صدر مسؤولي البيضاء لا يتسع لـ “الشيشة”

قطاع مهدد بالانهيار والعمال يعيشون الفقر وخصوصيته تعمق أزمته وتؤخر تقنينه يعتبر مسؤولو البيضاء مقاهي الشيشة، بمثابة شبح مخيف، يتحاشون الحديث عنه، أو الجلوس إلى طاولة الحوار مع مهنييه، ومتخوفون من إصدار أي قرار، يرمي إلى إنهاء أزمته، والسماح لملاك المقاهي باستئناف نشاطهم. أرباب المقاهي والحانات والملاهي الليلية وغيرها، يتسع لهم صدر مسؤولي البيضاء، لكن قطاع مقاهي النرجيلة غير مرحب به، ويبدو أنها تخيف أصحاب القرار بالبيضاء، رغم أنها تقدم خدمة عادية ومألوفة، إذ يستعملون مواد التبغ المرخصة وقناني النرجيلة التي تشترى بفواتير قانونية، وتوضع في واجهات المحلات التجارية. ويبدو أن مسؤولي البيضاء وحدهم، من "تخنقهم" "الشيشة"، فغير بعيد عن العاصمة الاقتصادية، يتعامل باقي المسؤولين الترابيين مع هذا القطاع مثل باقي الخدمات والمهن، إذ على سبيل المثال نجد أن عامل الجديدة، استقبل أصحاب المقاهي بمنتجع سيدي بوزيد وناقش معهم وضعيتهم الاقتصادية دون توجس، لكن بالبيضاء هناك حذر من المسؤولين، فلا هم يرغبون في تقنين القطاع، رغم قدمه، ولا يبادرون إلى إصدار قرارات جريئة وشجاعة، تنهي أزمته ولو بمنح وعود مستقبلية، من أجل طمأنة المهنيين. وعلمت "الصباح"، أن عامل الجديدة أعطى وعودا بأن القطاع على أبواب التقنين، وأنه يمكن في الأيام المقبلة السماح للمهنيين بالعودة إلى ممارسة نشاطهم الاعتيادي. وقال أحد المهنيين، الذي تواصلت معهم "الصباح"، "ما زلنا نستفسر سبب عدم تقنين هذا القطاع، فرغم أن السلطات لها رغبة في إنهاء أجواء العشوائية في هذا المجال، إلا أن هناك من يعرقل هذا المسار، رغم أن هذه المقاهي تقدم مشروبات مرخصة، من عصائر وقهوة وشاي، وتقدم مادة التبغ التي تباع بشكل قانوني، وتستعمل قناني النرجيلة التي تباع بفواتير وفي واجهات المحلات الكبرى". وأكد عمر الشرقاوي، مهني من القطاع، على "أننا نعبر للدولة عن استعدادنا الفعال في المساهمة في التقنين، سواء تعلق الأمر بمحاربة العشوائية، أو تحديد مناطق لا يجب أن تكون فيها هذه المقاهي، أو ما يتعلق بإزعاج الجيران وغيرها. نحن مستعدون، إلى جانب السلطة، لمحاربة العشوائية ومن يسيئون إلى القطاع ولو تطلب الأمر سحب الرخص". وأضاف المتحدث ذاته، "قمنا بعدد من المراسلات لمسؤولي الجهة، من قبيل والي البيضاء، الذي راسلناه، لكننا لم نتوصل بأي رد. كما أننا قمنا بتذكيره، من أجل النظر في شكايتنا، أو الجلوس إلى طاولة الحوار على الأقل". وأشار الشرقاوي، إلى أن الأمر يتعلق بمعاناة المهنيين في قطاع تقديم "الشيشة"، الذي فرض نفسه على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، إذ يساهم في الاقتصاد الوطني، ويؤدي مبالغ مهمة من الضرائب، ويشغل يدا عاملة كبيرة، فعلى مستوى عمالة البيضاء أنفا فقط، يتجاوز عدد المقاهي 300 وحدة، تشغل أزيد من 4 آلاف شخص". وخلص الشرقاوي إلى أن المهنيين، وجدوا أنفسهم محاصرين بعدد من الالتزامات المالية والشيكات والضمانات، تقدر بالملايين، ومن بينهم من قدم شيكات بدون مؤونة، بالإضافة إلى أنهم ملزمون بعدد من النفقات من قبيل الدخول المدرسي، وعدد كبير منهم لا يجد ما يدرس به أبناءه، ورغم ذلك لم يخرج أي مهني إلى الشارع، أو احتج بشكل غير حضاري، أو حاول أن يوصل صوته بشكل غير قانوني. عصام الناصيري

صدر مسؤولي البيضاء لا يتسع لـ “الشيشة”

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أخبار الصباح

الرصد الوبائي … تسجيل 2430 حالة جديدة

مقالات ذات صلة