2020 … النفسيـة علـى حافـة الجنـون

معد أستاذ علم النفس قال إن المغاربة أزمهم الوباء والبحث عن اللقاح كانت 2020، سنة استثنائية بكل المقاييس، بسبب فيروس كورونا المستجد، وتداعيات ذلك، فقد أثرت هذه الجائحة على نفسية الكثير من المغاربة، ودمرتهم، ومازالوا إلى اليوم يجترون مرارة الوضع الذي وجدوا نفسهم فيه بسبب "كوفيد 19. وقال أحمد معد، أستاذ علم النفس بجامعة محمد الخامس، الرباط، إن 2020 كانت استثنائية بكل المقاييس، خصوصا على المستوى النفسي، فقد عاش المغاربة، على حد تعبيره، على أنقاض أحداث مروعة تشبه تلك التي تحدث في الحروب، ما أثر بشكل سلبي على نفسياتهم. وأوضح معد، في حديثه مع "الصباح"، أنه لابد من الإشارة إلى وجود أزمتين عصيبتين عاشهما المغاربة هذه السنة، ويتعلق الأمر بأزمة تفشي الوباء واقعيا وما صاحب ذلك من ضجة إعلامية، ومرحلة البحث عن اللقاح حلا مخيفا، مشيرا إلى أنه في عز أزمة انتشار الوباء غاب، في كثير من الأحيان المنطق على مستوى المعلومات المتعلقة بالوباء، وعلى مستوى نتائج الإصابات، والشيء نفسه على مستوى أعراض الوباء وكيفيات انتقاله. وكشف المتحدث أن التذبذب في تطور الوباء، سيشجع ظهور أعراض نفسية مزاجية وتخوفات وتوجسات قد تزيد عن حدها، قبل أن يضيف أنها قد تختلف حسب الفئة العمرية والقناعات والمناطق، ومستوى الوعي بالجائحة، علما أنه في أزمة البحث عن الحل كان هناك ضغط نفسي رهيب عاشه المغاربة ارتبط باللقاح. وأضاف المتحدث ذاته أن هناك ثلاث نقط أساسية ارتبطت باللقاح المخيف لكثير من الأشخاص نتيجة الجهل بالمعطيات وتهم النقطة الأولى، اللقاح، إذ اعتبر البعض أنه حل مخيف لأنه قد يضر بالخصوصية الفردية، وفيه تهديد للخصوبة وبالتالي تهديد لوجود الفرد، علما أن هذه الشائعة لها أثر نفسي رهيب. وتهم النقطة الثانية، الضبابية التي رافقت غياب أجوبة مقنعة عن سبب وصول الوباء منذ البداية، فقد كانت هناك أزمة تشخيص أثارت مشكلا ثانيا وهي أزمة العلاج "من الطبيعي أن يعتقد الناس أن عدم التريث في اللقاح قبل الحسم في التشخيص، بالإضافة إلى الإجراءات المؤسساتية، ستؤدي إلى تخوفات مرضية"، حسب قوله. أما النقطة الثالثة، وهي الحديث عن اللقاح الإجباري، وترتب عنه ضغط نفسي كبير مرتبط بالحرية وبالوضع الغامض عن إنتاج اللقاح. وما يزكي ذلك هو تسرب أزمة نفسية أخرى مرتبطة بعدم الثقة في المؤسسات الرسمية، ليس في المغرب بل في العالم كله، مؤكدا أن ذلك يضرب التوازن النفسي بعد قطع رابط الانتماء، ما يفقد الفرد الإحساس بالأمن والأمان. وقال أستاذ علم النفس، إنه لا يعتقد أن هذا الوضع النفسي عابر بسهولة، بل ستكون له تأثيرات على المديين المتوسط والبعيد، وإن هذه التداعيات النفسية ستختلف حسب شخصية كل واحد. وأوضح معد أن الكثير من المغاربة، باعتبار أنهم عاشوا أزمتين كبيرتين لأول مرة في حياتهم، ويتعلق الأمر بأزمة تحديد طبيعة/هوية الوباء، وأزمة إنتاج لقاح آمن، سيعيشون مستويات مختلفة من حالة اضطراب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب القلق المرهق الذي يحدث بعد التعرض أو مشاهدة حادث صادم. اضطرابات من أعراض هذا الاضطراب، حسب ما أكده المتحدث ذاته، أن يشعر الفرد بالخوف والتوتر بشكل مستمر ولو في ظروف آمنة، كما قد يجد الفرد صعوبة في النوم، وظهور نوبات من الغضب والانفعالات، أو استجابات مبالغ فيها للأحداث الصادمة، وقد يعاني هذا المشكل الذين أصيبوا بالوباء ومن لهم شخصيات ضعيفة.وتابع معد حديثه بالقول إن ظهور طفرة بالوباء، أخيرا، أكثر انتشارا والعودة إلى بعض إجراءات العزل من جديد بأشكال متفاوتة، سيزيد من تعقيد الوضع النفسي، مشيرا إلى أنه من المرجح أن تظهر أعراض نفسية أخرى "مثل تلك التي تظهر بعد الحروب والكوارث، وخطورة ذلك نفسيا أن الوباء كان عالميا، والحرب معه كانت عالمية وعلمية واجتماعية ونفسية واقتصادية"، على حد قوله. كما أنه من المرجح أن يكون الأطفال من أكبر الضحايا على المستوى النفسي لأنهم شاهدوا مظاهر الرعب للوباء كما تم الترويج لها وهم في سن لا تناسب ذلك، أو أنهم قد شاهدوا كثيرا من حالات العنف أو الطلاق، أو فقدان أحد أقاربهم بسبب الوباء، وهذا من شأنه التأثير على نفسياتهم الهشة والضعيفة. إيمان رضيف

2020 … النفسيـة علـى حافـة الجنـون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الداودية في "أش بيني وبينك"

احتجاز زعيم شبكة للهجرة السرية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات