الأيادي النظيفة … الحرب على الفساد

رجال حموشي داهموا أوكار الخمور واعتقلوا بارونات بالبيضاء وخريبكة وبني ملال خاض عبد اللطيف حموشي، منذ تعيينه على رأس قطبي الأمن، (المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني)، حربا على الفساد، انطلقت من مقر المديرية العامة، بعد غربلة الملفات المشوبة بسوء التدبير، سيما تلك التي عرفت بزلزال مديرية التجهيز، إذ أطلق حملة الأيادي النظيفة، لتطهير مديريات المؤسسة الأمنية من الشوائب والرفع من مستوى الأداء والتخليق والحكامة الجيدة. وواصل حموشي مسارات التخليق والترشيد والنجاعة، وفق خارطة طريق اعتمدت مختلف الوسائل، وضمنها المذكرات والتوجيهات، التي تهاطلت على مختلف ولايات الأمن، وأيضا القرارات التأديبية التي كان لها نصيب، لتحقيق المردودية المطلوبة بعد فترة وجيزة من التكليف الملكي، مع تأطير انصب أساسا على المراقبة والموازاة بين الحقوق والواجبات. وبدا حموشي في مختلف المجالات الأمنية والاستخباراتية، سواء داخل الوطن أو خارجه، حليفا لنجاح ما لبثت دول أجنبية تصفق له وتعتز بالتنسيق أمنيا مع المملكة. عملية "باكسيس"… نهاية التواطؤ استمرار الغزوات ضد الفساد والدقة فضحت بارونات الخمور والصناديق السوداء مكنت المعلومة الدقيقة، التي أصبحت تتوفر لضباط الشرطة القضائية، إثر توحيد قطبي الأمن، من توالي الانتصارات على الجريمة، سواء المحلية أو العابرة للقارات، ولم تكن مداهمة أوكار الخمارات الفاسدة، التي أسفرت عن حجز أزيد من مليون قنينة مغشوشة تحمل "فنييت" مزورة، لتتحقق لولا الدقة في المعلومات، وهي الدقة التي منعت إفلات من كانوا يعتقدون إلى وقت قصير أنهم بعيدون عن المساءلة، وأن علاقاتهم قد تحول دون تطبيق القانون عليهم. ومكنت العمليات نفسها من إغلاق محلات شخصيات معروفة إثر سحب ترخيصاتها التجارية، أو متابعتها بما اقترفت أياديها، مع ما وازى ذلك من إسقاط كل من تبين تواطؤه وفتح تحقيقات حول العلاقات المشبوهة لأباطرة الممنوعات مع المنتسبين إلى الأمن الوطني، ما يؤكد القطيعة مع العهد الماضي، ويوضح أكثر أن القطع مع مقولة "باك صاحبي"، لم تكن شعارا للاستهلاك، بل واقعا يجر كل سنة حصيلة من المخالفين للضوابط والسلوكات المثلى، التي ينبغي أن يتحلى بها المكلفون بأداء الواجب. العمليات التي أنجزت، نهاية الأسبوع الماضي، في آن واحد بمدن البيضاء وحد السوالم وخريبكة ووادي زم وبني ملال، أسفرت عن محجوزات فضحت الغش والمنافسة غير المشروعة والتلاعب بصحة المواطنين وتزوير الملصقات الضريبية وتواريخ الصلاحية، كما أبانت عن نجاعة التدخلات، التي لم تتم بصفة عشوائية، بل استبقها تجميع المعلومات الدقيقة وتحديد مختلف الجنح والجرائم المنسوبة إلى المتهمين، قبل إعطاء الأمر بالتدخل، ما يظهر نجاعة التنسيق بين مصالح مراقبة التراب ونظيرتها المكلفة بالشرطة القضائية. ومن شأن الأبحاث الصارمة، التي تجرى من قبل المديرية العامة للأمن الوطني، بالنسبة إلى المسؤولين، أو تلك التي تتم مع المتهمين المتورطين، أن تطيح برؤوس أخرى وتكشف أسماء، ما يعني أن الحرب على الفساد لن تتوقف عند العملية التي أطلق عليها "باكسيس"، والتي أسقطت في شركها مسؤولين كبار بسبع مدن، بل هي انطلاقة لمسار جديد من التخليق والشفافية، والقطع مع لوبيات الغش والصناديق السوداء وغيرها من السلوكات المشينة، التي تنخر الاقتصاد وتؤثر سلبا على مختلف الأوراش الإصلاحية. المتتبعون أجمعوا على أن النجاح الكبير، الذي تحقق في مجال مكافحة الإرهاب، سينتقل إلى محاربة التهريب، والضرب على يد المخالفين، ومن يدور في فلكهم من مسؤولين متواطئين. وعملية "باكسيس"، ليست إلا انطلاقة جديدة لمسلسل من الرقابة، لمحاربة الجريمة بمختلف أنواعها، وكذا لتقويم اعوجاجات الموظفين، الذي عرف في عهد حموشي بشعار "اللي فرط يكرط". فالنجاحات التي تحققت، سواء في محاربة الجريمة العابرة للقارات، أو في مكافحة الإرهاب وتقديم المساعدة للدول الأجنبية، أو كذا في مواجهة كارتيلات التهريب الدولي للمخدرات الصلبة، لم تأت صدفة، بل بنيت على جهود أثمرها توحيد قطبي الأمن، وترأسهما من قبل شخص راكم تجربة في العمل الميداني. المصطفى صفر

الأيادي النظيفة … الحرب على الفساد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الانهيار العصبي ... السقوط في الهاوية

الحبس لسارق شركة للمشروبات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات