النادي القنيطري… اللقلاق المريض

شبح النزول يلاحقه وتطاحنات فرقائه تلازمه وبنياته التحتية في خبر كان ربما يستحضر قليلون الزمن الجميل للنادي القنيطري، وهو يجول ويصول في الملاعب الوطنية، لكن راهن ”اللقلاق” (رمز الكاك)، ليس كما في السابق بكل تأكيد، بعدما بات مهددا بالانقراض، أسوة بجاره النهضة القنيطرية. يعاني البؤس وضيق الحال وتطاحنات فرقائه، تماما كما يعاني غياب التجهيزات الرياضية. ملعب متهالك ما إن تطأ قدماك الملعب البلدي، حتى تشعر أنك ربما تقصد فضاء آخر أشبه بمرآب للسيارات. فمرافقه متهالكة ومستودعات الملابس تنبعث منها روائح نتنة، كأنها مراحيض لقضاء الحاجة. داخل مستودعات الملابس كراس مكسرة وجدران متسخة وصنابير صدئة وأخرى معطلة منذ بداية الموسم الكروي، ولا أحد يحرك ساكنا. يخجل اللاعبون المرور عبر ممر يؤدي إلى أرضية الملعب ويوجد أسفل المنصة المغطاة، بسبب وضعيته المقززة.أما قاعة الاجتماعات، فتفتخر بتفردها وتميزها ليس لأنها نظيفة أو بها تجهيزات زادتها بهاء ورونقا، بل لضمها صور لاعبين كبارا مروا من "الكاك"، وسطع نجمهم، بل بفضلهم توج أكثر من مرة وطنيا وعربيا. عشب مهدد رغم أن الملعب البلدي بني في الثلاثينات، واحتضن مباريات النادي القنيطري منذ تأسيسه عام 1938، إلا أنه لم يرمم سوى مرة واحدة في الثمانينات، عندما قرر مسؤولو المجلس البلدي إضافة مدرجات تأوي جماهيره الغفيرة. والغريب أن هذا الترميم لم يشمل مستودعات الملابس التي ظلت على حالها، قبل أن يبادر مسؤولو الفريق إلى إصلاح جزء منها في موسم 2008 و2009.ولأن عشبه الطبيعي لم يقو على الصمود في وجه عدد المباريات المتتالية، تقرر إعادة تهيئته بعشب اصطناعي بمبادرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وشكل هذا الحدث استثنائا بالنسبة إلى الفريق الأول والفئات الصغرى، إذ وجد فيه الجميع مرتعا للإبداع والتألق.حال العشب حاليا ينذر بالاندثار في ظل غياب الصيانة من سقي وتنظيف، وغيرهما من المواد التي يحتاجها العشب الاصطناعي. وربما قد يتعرض للإتلاف كليا. وحتى ملعبي المسيرة، المحاذي للملعب البلدي، والصويرة، فراهنهما ليس أفضل حال، إذ لم يرمما بدورهما، ولم يخصص لهما ميزانية من قبل المجلس البلدي على غرار ما هو معمول به في مدن أخرى، فيما يتسابق المسؤولون عن البقع الأرضية المحاذية للملاعب المذكورة بغرض تجزئتها ليس إلا. تسييس الـ "كاك"يرى عديدون، ممن تحدث إليهم «الصباح الرياضي»، أن النادي القنيطري بات ضحية أطماع سياسية، لشعبيته، وقدرته على استقطاب جماهير غفيرة. جمهور ال ـ"كاك" يتمتع بقدرة على التأثير، وحسم المعارك مهما كانت صعوبتها. وربما الأسباب التي جعلت سياسيون يستمدون وجودهم من قربهم إلى الفريق وجماهيره.لقد سخرت السلطات الإقليمية والمحلية كل مجهوداتها غير المشروعة قانونا لإسقاط الرئيس السابق حكيم دومو، وبعده محمد شيبار، ووعدت المسؤولين الحاليين بموارد مالية (400 مليون سنتيم) لم يحصلوا منها إلا على القليل. في البدء كان المجلس البلدي يشترط تقديم التقريرين الأدبي والمالي مقابل ضخ المبلغ المخصص في ميزانية النادي، إلا أنه سرعان ما تراجع عن موقفه، وهو يمنح للمكتب الحالي مبالغ دون أن يقدم الأخير ما يبرر حسن تدبيره.يقول مصدر مطلع، إن الفريق القنيطري لم يعقد جمعا قانونيا منذ يناير 2012، والأدهى أن الرئيس أنس البوعناني توصل بوصل إيداع دون أن يبرئ الرئيس السابق محمد شيبار ذمته. ثلاثة رؤساء في سنة تعرض النادي القنيطري لهزات عنيفة قبل سنة ونصف، إذ تدخلت السلطات المحلية لإسقاط حكيم دومو، بعدما وعدته بـ 230 مليونا، ونصبت محمد شيبار رئيسا للجنة المؤقتة بمكتب الباشا، وليس في جمع عام استثنائي. ولم يمض سوى ستة أشهر في منصبه، حتى عين المنخرطون والجمهور يوسف شيبو رئيسا بالإجماع.وبدل أن يتوصل الأخير بوصل إيداع، عله ينقذ الفريق من مخالب الصراعات، سيغادر مكرها، ليحل بدله أنس البوعناني رئيسا بمباركة السلطات المحلية والمنتخبة.لم تكن مهمة «تنصيب» البوعناني سهلة، بعدما اشترط الأخير مساعدة مالية بغرض إنقاذ الفريق، وتوصل بوعود دون أن تتحقق إلى الآن، ما جعله يهدد بالاستقالة. استقالات في الأفق ما إن بدا جليا استحالة تجاوز الأزمة المالية، حتى تعالت الأصوات المنددة. فبعضهم انتقد التسيير الأحادي للرئيس البوعناني وانفراده بالقرارات وعدم دمقرطة العمل الجمعوي، كما هو حال طارق بلكوط، النائب الأول للرئيس، الذي أعلن العصيان والتمرد باستقالته التي انتقد فيها المكتب المسير برمته، وقبل ذلك سبقه مسيرون آخرون قبل أن يتراجعوا عنها. ولم تخف مصادر مقربة إمكانية أن يقدم المكتب الحالي استقالة جماعية في حال عدم الاستجابة إلى مطالبهم. ديون متراكمة تؤكد المؤشرات أن النادي القنيطري يحتاج إلى معجزة لتطويق أزمته المالية، بسبب الديون المتراكمة. وقدر مسؤول سابق أن 600 مليون سنتيم مازالت في ذمة الفريق، من بينها ديون عالقة لفائدة بعض اللاعبين نظير يوسف بنمويح وأيوب بورحيم ويوسف التورابي ويونس الأندلسي، ممن راسلوا الجامعة للحصول على مستحقاتهم. ويتوفر حكيم دومو على وثيقة موقعة من قبل السلطة المحلية تشهد فيها الأخيرة أن حكيم دومو مدين للفريق ب230 مليون سنتيم يتوصل بها عبر خمس دفعات، إلا أنه لم يتوصل بأي مبلغ إلى الآن.وحسب مصادر مقربة، فإن النادي القنيطري، بات في وضع حرج جراء عدم قدرته على تسديد ديونه المتراكمة، ما يحرمه من القيام بأي انتدابات ما لم يبرئ ذمته. إنجاز: عيسى الكامحي

النادي القنيطري… اللقلاق المريض

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورواس: التسيير والأزمة المالية وراء التراجع

التنس المغربي خارج دوري الحسن الثاني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات