الزمزمي: الشواذ عاجزون عن إتيان المرأة

قال عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، إن من يأتون الشذوذ الجنسي "عاجزون عن إتيان المرأة، وليس لهم أي ميل تجاهها". وشدد في حوار مع الصباح على أن القرآن الكريم حرم هذه السلوكات "المناقضة للفطرة والطبيعة البشريتين، لأنها تعطل الغاية من خلق البشر" . وأوضح أنه حتى في أوربا سعى البابا السابق، بنيديكت السادس عشر، إلى بذل جهود كبيرة لمحاربة ظاهرة الشذوذ، خاصة في أوساط الرهبان ورجال الدين، كما تطرق الفقيه الزمزمي في هذا الحوار إلى عدد من النصائح التي يمكن أن تكون بمثابة حلول للشواذ للتخلص من هذا "الانحراف المناقض للطبيعة"... هناك من يعتبر أن الشذوذ الجنسي حالة مرضية إما نفسيا أو عضويا، ما هو تعليقك من منظور ديني؟ هناك آراء مختلفة في ما يتعلق بهذا السلوك، فهذا الرأي الذي طرحت هو الغالب لدى الأطباء وعلماء النفس والفلاسفة، أي أنه حالة غير طبيعية ولهذا سمي شذوذا، وهو سلوك مخالف للفطرة التي خلق عليها الإنسان ومخالف للسلوك العام الذي تسير عليه غالبية الناس، ولهذا اعتبر انحرافا عن الفطرة. وهذا الرأي هو الصحيح لأن هذه السلوكات أمور غير مقبولة، فالله تعالى خلق الذكر والأنثى لحكمة وغاية وهي أن يتناسل البشر، فإذا اكتفى كل جنس بالآخر سيعطل الغاية من خلق البشر والوجود، إذ سينقضي التوالد وتنقطع الحياة على الأرض. ولهذا عظم القرآن الإنكار على هذا السلوك، فقد اعتبر قوم لوط مجرمين وجهالا وعادين (خارجين عن طاعة الله) لأن في هذا السلوك قضاء على الحياة البشرية في الأرض، وإذا شاع واتسع بين البشر سيكون في ذلك خراب. ومن يأتونه عاجزون عن إتيان المرأة، وليس لديهم أي ميل تجاهها. ثم هناك رأي آخر يرى في هذه الممارسات سلوكا طبيعيا، وأتذكر أنه جمعني لقاء بأحمد عصيد في الرباط وكان النقاش حول هذا الموضوع، فأنكر تحريم القرآن للشذوذ، قائلا إنه ميول طبيعي يكون في الإنسان بدون اختياره ويجد نفسه يميل إلى ممارسة هذا السلوك، وهذا جهل كبير وطيش وضلال، لأن الإنسان يميل إلى جميع الشهوات بدون اختياره، وكذلك حال مدمن الخمر والمخدرات، ومع ذلك حرم هذه الشهوات بمعنى أن الإنسان يجب أن يقاوم حتى يتحرر من عبوديته لشهواته، والإسلام جاء ليقوم ويهذب سلوكات الإنسان. كيف تعتقد أنه على المجتمع أن يتعامل مع الظاهرة، خاصة أن هناك حوالي 14 دولة حول العالم أجازت بموجب قوانين الزواج للشواذ في ما بينهم، وبينها فرنسا التي تجمعنا بها مجموعة روابط؟ حقيقة لقد صار المتابع يلاحظ أن أوربا تقريبا كلها تنظر إلى هذا السلوك على أنه أمر عاد، وإسبانيا مثلا، الأقرب إلى المغرب جغرافيا من فرنسا، تتفشى بها هذه الظاهرة بشكل كبير جدا علنا في الشارع العام وحتى المجتمع هناك تعود على هذه المظاهر، لكن في الواقع فإن هذا السلوك لا يمكن أن يكون أبدا أمرا طبيعيا، فحتى في أوربا وعندما يفتضح مثل هذا الأمر عند رجال الدين أو الرهبان فإنهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها عبر وسائل الإعلام أو غيرها... كما أن البابا بنيديكت السادس عشر أخذ في آخر شهوره على رأس الكنيسة عهدا بأن يحارب هذه الظاهرة مما يعني أنها غير طبيعية وغير مقبولة، لكن ما يحدث هو أن الناس يتغاضون عنها. وفي الإسلام هناك تنصيص على عدم التجسس على الناس، فإذا تمت ممارسة هذا الأمر سرا فذلك يبقى شأنا بين العبد وربه، أما ما لا يقبل في الإسلام هو المجاهرة بهذه الانحرافات، ومن فعل ذلك لا بد من التصدي له. ففي عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان هناك رجل يحني يديه ورجليه ويمشي مشية النساء، أي متخنثا، فنفاه الرسول (ص) من المدينة حتى لا يتعلم منه الآخرون ويكون عبرة لغيره... فهذه الأصناف لا ينبغي التسامح معها إذا جاهرت بممارساتها... وما موقفك الشخصي من ارتباط شخصين من جنس واحد، وكيف تنصح الشواذ الذين يفكرون في الارتباط ببعضهم؟ هذا أمر مستهجن، ونعرف أنه حتى في الحياة الزوجية بين رجل وامرأة وعندما تطول مدة الزواج يحدث بينهما نفور، خاصة مع تقدم المرأة في السن فلا يبقى ميل من قبل الرجل تجاهها، فكيف في حالة الارتباط بين رجلين؟ إذ مع المدة سيقع الملل والنفور، ولا يمكن لرجل عجوز أن يتشبث بعجوز مثله، هذا غير معقول. وقد حكى لي أحد الأصدقاء عاد من فرنسا أنه كان يتجول في أحد الشوارع التي يرتادها الشواذ بمارسيليا فالتقى أحد الفرنسيين الشواذ فتبادلا أطرافا الحديث وأخبره الفرنسي أنه متزوج من رجل، ولكن هذه العلاقة يطغى عليها الملل بسرعة، ذلك أنهما يعيشان من دون أولاد، إذ يملان الحديث والدردشة مع طول الوقت، فخرج إلى الشارع ليبحث عن شريك جديد. هذه العلاقة مخالفة للطبيعة، وعلى ممارسيها أن يبحثوا عن الصحبة الصالحة، أي الصديق الذي بإمكانك أن تفضي له بسرك ويساعدك على التخلص من هذا الميل المنحرف، ثم لابد من الزواج وأن تكون له أسرة وأطفال لأن حتى الفراغ يؤدي إلى مثل هذه السلوكات.أجرى الحوار: محمد أرحمني

الزمزمي: الشواذ عاجزون عن إتيان المرأة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سيدي علي بن حمدوش... محج "الشواذ"

زواج المثليين... ثورة الجسد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات