عثمانيون في معركة وادي المخازن

الأتراك والمغرب... الغزو الموؤود 7 ساهم الدهاء السياسي والعسكري لسلاطين المغرب في الحفاظ على استقلاله عن الإمبراطورية العثمانية، التي ابتلعت كل دول المشرق والمغرب وقسما كبيرا من أوربا. هذه الحلقات اقتباس لنصوص مؤرخين مغاربة، منهم الناصري صاحب" الاستقصا" والراحل عبد الهادي التازي، ودراسات وأبحاث لأساتذة جامعيين مغاربة، حاولوا التأكيد فيها على أن المغرب يشكل الاستثناء تاريخيا. مصطفى لطفي بعد أن فقد محمد المتوكل الملك، وطرد من المغرب، قصد ملك البرتغال "سيبستيان" وعقد معه معاهدة يلتزم فيها "سيبستيان" بمساعدة المخلوع "محمد المتوكل" على استعادة سلطانه المفقود، وطرد عمه "عبد الملك" من بلاد المغرب، في حين يلتزم فيها "محمد المتوكل" بالتنازل عن جميع سواحل المغرب للصليبيين البرتغاليين. وانتقل "محمد المتوكل" للإقامة بطنجة انتظارا للإمدادات الصليبية القادمة من البرتغال. تحمس ملك البرتغال "سيبستيان" لغزو المغرب كثيرا، ووجدها فرصة لمحو العار الذي لحق بالبرتغاليين على يد المغاربة الذين وجهوا لهم ضربات موجوعة، ما أجبرهم على الانسحاب من مدن آسفي وأزمور وأصيلا وغيرها، في زمان أبيه "يوحنا الثالث" سنة 960 هجرية. ومن أجل إنجاح العملية العسكرية، أضفى عليها طابع القدسية، واعتبرها حربا على المسلمين الكفار، حتى يعلو شأنه بين ملوك أوربا، خاصة بعد أن زاد غروره بما حققه البرتغاليون من اكتشافات جغرافية جديدة، أراد أن يستفيد منها من أجل تطويق العالم الإسلامي. قبل أحداث معركة وادي المخازن، ستشهد الدولة العثمانية حدثا كبيرا، وهو وفاة السلطان العثماني سليمان القانوني، وخلفه في الحكم ابنه سليم الثاني، الذي سيتراجع عن المخططات الاستعمارية لوالده تجاه المغرب، ونسج علاقة متينة مع الملوك السعديين، كانت بدايتها مساعدتهم بشكل حاسم في معركة وادي المخازن. وصلت أخبار مخطط الخيانة لعبد الملك السعدي وحلفائه العثمانيين، فاستعدوا لقتال الغزاة، وأرسل السلطان العثماني "سليم الثاني" فريقا عسكريا كاملا لمساعدة عبد الملك في هذه المعركة الحاسمة، ودوت صيحة الجهاد المقدس في جنبات المغرب الأقصى، وتقاطر المسلمون من أنحاء المغرب للدفاع عن وطنهم، وكان اللقاء قرب وادي المخازن. حاول المخلوع محمد المتوكل أن يخترق هذه الوحدة بين السلطة السعدية وقبائل المغرب والزوايا، فكتب إلى أهل المغرب كتابا يحاول فيه خداعهم، وكان مما قال فيه: إني ما استنصرت بأهل العدوة "ولم يسمهم صليبيين للخداع"، حتى عدمت النصرة من المسلمين، وقد قال العلماء: إنه يجوز للإنسان أن يستعين على من غصبه حقا ما أمكنه، ثم ختم كتابه بتهديدهم قائلا: فإن لم تفعلوا، فأذنوا بحرب من الله ورسوله. قام "عبد الملك السعدي" بإحالة رسالة محمد المتوكل على علماء المغرب حتى يردوا عليها، فكان الجواب، إهدار دمه لأنه خان وطنه ودينه، ووجوب الجهاد على كل قادر عليه من المغاربة لطرد البرتغاليين. التقى الجيشان قرب وادي المخازن ضواحي القصر الكبير، إلا أنه قبل اندلاع المعركة، سيصاب عبد الملك السعدي بوعكة أقعدته في خيمته العسكرية، وتكلف شقيقه المنصور بإدارة المعركة بتنسيق مع قادة أتراك. ارتكب ملك البرتغال "سيبستيان"، خطأ عسكريا باجتيازه وجميع قواته قنطرة على وادي المخازن، على الفور أمر المنصور بهدمها بالمدافع، فوجد الجيش البرتغالي نفسه محاصرا من كل الجهات، ليتعرض لمقتلة رهيبة، حاول الملك "سيبستيان" الفرار عبر النهر إلا أن التيار جرفه، فلقي مصرعه غرقا. خلال المعركة سيفارق عبد الملك السعدي الحياة، إذ أخفى شقيقه المنصور خبر وفاته، خوفا من تراجع حماس الجيش المغربي، وأعلن الأمر بعد نهاية المعركة، في حين كلفت فرقة مغربة بالبحث عن المخلوع محمد المتوكل، فعثر عليه جثة، فحملت إلى خيمة الملك الجديد للمغرب أحمد المنصور الذهبي.

عثمانيون في معركة وادي المخازن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النقابات تشهر الفيتو في "رام"

محاكمة مزوري شهادات بميسور

مقالات ذات صلة