تعاطف إنساني مع طالب يتحول إلى اتهام بالتزوير

انقلبت محاولة أساتذة جامعيين إنقاذ شاب اضطرته ظروفه القاسية إلى عدم إتمام بحثه لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة، من المدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك بالبيضاء، إلى قضية «تزوير» دبلومات وشهادات عليا.وقالت مصادر مقربة من الملف إن الفقر وحاجة والدي الطالب إلى معيل، دفعتاه إلى عدم إتمام بحثه، بعد أن أجرى جزءا من امتحاناته، ولم يتمم بحثه لينقطع عن الدراسة، قبل أن يتخذ في حقه قرار الفصل، إذ بعد انقطاعه عن الدراسة غادر إلى قريته بضواحي ورزازات، وانغمس في عالم البيع بالتجول، قبل أن يرجع إلى البيضاء لبيع التمور. وأكدت المصادر ذاتها أن الطالب لم يعلم بفصله وأنه التقى صدفة بأحد أساتذته وهو يبيع التمور، ما حز في نفس الأستاذ الذي تعاطف معه، خاصة بعد أن شرح له الأسباب التي دفعته إلى عدم إتمام امتحاناته وبحثه، مضيفة أن الشاب طلب من الأستاذ التدخل لمنحه فرصة أخرى لإتمام بحثه، ولأهداف إنسانية محضة، تدخل الأستاذ لدى نائب مدير المدرسة وشرح له وضعية الطالب، ليراجع الأخير ملفه، قبل أن يخبره أن محضر لجنة الامتحانات يشدد على أنه على الطالب التكرار، وأنه عليه أن يستدرك إحدى المواد إن رغب في إتمام دراسته.وكان الأستاذ أجرى اتصالات بجل الأساتذة ليخبرهم بحالة الطالب نفسه، وتفهموا وضعيته، وقوبل طلبه باستدراك المادة وإتمام البحث بالموافقة، حسب المصادر نفسها، مسترسلة أن الطالب اجتهد بالفعل لإتمام بحثه ومناقشته أمام لجنة مكونة من ثلاثة أساتذة، وحصل على نقطة، ليضمن نائب المدير المعدل الجديد في ملفه، أخذا بعين الاعتبار نقطتي المادة المستدركة والبحث.وكان نائب المدير اكتشف عند إعداد الدبلوم وجود محضر آخر ضمن ملف الطالب مدون فيه أن المعني بالأمر قد أعيد توجيهه مما عقد الأمور، خاصة أن نائب المدير سبق أن سلم الطالب شهادة النجاح، حسب ما أكدته المصادر ذاتها، موضحة أن الأساتذة اتصلوا بالمدير لبحث المشكل وإيجاد مخرج إلا أنه ظل يتهرب من ذلك بعدة أعذار، إلى غاية الموسم الدراسي الجاري، إذ بعد نقاش، تقول المصادر المذكورة، اتفق الجميع على أن يقوم مسؤول الوحدة آنذاك بطلب موجه إلى رئيس الجامعة تحت إشراف المدير للترخيص باجتماع لجنة الامتحانات لبحث المشكل والبت فيه.وقالت المصادر نفسها إن طلبا في الموضوع وجه إلى رئاسة الجامعة بتاريخ 17 شتنبر الماضي، إلا أنه لم يتوصل به إلا يوم 26 شتنبر الماضي، وبعد صدور مقالات صحافية تتحدث عن «تزوير» دبلومات وشهادات عليا، أخذت القضية منحى غير عاد، وتم تحميل قضية الطالب أكثر مما تحتمله، وادعاء أن هناك «تزويرا» لدبلومات، في الوقت الذي كان يجب الحديث عن خطأ إداري وقع عن غير قصد من قبل نائب المدير الذي لم ينتبه إلى آخر المحاضر المنجزة في حق الطالب.ويجدر بالذكر أن النقابة الوطنية للتعليم العالي أصدرت بيانا تضامنيا مع الأساتذة أنفسهم، مؤكدة أن الأساتذة المعنيين مشهود لهم بأخلاقهم العالية والاستقامة والنزاهة والعطاء العلمي والبيداغوجي منذ عقود على الصعيد الوطني والدولي. ضحى زين الدين

تعاطف إنساني مع طالب يتحول إلى اتهام بالتزوير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تهافت على 20 منصبا بمجلس المستشارين

النهضة والفضيلة أكبر تجمع سياسي للسلفيين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات