيلة) تفانيا كبيرا ونكرانا للذات في القيام بهذه المهمة رغم قلة الموارد والإمكانيات». محمد أرحمني

نقابات تحذر من تدهور الوضع بمستشفى آسفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جمعية تراسل راخوي حول الرضع المغاربة

تطورات في ملف مقتل وفاة امرأة في تنفيذ هدم بالشلالات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات