متابع بتهمة الضرب المؤدي لعاهة مستديمة والمحكمة قررت تمتيعه بظروف التخفيف أصدرت غرفة الجنايات الاستئنافية لدى محكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، قرارا يقضي بمراجعة الحكم الابتدائي، الذي أدان متهما بأربع سنوات حبسا نافذا، لارتكابه جناية الضرب والجرح العمديين بالسلاح الأبيض، نتجت عنهما عاهة مستديمة، طبقا للفصل 402 من القانون الجنائي، وتأييد القرار المستأنف مبدئيا مع تعديله بتخفيض العقوبة الحبسية في حق المتهم إلى ثلاث سنوات حبسا نافذا وتحميله الصائر والإجبار في الأدنى وبأدائه لفائدة المطالب بالحق المدني تعويضا مدنيا قدره 50.000 درهم. وتعود تفاصيل الواقعة، إلى إشعار عناصر الشرطة بضرورة الانتقال إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس لمعاينة حالة شخص مصاب بجروح بالغة إثر تعرضه للضرب بواسطة السلاح الأبيض. وبانتقال العناصر الأمنية إلى المؤسسة الاستشفائية المذكورة، تبين بأن الأمر يتعلق بالضحية (ع. س)، وتمت معاينة جرح بالغ على مستوى معصم يده اليسرى والدماء تنزف منه. وبالاستماع إلى الضحية المذكور من قبل أفراد الضابطة القضائية في محضر قانوني، صرح أنه بينما كان يتجول في الألعاب الترفيهية الموجودة بجنبات المعلمة التاريخية "صهريج السواني" بمكناس، لفت انتباهه شخص يعنف طفلا في مقهى مقامة هناك، واقترب منه وعاتبه على ذلك، الشيء الذي جعل ذلك الشخص يشهر في وجهه سكينا ويلوح بها في اتجاهه ليعترضه بيديه وأصيب في معصم يده اليسرى بجروح بالغة، ومنحت له شهادة طبية مدة العجز فيها 35 يوما وأصر على المتابعة، فيما لاذ الفاعل بالفرار إلى وجهة غير معلومة. وبعد إيقاف المتهم (ع.م) والاستماع إليه تمهيديا من قبل الضابطة القضائية، صرح أنه بينما كان يزاول عمله في حراسة مقهى بفضاء صهريج السواني، أثار انتباهه عدد من الشبان يقومون بإسقاط الغطاء المحيط بالمقهى من أجل متابعة السهرة المقامة مجانا فطلب منهم الابتعاد عن المكان، كذلك الشأن بالنسبة للمشتكي (ع.س) الذي كان واقفا بجانب المقهى والذي قام بدفعه بيديه فاستعطفه، لكن المشتكي دفعه، قبل أن يتدخل صديق له، وأمسك به من الخلف لكنه قاومه وأسقطه أرضا لينهض ويخرج سكينا كانت بحوزته محاولا طعنه، إلا أن المتهم تمكن من نزعه منه وضرب به المشتكي على يده اليسرى، كما وجه ضربة لصديقه على الرأس. وعند تقديم المتهم أمام الوكيل العام للملك أكد بأن صديق المشتكي لوح بالسكين الذي كان بحوزته فسقط منه، وحمله ولوح به لتصطدم السكين بيد المشتكي فأصيب بجروح، فتقررت متابعته من أجل ما نسب إليه أعلاه وإحالته في حالة اعتقال على غرفة الجنايات الاستئنافية بالمحكمة ذاتها، فأدرجت القضية بعدة جلسات أحضر لها المتهم من السجن للمحاكمة عبر وسائل الاتصال (عن بعد) .وبعد التأكد من هوية المتهم وموافقته على المحاكمة عن بعد، أشعر بالمنسوب إليه فأجاب بالإنكار. وبعدما كان آخر من تكلم انسحبت هيأة المحكمة للمداولة. وتداولت الغرفة بشأن منح المتهم ظروف التخفيف، فارتأت تمتيعه بها لظروفه الاجتماعية مع تعديل العقوبة الحبسية، حسب ما جاء في القرار المستأنف المشار إلى منطوقة أعلاه. حميد بن التهامي (مكناس)