“حب إيه اللي انت جاي تقول عليه”

مذكرات مثلي 3 المثليون في المغرب أنواع. منهم "اللي معري على اللاص»، ويمارس مثليته بكل حرية ويظهرها في الشارع والفضاءات العامة، غير متخوف من نظرة الناس أو سلطة القانون الذي يجرم اختلافه الجنسي، ومنهم من يمارسها في الخفاء، في حين يحرص أمام المجتمع على الالتزام بجميع مظاهر وسلوكات "الرجولة"، ومنهم من وصل به ضغط العائلة والمحيط إلى الزواج، من أجل استعماله غطاء لممارساته الجنسية "الشاذة" عن قانون الجماعة. في هذه الحلقات، اخترنا نموذج مثلي في الأربعينات من عمره (لا يحب التحدث عن سنه)، ابن "حسب ونسب"، وصاحب منصب محترم، يقام له ويقعد، يحكي لنا جزءا من سيرته وذكرياته المرتبطة بمثليته. نورا الفواري صدم في حب حياته وقرر بعده أن يعيش علاقات جنسية عابرة لا تعود عليه بـ"بومزوي" سألنا سيد المامون عن الحب. أجاب بحسرة، وهو يردد مقطعا من أغنية لأم كلثوم "حب إيه اللي نتا جاي تقول عليه، هوا نتا عارف قبلا معنى الحب إيه، لما تتكلم عليه". قبل أن يكمل "أكيد سبق لي أن أحببت شخصا، بل كنت متيما بحبه، وهو أيضا كان كذلك، لكنه فضل أن يكون مع زوجته وأبنائه، وضحى بعلاقتنا من أجل صورته أمام العائلة والمجتمع. كنا سنهاجر خارج المغرب من أجل أن نعيش حياتنا بكل حرية، خاصة أن كلينا يملك الإمكانيات المادية لذلك، لكنه تردد في آخر لحظة، وحكم على حبنا بالموت. منذ ذلك الوقت، أقسمت أن لا أهب قلبي لأحد، وقررت أن تكون لي علاقات جنسية عابرة، دون أن تتطور إلى مشاعر وأحاسيس تعود علي ببومزوي». وبعيدا عن العلاقة الجنسية بينهما التي رفض المامون أن يدخل في تفاصيلها، مكتفيا بالقول إن "الشغف" كان شعارها، اكتشف صديقنا أن علاقات الحب التي يمكن أن تطول وتستمر بين مثليين، مستحيلة في المغرب، لأننا نعيش وسط مجتمع "سكيزوفريني» منافق، يمارس كل شيء في السر، ويظهر عكس ما يبطن تماما، ولا أحد له الجرأة أو الشجاعة على أن يفعل ما يريده، لا ما يريده محيطه وعائلته، يقول. ثم يضيف بلكنة متحسرة "للأسف. نعيش حيوات مزدوجة. وهو ما يبعدنا عن السعادة ويجعلنا نعيش داخل دوامة من الهم والغم. ورغم أن بأيدينا تغيير واقعنا، إلا أننا لا نسعى إلى ذلك، ونفضل العيش تعساء على أن نتحدى القوانين والأعراف والتقاليد البالية". سألناه "ألا تعيش أنت كذلك حياة مزدوجة، حين تخفي أمر مثليتك عن عائلتك ومحيطك، في حين أنك تمارسها في الخفاء؟"، أجاب سيد المامون "قد يكون معك حق. لكني أنظر إلى الأمور بطريقة مختلفة. أظن أنني متصالح مع نفسي ومع مثليتي. ولا أتستر عليها لأنني أخجل من نفسي، بل أمارسها خفية لأنني أرغب في أن أحمي نفسي من مجتمع لا يقبل الاختلاف، خاصة حين يتعلق الأمر بالجنس. أريد أيضا أن أحمي عائلتي من الوصم، خاصة والدتي. الأمر ليس متعلقا بي وحدي، بل بمجتمع يؤمن أن الممارسة الجنسية المثلية يتزعزع لها عرش الرحمان، مع أنني لا أفهم كيف يتزعزع لعلاقة رضائية بين اثنين راشدين، ولا يتزعزع لممارسات القتل والسرقة والظلم والقهر التي يمارسها الإنسان ضد أخيه الإنسان. إضافة إلى ذلك، لم ألتق بعد بشخص متصالح مع مثليته ويمارسها عن اقتناع، بل أغلب من التقيتهم، يشعرون بالخزي والعار من تلك الممارسة بل أحيانا يطلبون الموت، من أجل أن يضعوا حدا لتأنيب الضمير الذي يرافقهم في حياتهم، خاصة المتزوجين منهم، والذين لديهم أبناء".

“حب إيه اللي انت جاي تقول عليه”

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وثائقي للمدير في مهرجان الجونة

أمزازي يحمل الآباء مسؤولية اختياراتهم

مقالات ذات صلة