مذكرات مثلي: سيد المامون … واللقب “شهيرة”

مذكرات مثلي 1 المثليون في المغرب أنواع. منهم "اللي معري على اللاص»، ويمارس مثليته بكل حرية ويظهرها في الشارع والفضاءات العامة، غير متخوف من نظرة الناس أو سلطة القانون الذي يجرم اختلافه الجنسي، ومنهم من يمارسها في الخفاء، في حين يحرص أمام المجتمع على الالتزام بجميع مظاهر وسلوكات "الرجولة"، ومنهم من وصل به ضغط العائلة والمحيط إلى الزواج، من أجل استعماله غطاء لممارساته الجنسية "الشاذة" عن قانون الجماعة. في هذه الحلقات، اخترنا نموذج مثلي في الأربعينات من عمره (لا يحب التحدث عن سنه)، ابن "حسب ونسب"، وصاحب منصب محترم، يقام له ويقعد، يحكي لنا جزءا من سيرته وذكرياته المرتبطة بمثليته. نورا الفواري كان يستمتع في طفولته بدور "المفعول به" وكانت أول ممارساته الجنسية المثلية مع قريب من عائلته اسمه بين أفراد العائلة وفي محيط العمل "سيد المامون»، لكن الأصدقاء والمقربين يلقبونه "شهيرة"، ذلك الاسم العزيز على قلبه، والذي استوحاه من ممثلة مصرية كان يشاهد أفلامها رفقة والدته التي كانت شديدة الإعجاب بها، فالتصق الاسم بذاكرته الطفولية، تلك المرحلة من حياته التي لا يزال إلى اليوم، يكبح جزءا كبيرا من ذكرياته حولها. ليس لأنها مريرة، بل لأنها لم تكن مفهومة بالنسبة إلى عقله الصغير، وما زالت إلى اليوم. «لا أبحث اليوم عن الفهم. كان السؤال يؤرقني في ما مضى. لكني تصالحت مع واقعي وتقبلته نوعا ما، ولو أنه في بعض الأحيان تمر علي لحظات أتساءل خلالها إن كان الأمر يتعلق بخطأ من الطبيعة أو بحالة مرضية ابتليت بها ظلما وعدوانا، في مجتمع لا يرحم"، يقول المامون، متحدثا عن مثليته. يعود بالذاكرة إلى الوراء، في محاولة للإجابة عن سؤال "الصباح": كيف اكتشفت ميلك إلى بني جنسك؟ ثم يقول بعد لحظة تفكير ملي "يصعب علي الإجابة بوضوح عن سؤالك. لأنني أنا نفسي لا أملك الإجابة. كل ما أتذكره، أن أول ممارسة جنسية مثلية كانت لي مع طفل من العائلة. كنت مفعولا به. لم أنتفض ولم أتردد في قبول الدور، بل أتذكر أنني كنت مستمتعا به جدا. كنت أفرح كثيرا بزيارة ذلك القريب الذي كان في مثل سني تقريبا. وكنت أترقبها بالكثير من الشوق. كنا نتحين جميع الفرص من أجل ممارسة الجنس، مرات في الحديقة، وأحيانا في غرفتي أو في المرأب. أعتقد أنني وقعت في حبه في تلك الفترة، قبل أن تتوقف علاقتنا بسبب خصام أوقف الزيارات المتبادلة بين عائلتينا". وحول إن كان دائما مفعولا به في العلاقة الجنسية، أو إن كان حاول مرة أن يجرب أن يكون هو الفاعل، يقول المامون "صراحة، كنت أجد لذة في أن أكون المرأة. كنت مستمتعا بالدور ولم أفكر يوما أن أبدله». ينتمي المامون إلى عائلة "محترمة جدا"، مثلما يصفها بنفسه. "أي نعم متحررة وحداثية، لكنها لا تقبل أن يكون بين أفرادها شاذ جنسي. عار وعيب وحشومة. لذلك كنت حريصا دائما على أن لا تكون تصرفاتي محط شكوك، رغم أنني لم أكن أتحكم فيها أحيانا، حين تصدر مني حركات أنثوية بامتياز، وهو ما اضطرني إلى مغادرة منزل العائلة في سن صغيرة، كي أستقل بحياتي وأمارسها بكل حرية».

مذكرات مثلي: سيد المامون … واللقب “شهيرة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفكيك شبكة للتهجير بسلا

شليف...متعة السياحة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات