فوضى التحليلات

مواطنون مصابون تائهون بين المستشفيات العمومية والخاصة تسبب ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا خلال الأيام الأخيرة، في تزايد الطلب على إجراء التحليلات، إذ في الوقت الذي يضطر فيه البعض إلى الانتظار لساعات وأيام قبل الكشف عنه، سارع آخرون إلى مستشفيات خصوصية لإجراء التحليلات مقابل مبلغ مالي، غير أن هذا لم يمنع من وقف المعاناة. ابن رشد...محنة الانتظار المصابون المحتملون يرقدون في الخيم والمرضى والزوار غير محميين يعيش المستشفى الجامعي ابن رشد بالبيضاء، وضعية أقل ما يمكن أن يقال عنها، إنها مزرية، بالنظر إلى المشاهد التي تصادف زائر هذا المرفق الصحي العمومي، خاصة بعد تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا، وتوافد المصابين المحتملين عليه من أجل إجراء التحاليل المخبرية، ما زاد من الاكتظاظ. وإذا كانت السلطات الصحية العمومية تدعو باقي المؤسسات والشركات إلى اعتماد وسائل الحماية، وتنظيم التنقل داخل أروقة المؤسسات، فإن أروقة هذا الفضاء الصحي، تفتقد إلى الحد الأدنى من التنظيم، خاصة في ما يتعلق بقسم المستعجلات، الذي أصبحت مشاهد الفوضى داخله، أمرا اعتياديا. رغم أنه يعرف اكتظاظا في الساعات الأولى من الصباح، إلا أن أروقة مستشفى ابن رشد ظلت ممتلئة في الفترة المسائية، سواء تعلق الأمر بالأشخاص الذين ينتظرون دورهم من أجل إجراء كشف فيروس كورونا، أو الأشخاص الذين يلجون قسم المستعجلات، إذ يعتبر الاكتظاظ السمة الغالبة على الفضاء، كما أن مشاعر الخوف تسيطر على الجميع، سواء المرضى أو الزوار، الذين يمكن أن يأتوا سالمين إلى المستشفى ويصابوا بالعدوى، بسبب سوء التنظيم الذي يعرفه المستشفى. فوضى مشاهد من الفوضى والاكتظاظ، تصادف زائر ابن رشد في أول بوابة، إذ على باب المستعجلات، يجد هذا المرفق العمومي مكتظا بالراغبين في القيام بتحليلة كورونا، فرغم أن مساحة المستشفى شاسعة إلا أن القائمين عليه، اختاروا نصب نحو أربع خيم في البوابة المؤدية إلى المستعجلات، إضافة إلى غرفة متنقلة، مخصصة لأخذ عينات المصابين المحتملين. وكان عدد من الأشخاص، ينتظرون خارج تلك الغرفة المتنقلة، بعضهم يفترش الأرض، والبعض الآخر قرر الاستلقاء بالخارج، بالنظر إلى طول مدة الانتظار، وكذا غياب بنية استقبالية في المستوى، تمكن المصابين المحتملين من حفظ كرامتهم، والانتظار في ظروف ملائمة. كما أن إطارا صحيا واحدا من كان داخل الغرفة، بينما لا يوجد من يقدم التوجيهات والإرشادات للذين ينتظرون في الخارج. ومن غير السليم، ما يقع في ابن رشد، خاصة أن المكان الذي تجرى فيه التحليلات، يمر منه الزوار والمرضى والأطر الصحية، دون أن يعرف الشخص أن الذين ينتظرون داخل الخيم، تحتمل إصابتهم بفيروس خطير، وتجد أن الجميع يمر بجانبهم، كما أن المرضى أنفسهم يمرون من القرب منهم، ما يجعل حياة كثيرين في خطر، نتيجة سوء التنظيم الذي يعرفه المستشفى. أطر مستاءة أصبح اليأس يسيطر على الأطر الصحية، سواء تعلق الأمر بالأطباء أو الممرضين، وكذا التقنيين والإداريين وغيرهم، خاصة بعد منعهم من الاستفـــادة من العطــل السنوية، وعـدم صرف تعويضات في المستوى المطلــوب، والتلاعب في لوائح المستفيــدين، وكذا الاستدعاء إلى طاولة الحوار مع الوزير الوصي، دون الاهتمام بمطالبهم والسعي إلى تحقيقها. وفي الوقت الذي كانت فيه "الصباح" داخل المستشفى، صرحت مصادر نقابية، أن العياء والتعب يسيطران على الأطباء والممرضين، وأن بعضهم لم يعد قادرا على القيام بدوره كما يجب، بسبب التعامل غير المشجع للوزارة الوصية، التي حرمتهم من الرخص السنوية، وحرمان أسرهم كذلك، خاصة أن الوزارة تركت الأطر الصحية، تبرمج عطلا وتكتري منتجعات من خلال مؤسسة الأعمال الاجتماعية، وبعد ذلك منعت الرخص السنوية، وأفسدت فرحة الأطر الصحية وأسرها. وبالمقابل ترى هذه المصادر، أن الوزارة أخطأت الطريق، وأن قرار استدعاء الأطباء، ومطالبتهم بالالتحاق بمقرات عملهم في آجال لا تتعدى 48 ساعة، كان متسرعا، وأثار غضب العاملين في القطاع. كما أثار مشاكل بعضهم مع أسرهم، مبرزة أنه يمكن أن يفهم أن الوزارة في حاجة إلى الأطباء والممرضين في بعض الأقاليم والجهات، لكن في وقت اتخاذ القرار، كانت بعض المدن لا تسجل أية حالة، متسائلة لماذا كان القرار عاما ولم يتم اعتماد المرونة، مشددة على أن الوزارة تريد أن تجر عليها غضب الأطر الصحية، خاصة أن البعض أصبح مستاء جدا من طريقة تدبير الجائحة من قبلها. عصام الناصيري

فوضى التحليلات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كورونا يصل طاقم "رشيد شو"

جهة الدار البيضاء تسجل أكبر عدد من الإصابات الجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات