إسبانيا مسؤولة عن اختفاء بصير

مذكرات أقدم المفقودين 7 الحديث عن الفقيد سيدي محمد بصير يجرنا لاستحضار حقبة أساسية في تاريخ مواجهة الاستعمار الإسباني في أقاليمنا الصحراوية. الفقيد الذي مازال مصيره مجهولا إلى حد كتابة هذه السطور، هو صحراوي مغربي من مواليد منطقة بني عياط بإقليم ازيلال، رأى النور في الزاوية البصيرية منبع العلم و التصوف المرتبط بالإسلام الوسطي المعتدل. في هذا الحوار مع ابن أخيه الدكتور عبد المغيث بصير، عضو المجلس الأكاديمي لمؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، سنحاول اكتشاف مسار حياة الفقيد قبل أن يختفي عن الأنظار. أجرى الحوار: عبد الله الكوزي بوليساريو زورت تاريخ ميلاده وأماكن دراسته والملف تحرك في عهد محمد السادس > ذكرتم أن بوليساريو زورت تاريخ المجاهد بصيري هل يمكنكم إعطاء أدلة على ذلك؟ > عندما ننظر إلى تاريخ بصيري، نجده تعرض للسطو والتزوير من قبل بوليساريو، وتبعتهم في ذلك كل الجهات المعادية للوحدة الترابية للملكة المغربية وكل الذين لهم مصلحة في ذلك، جعلوا من تاريخه بداية للتخطيط لتفعيل مشروعهم المزعوم لتشكيل دولتهم المزعومة، واستغلوا في ذلك سكوت عائلته وأقرب الناس إليه، الذين لم يكن مسموحا لهم بالكلام في الموضوع، نظرا لسنوات الرصاص ومنع الحريات التي كان يعيش تحتها المغاربة في ذلك الوقت، هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد بادر إخوانه عدة مرات لكشف حقيقة أخيهم وتقديم وثائقه وأرشيفه أمام الرأي العام، وقوبلوا بالمنع والتحقيق والسجن. > نريد أمثلة عن أشياء وقعت بالفعل... > كأمثلة على الأمور المزورة في تاريخ المجاهد بصيري، أذكر تزوير تاريخ ومكان الميلاد، إذ جعلوه من مواليد طانطان، وهو من مواليد بني اعياط بأزيلال، وزوروا أيام نشأته وطفولته، وزوروا أيام دراسته بالأزهر الشريف وبسوريا ولبنان، وزوروا أسباب منع صدور مجلته التي سماها "الشموع"، وذكروا بأنه كتب فيها مقالا تحت عنوان:" الصحراء للصحراويين"، في حين أننا في خزانة الزاوية نتوفر على هذا العدد اليتيم، ولا يوجد فيه أي مقال تحت هذا العنوان، وقالوا أيضا: أنه حينما توجه إلى الصحراء المغربية كان همه التخطيط لإنشاء دولة جديدة، في حين أن كل الرسائل التي نتوفر عليها، والتي كان يرسلها لأخيه مصطفى بصير رحمه الله، والشهادات التي قدمها رفقاؤه في الكفاح ومنهم سيدي أحمد رحال ونور الدين بلالي، تشهد بأنه كان زعيما للمقاومة الصحراوية المغربية، التي ترفض مخططات إسبانيا. وهنا أحب أن أنبه إلى أن السلطات الاستعمارية الإسبانية أيضا زورت الكثير من التاريخ المتعلق بهذا المقاوم المغربي، للتغطية على جريمتها النكراء، حيث سجنته وعذبته وأخفته، ونشرت بأنه فر من السجن حينا، وأنها سلمته للمغرب حينا آخر، وأنها أخذته إلى جزر الكناري، وأنها وأنها،... وكل ذلك للتمويه ولكسب الوقت، وكل الدلائل تشير إلى أنها هي المسؤولة الأولى عن قضية اختفائه القسري. > متى تمكنت العائلة البصيرية من تصحيح التاريخ المتعلق بالمجاهد بصيري؟ وماذا قامت به لأجل ذلك؟ > نعم لقد استمر هذا التزوير للتاريخ في حق عمنا الفقيد محمد بصير، إلى أن أطل عهد جلالة الملك محمد السادس ، الذي أرسى دعائم الدولة المغربية الديمقراطية الحديثة الضامنة لحقوق الأفراد، حيث شهدت بلادنا تحولات مباركة في مجالات حقوق الإنسان، وحقوق التعبير، وإنشاء هيأة الإنصاف والمصالحة مع الماضي، أضف إلى ذلك الحرية التامة التي أصبحنا نرفل تحت ظلالها، حيث لم يعد هنالك شيء من قبيل المحرم أو الممنوع على المواطن الخوض فيه أو مناقشته، كل هذه الأمور المستجدة التي تبعث على الارتياح شجعت عشيرة أهل البصير للتحرك من جديد لتصحيح التاريخ المتعلق بابنها المجاهد سيدي محمد بصير بشكل علني، وطالبت في كل مناسبة تنظمها حوله كل عام، مختلف الهيآت الحقوقية الوطنية والدولية وأهل الضمائر الحية بمساعدتها في البحث عنه والكشف عن مصيره. وما شجعنا أكثر، هو تفضل وتكرم مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس برعايته السامية المولوية لكل الندوات الوطنية والدولية المنعقدة حول الفقيد محمد بصير منذ 2008، وفي هذه الالتفاتات المولوية رد اعتبار كبير للفقيد ولعائلته.

إسبانيا مسؤولة عن اختفاء بصير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الداخلية توقف سطو البرلمانيين

اعتقال سارقي رياض بمراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات