الداخلية تبارك حملات انتخابية قبل الأوان

صفقات مشبوهة تهز مجالس إقليمية ورؤساء يتحولون إلى مهندسين وجد رؤساء جماعات ترابية أياديهم مغلولة، وغير قادرين على الالتزام بمشاريع التنمية تجاه المواطنين، بسبب دورية لفتيت الصادرة في زمن كورونا، بالمقابل لم تطبق الدورية نفسها، على رؤساء مجالس الأقاليم والعمالات، مما وجدوه فرصة سانحة لتسجيل العديد من النقاط لصالح طموحاتهم السياسية، وإبرام صفقات مشبوهة. هذا التوصيف لواقع الالتزام بالنفقات من قبل الجماعات الترابية والمجالس الإقليمية في زمن كورونا، يكاد ينطبق على الجماعات الترابية بإقليم سيدي قاسم ومجلسها الإقليمي. ففي الوقت الذي نجد فيه مجمل رؤساء جماعات الإقليم لا ينفقون إلا في إطار ما حددته دورية الوزارة الوصية ما أثر سلبا على الالتزام بالمشاريع التي تم تسطيرها في ميزانية هذه الجماعات الترابية، أطلق رئيس المجلس الإقليمي مجموعة من المشاريع التي تهم البنية التحتية وأصر على حضوره الشخصي، بمعية أعضاء مكتبه، بدعوى تتبع سير هذه الأشغال، وهو الشخص الذي ألف السكان غيابه الكلي في مثل هذه المشاريع، بل غيابه شبه المطلق عن حضور جلسات مجلس النواب، حيث كان كل مرة يسجل في لائحة المتغيبين، إذ لو كان يسهر على تتبع مشاريع مجلسه لما سمح بأن تشيد حديقة بملايين الدراهم تحت حبال الكهرباء ذات التوتر العالي بالمدينة، ما جعل بعض المتتبعين يصفونها بحديقة الموت. وعندما يصر رؤساء المجالس الإقليمية على التتبع الشخصي لسير المشاريع، التي تقودها مجالسهم بعدة جماعات ترابية بالأقاليم وفتح حوارات مع السكان، لمناسبة هذه الزيارات، فذاك لن يفسر إلا بمحاولتهم استغلال هذه المشاريع، التي تمولها الدولة في إطار برامج إعادة التأهيل ، ومحاولتهم ملء سنوات الغياب والفراغ بهذا الحضور المصطنع، بإلحاح من بعض أعضاء المجلس، الذين يهندسون المشاريع نفسها، ويحددون مدنها وقراها، وأيضا الجماعات التي لا يجب أن تستفيد منها، لأنهم يعتبرونها منافسة لمستقبلهم السياسي، وحرمانها من مشاريع المجلس الإقليمي. وبعد غياب طويل، بدأ بعض فرسان المجالس الإقليمية، تماما كما هو الحال بسيدي قاسم والقنيطرة والخميسات، يظهرون في بعض أحياء المدن التي ينتمون إليها، وهم يحملون بعض الدراسات التقنية و"البلانات" في الأحياء الشعبية، ويحددون الأماكن التي ستقام عليها المشاريع، ضمنها ملاعب القرب، الجالبة للأصوات، إذ تحول هؤلاء الأعضاء إلى مهندسين معماريين وتقنيين يفهمون في مجال الهندسة المعمارية والدراسات التقنية، يستعرضون عضلاتهم السياسية أمام المواطنين. ومعلوم أن ملاعب القرب، كانت مبرمجة أكثر من سنة، بيد أن بعض الرؤساء، لم يطلقوا سراحها إلا في هذا الوقت بالذات، الذي يقترب كثيرا من تاريخ انطلاق مختلف الاستحقاقات الوطنية. ولتحقيق نوع من تكافؤ الفرص بين رؤساء الجماعات الترابية والمجالس الإقليمية، على وزارة الداخلية التعامل مع الجميع بالمبدأ نفسه، إما غلق الصنبور على الجميع أو فتحه على الجميع، أو الترخيص للولاة والعمال للإشراف الشخصي على المشاريع التي ظلت في الثلاجة، ولم يفرج عنها إلا تزامنا مع قرب الاستحقاقات لتحقيق مكاسب انتخابية. عبد الله الكوزي

الداخلية تبارك حملات انتخابية قبل الأوان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طوليدانو: الرافض للتطبيع "مزعزع"

رحيل شيشا ... أسطورة تنتهي في دار العجزة

مقالات ذات صلة