كورونا يفضح البنية الصحية بفاس

مسن توفي بعدما تقاذفته أجنحة كوفيد ومرضى احتجوا ونقابة غاضبة على غياب وسائل الوقاية اختنقت أجنحة "كوفيد 19" بفاس بالمصابين، خاصة في مستشفى بن الخطيب (كوكار) والمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني والمستشفى الميداني في الحي الجامعي سايس إناث بفاس. وتضاعفت معاناة المتكفل بعلاجهم وحتى من لم يجدوا أسرة تحضنهم وأبعدوا خارج تلك الأجنحة، للعلاج بمنازلهم في ظروف أقسى وأمر. أصوات الغضب تعالت في الآونة الأخيرة وبشكل غير مسبوق منذ بداية انتشار الوباء، ومن مختلف الأجنحة خاصة من المستشفى الميداني، لما صدحت حناجر مرضى وذويهم مطالبة بتوفير شروط العلاج اللازمة وظروف مواتية له، ما نقل في تسجيلات فردية مسربة وأشرطة فيديو كاشفة لاحتجاج غاضبين من الإهمال وضعف العناية. خدمات متردية نقص الأدوية وتأخير الوجبات الغذائية وغياب النظافة، نقط أفاضت كأس صبر نزلاء بهذا المستشفى المحدث للتخفيف من الضغط على جناحي مستشفيي الحسن الثاني وبن الخطيب، خاصة في ظل الارتفاع المخيف في عدد الإصابات المسجلة ما بعد عيد الأضحى، بظهور بؤر وبائية متعددة، مهنية وعائلية وفي إدارات مختلفة. عشرات المشتبه في إصابتهم، احتجوا على تأخر استفادتهم من التحاليل وظهور نتائجها وغياب أسرة لإيوائهم، نسبة كبيرة منهم لجؤوا لتوثيق ذلك في فيديوهات متداولة فيسبوكيا وعبر تقنية التراسل الفوري، وسيلة للتعبير عن غضبهم مما آلت إليه الأوضاع من ترد لم يألفوه إبان ظهور الوباء وبداية انتشاره بأعداد أقل. وأمام هذا الوضع يصبح المريض، كرة متقاذفة بين الأجنحة المتباعدة، كما حال مريض مسن من ناحية إقليم بولمان، وجه للعلاج من مسقط رأسه، قبل أن يلفظه جناحا الحي الجامعي وبن الخطيب، ليجد لنفسه سريرا في المستشفى الجامعي، لم يقض فيه إلا ساعات قليلة قبل وفاته، في حالة لخصت حقيقة مرارة الأوضاع. فقدان السيطرة على الوضع، ظهر جليا مع مرور الأيام واستفحال الوضعية الوبائية واستمرار الضغط الكبير على الأجنحة المخصصة لاستقبال مرضى كورونا، التي لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة رغم لجوء مصالح الصحة لبدائل عن العلاج بها، خاصة بعدما تغلغل الفيروس بين الأطر الطبية ومهنيي القطاع بشكل مخيف. عجز واختناق العجز والاختناق ظاهران بكل أجنحة كوفيد 19 بفاس ومختلف مستشفيات أقاليم الجهة خاصة بأجنحة التنفس الاصطناعي للحالات الحرجة، كما حالة رجل تعليم متقاعد لم يجد لنفسه سريرا في الإنعاش، يؤويه رغم حالته الصعبة ومرضه المزمن في القلب، بعدما صرف أموالا باهظة في إجراء التحاليل المخبرية وشراء الأدوية وجهاز التنفس. حالته ربما أحسن من تلك لموظف مسؤول باستئنافية فاس، مصاب بأمراض مزمنة ويعالج في منزله في ظروف أصعب كما ابنه الصغير، بعدما وجد نفسه محروما من سرير يجعله أقرب للطاقم المعالج، موازاة مع واقع "حكرة" أحسها في غياب التفاتة الوزارة الوصية إليه وإلى زملائه وما أكثرهم ممن أصيبوا بالفيروس ويعالجون بمنازلهم. ولم تكن أطر طبية أحسن حالا بعد اكتشاف إصابتها بالفيروس، ما أغضب نقابات خاصة في المركز الاستشفائي الجهوي الغساني، طالبت بوضع إستراتيجية مستعجلة وخارطة واضحة لتحديد مسارات ومسالك خاصة بالمرضى الإيجابيين بكوفيد 19 المتوافدين على مصلحة المستعجلات، حفاظا على سلامة الأطر الصحية والمواطنين. نقابات غاضبة حذر تنسيق نقابي ثلاثي بمستشفى الغساني، من كارثة وبائية وشيكة في ظل "استخفاف المسؤول الجهوي بصحة الأطر الصحية والمواطنين وتعريض حياتهم للخطر للارتجالية في التدبير" بلغة بيانها المشترك الذي أثار انتباه الجميع لتحول "مستعجلات الغساني بؤرة لتفشي العدوى والارتفاع الكبير في عدد الإصابات بين الأطباء". إيواء هؤلاء وعلاجهم، يقلقان نقابات كما النقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية الطب والصيدلة التي لم تخف قلقها مما يعيشه المستشفى الجامعي "من سوء تسيير وتدبير لم يشهده من قبل"، أمام توافد العشرات من المرضى الذين يعانون ضعف وضيق التنفس، ما يشكل "ضغطا على الأقسام الاستشفائية وتسبب في إصابات". وتحدثت النقابة عن انعدام وسائل الوقاية الفردية والجماعية وتزويد المصالح الاستشفائية بكميات قليلة وغير كافية لتأمين سلامة المرضى والعاملين، وتراكم المشاكل في ما يخص توفير الأدوية والمعدات الطبية وشبه الطبية منذ شهور وزادت تفاقما مع حدة الوباء والتوافد الكثيف للمرضى في وضعية حرجة. المكتب المحلي لهذه النقابة القطاعية، نبه مسؤولي القطاع إلى "غياب الإجراءات الاحترازية على مداخل المستشفى الجامعي وفي مختلف مرافقه، وانعدام أي إجراءات للحد من التوافد غير المبرر والكثيف للمرتفقين"، داعيا إلى تكاثف الجهود للرفع من مستوى جاهزية المركز لأداء مهامه في هذه الجائحة. حميد الأبيض (فاس)

كورونا يفضح البنية الصحية بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دقيقة في جحيم تحاليل كوفيد

مآس رياضية هزت العالم ... رأسية الكرتي غيرت قوانين "كاف"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات