محاكمات في زمن كورونا … الهروب من المحكمة

محاكمات في زمن كورونا 1 تشهد العديد من المحاكمات طرائف ومستملحات تختلف من ملف لآخر غير أن هذه النوادر التي رافقت عددا من الملفات في زمن الحجر الصحي أو حتى بعد تخفيفه، كانت بنكهة مغايرة وتحمل طابع كورونا. هي قصص لمحاكمات اختلطت فيها مشاعر الخوف بالدهاء وباستغلال الوضعية الوبائية فأنتجت محاكمات فوق العادة. كريمة مصلي نصيحة مطلقة غيرت قناعتها ودفعتها للتشبث بحق النفقة لم يكن أحمد يظن أن خطته في إنهاء زواجه من ليلى، ستبوء بالفشل، ويرجع بخفي حنين، فلطالما دبر وهندس خلال فترة الحجر الصحي، لدفع زوجته إلى تقديم طلب الطلاق والتنازل عن جل مستحقاتها. بعد أن عادت الحياة إلى طبيعتها، بعد رفع الحجر الصحي واستئناف العمل بمحكمة الأسرة، وجد أحمد ضالته في تنفيذ خطته، وإرغام زوجته على توقيع الطلاق الاتفاقي، وتنازلها عن حقوقها وحقوق رضيعتها، التي لم تكمل السنة بعد. توجه أحمد إلى المحكمة وسجل الطلب. ووضع الوثائق التي يجب أن يضمنها ملف الدعوى، وضمنها تنازل زوجته وإقرارها بالتكفل برضيعتها. كل شيء كان على ما يرام، إلا أنه في يوم جلسة توثيق الطلاق، حضر أحمد إلى المحكمة وظل ينتظر حضور زوجته داخل بهوها، بعد أن حالت الإجراءات التي اتخذها مسؤولو المحكمة دون مراقبتها خارجا، ساعات الانتظار لم تكن تحمل بشائر خير له، إذ أن زوجته التقت داخل سيارة الأجرة بامرأة متوجهة هي الأخرى إلى المحكمة، لتستفسر عن دعوى طلاق للشقاق تخصها، وبعد أن تبادلتا أطراف الحديث أخبرت ليلى المرأة بقصتها والجحيم الذي عاشته مع زوجها، الذي أرغمها على الطلاق، مستغلا أنها وحيدة ويتيمة الأبوين، ثارت المرأة في وجه ليلى ولامتها على سلبيتها، ونبهتها أنه لا يحق لها التنازل عن نفقة الطفلة، لأنه ليس من حقها، كما أنه بإمكانها رفع دعوى للتطليق للشقاق بسبب الضرر، الذي تعرضت له وعوض التنازل عن حقوقها يمكنها أن تحصل على تعويض عن ذلك، كما أن هناك جمعيات نسائية يمكنها أن تقدم لها العون، وأنها على استعداد للوقوف إلى جانبها. كانت تلك الكلمات بمثابة طاقة إيجابية، دفعت ليلى إلى ولوج المحكمة ومواجهة زوجها برفضها التوقيع على الطلاق، وأنها ترغب في استمرار العلاقة الزوجية بينهما، وإن كان يريد الطلاق فعليه رفع الدعوى، دارت الأرض بأحمد الذي حاول مسك أعصابه وشرع في تهديدها بالانتقام منها، مخاطبا إياها "شوفي غادي تسيني ولا ما غادي يعجبك حال"، فحاولت الهروب إلا أنه حاصرها وتضرعت بأن عليها الذهاب لأن وقت الرضاعة قد حل، لم يعر الأمر أي اهتمام، وعاود تهديدها فلم تجد بدا من الصراخ ليتجمهر الناس حولها "متضربنيش حرام عليك"، ودخلت في موجة بكاء وشرعت في إخبار المتجمهرين أنه أرغمها على الطلاق، مستغلا الوضع الوبائي وأنه كان يعنفها وصغيرتها ويمنع عنها الأكل، ويهددها بالقتل، ساعتها ارتفعت أصوات المتجمهرين مستنكرين فعلته، ومعلنين تعاطفهم مع الزوجة المغلوبة على أمرها، فأثار الأمر انتباه العناصر الأمنية، فما كان من الزوج إلا أن أطلق ساقاه للريح، تاركا ملف القضية على الأرض، بعد التأكد أن خطته باءت بالفشل، وأنه لن يظفر بالطلاق.

محاكمات في زمن كورونا … الهروب من المحكمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحجر على بنكرير بسبب أربع حالات

الانتقالات تربك القضاة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات