زواج المثليين… ثورة الجسد

جدل بشأن إنجاب الأطفال في حالات زواج المثليين وعلاقته بأخلاقيات علم الأحياء فتحت فرنسا الباب أمام زواج المثليين، وذلك بعدما أقرته الجمعية الوطنية، في انتظار أن يوقع القرار رئيس الجمهورية، فرانسوا هولاند، ليضع بذلك حدا للجدل الذي رافق النقاش حول الحريات الشخصية بعاصمة الأنوار. "الزواج للجميع"... إصلاح اجتماعي القرار الذي تقدم به الحزب الاشتراكي، صوت لفائدته 331 برلمانيا فرنسيا، وعارضه 225 صوتا، بينهم أربعة نواب من الحزب الاشتراكي نفسه الذي تقدم بالمشروع، بوصفه "أكبر إصلاح اجتماعي في فرنسا". المشروع الذي أطلق عليه "الزواج للجميع"، وصادق عليه مجلس الشيوخ الفرنسي في 12 أبريل الماضي، يسمح بالزواج بين شخصين من الجنس نفسه والتمتع بالحقوق الاجتماعية والقانونية الكاملة كتلك التي يكفلها الزواج بين طرفين من جنسين مختلفين. وهو القرار الذي علقت عليه، ماريسول توران، وزيرة الشؤون الاجتماعية، بالقول: "يشرف بلادنا أن تخرج من الظل آلاف المتزوجين والعائلات المثلية وآلاف الأطفال والأهالي من خلال تقديم حماية القانون لهم". وزيرة العدل الفرنسية، قالت إن قانون "الزواج للجميع"، يدخل حيز التنفيذ في يونيو المقبل، بإتمام مراسم أول زواج بين مثليين، يسمح لهما بموجبه بحق تبني الأطفال. ويفتح "الخروج إلى الظل" الباب أمام كثير من البلدان التي تربطها علاقات تاريخية بالبلد من أجل التقدم تدريجيا نحو المبادرة نفسها، وإن استعصى الأمر في البلدان العربية التي ارتبطت، بفعل الاستعمار، بفرنسا. نقاش أخلاقي حول المثليةيبقى الجدل قائما، بشأن إنجاب الأطفال، بمساعدة طبية، بالنسبة إلى حالات زواج المثليين. وحتى القانون "لا يتحدث عن هذا الملف، وإنما تقررت مناقشته في إطار قانون آخر حول الأسر وأخلاقيات علم الأحياء". وقبل إقرار "الزواج للجميع"، سمحت فرنسا للمثليين بعقود المساكنة، وإن كان هذا القانون أثار جدلا لأنه يسمح بالتبني فقط، وهذا ما ركزت عليه احتجاجات المعترضين، و"بالتالي فإن قسماً كبيراً لا يبدو أنه يعترض على الزواج بقدر ما يطالب بحق الأطفال بالحصول على أب وأم"، تضيف بعض التقارير الإعلامية الفرنسية. إقرار الزواج المثلي، لا ينفي وجود انقسام بين الفرنسيين بين مؤيد ومعارض للمشروع. فقد شكل طيلة الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أحد أبرز الوعود التي تقدم بها الرئيس فرانسوا هولاند.، لتنضاف بذلك باريس إلى ثمانية بلدان أوربية أخرى تبنت فكرة "الزواج للجميع"، وقبل التصويت أيد 65 في المائة، من عينة بلغت ألف شخص فرنسي، الزواج للجميع بحسب معهد إحصاء فرنسي. وبحسب المادة 143 من القانون، فإنه "سيملك المثليون حق الزواج، والحق في تبني الأطفال، كما يمنح المشروع حق الزواج للمثلي من مثلي أجنبي. علاوة على إمكانية أن يكون المثليان من الرعايا الأجانب وأن يقوما بالزواج في فرنسا". وانضمت ثلاث دول جديدة خلال السنة الجارية، إلى لائحة الدول التي تعترف رسميا بزواج المثليين في العالم، وهي إلى جانب فرنسا، الأورغواي (10 أبريل الجاري)، ونيوزيلندا (17 أبريل الجاري). وكانت أول دولة اعترفت رسميا بزواج المثليين في العالم، هي هولندا سنة 2001، تلتها بلجيكا في 2003، وجاءت بعدها إسبانيا وكندا وجنوب إفريقيا والنرويج والسويد والبرتغال وإيسلندا والأرجنتين والدانماراك والمكسيك التي يعقد فيها هذا النوع من الزواج في ولاتي مكسيكو وكينتانا. ويوجد قانون لزواج المثليين لم يدخل حيز التنفيذ بعد، في بعض مناطق البرازيل، والولايات المتحدة الأمريكية. وأبرزت صحيفة "لو فيغارو" في ملف خاص عن هذا الحدث، أن مناقشة مشروع قانون "الزواج للجميع"، استغرق 172 ساعة، تداول خلالها برلمانيو فرنسا في مختلف مضامينه. كما تميز مسار هذا المشروع الذي وصف بـ"التاريخي"، بطرح 257 استجوابا، في الوقت الذي ضجت فيه قاعة البرلمان، بـ"ضحك هيستيري"، ثلاث مرات. كما اعتبر نواب البرلمان الفرنسي، أن هذا المشروع، هو الأقوى، منذ انطلاق ولاية الرئيس الحالي، فرانسوا هولاند. 7 أزواج مثليين من بين 156 يخلصون في علاقاتهم أجريت بالموازاة مع مصادقة العديد من الدول على قوانين زواج المثليين، مجموعة من الدراسات، من بينها دراسة بعنوان "الزوجان الرجال"، شملت 156 زوجا من المثليين الذين ظلوا معا لفترات تتراوح بين سنة و37 سنة، أشرف عليها أخصائيان نفسيان من المثليين كانا على علاقة "زوجية"، خلصت إلى أن حوالي الثلثين من العلاقات، يدخل خلالها الشريكان العلاقة وهما يحملان توقعات ظاهرة أو معلنة بالإخلاص في العلاقة، و7 فقط من مجموعة العلاقات الـ156، استطاعت الحفاظ على الإخلاص فيها، ومن بين هؤلاء السبعة لم يمكث زوجان معا لأكثر من خمس سنوات. ياسين الريخ

زواج المثليين… ثورة الجسد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الزمزمي: الشواذ عاجزون عن إتيان المرأة

فوكو منظّر المثلية الجنسية في القرن العشرين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات