السكتة القلبية تصيب مموني الحفلات

تراكم الديون والضرائب أدى ببعضهم إلى بيع أثاثه ومنهم من غير نشاطه أو لحقه اكتئاب يعاني قطاع تموين الحفلات بالمغرب، أزمة غير مسبوقة بسبب استثنائه من إجراءات تخفيف الحجر الصحي التي استفادت منها العديد من القطاعات الاقتصادية، من أجل إعادة إنعاشها بعد توقف دام شهورا بسبب انتشار وباء "كورونا"، بعد أن ظل المنع ساريا على إقامة الأعراس والجنائز، في ظل حالة الطوارئ الصحية التي مددتها الحكومة إلى غاية 10 شتنبر المقبل. واضطر العديد من الممونين في المغرب، إلى إعلان حالة إفلاس تامة، ومنهم من هرب إلى مدن وقرى بعيدة، ومنهم من لجأ إلى نشاط ومهنة أخرى، ليتمكن من إعالة أسرته، بعد أن تراكمت عليه الديون والضرائب وأقساط البنوك ومبالغ كراء المحلات، نتيجة الشلل الذي يعرفه القطاع، خاصة في موسم الصيف، الذي يشكل بالنسبة إليهم موسم ذروة، تكثر فيه المناسبات والحفلات والأعراس. وأكد سعيد الشرايبي، ممون حفلات معروف بالبيضاء، أن 98 في المائة من الممونين في وضعية مزرية وفي حالة بطالة جعلتهم يعتكفون في بيوتهم، في انتظار حلول قد تأتي أو لا تأتي، كما أن الأغلبية الساحقة منهم في حالة نفسية وعصبية خطيرة، ومنهم من أصيب باكتئاب حاد، بعد أن لجأ إلى بيع شاحناته ومبرداته وتجهيزاته وأثاثه، بسبب وقف الحال. وتساءل الشرايبي، في اتصال مع "الصباح"، حول المغزى من استثناء القطاع من إجراءات التخفيف، رغم أنه يمكنه أيضا التكيف مع الوضع الجديد، إذ أن ممون الحفلات يستطيع أن يتحكم في عدد الكراسي على طاولته تفاديا للتجمعات وحرصا على التباعد الاجتماعي، ويمكنه أن يقوم أيضا بجميع إجراءات التعقيم والسلامة للوقاية من الفيروس، سواء بالنسبة لزبائنه أو لمستخدميه، مثله مثل جميع القطاعات الأخرى التي استفادت من التخفيف، وهي الأمور التي يمكن للسلطات أن تراقبها عن كثب وتعاقب غير الملتزمين بها. وباستثناء تعويضات 2000 درهم التي يستفيد منها المستخدمون في قطاع تموين الحفلات، والتي تصلهم متأخرة أحيانا بعشرين يوما، لم تقدم الحكومة أي دعم يذكر، مثلما فعلت لقطاعات مثل الصحافة والسياحة، ولم تعف الممونين من أداء الضرائب، مثل ما وقع بالنسبة إلى المقاهي والمطاعم، بل تم تأجيلها فقط لتتراكم لشهور مقبلة، ولم تبادر إلى أي التفاتة تجاه مجال يعيش حالة احتضار أمام مرأى ومسمع من السلطات التي لا تحرك ساكنا من أجل إنقاذه، يقول الشرايبي، في الاتصال نفسه، مضيفا أن الممونين لم يستفيدوا من قروض "أوكسجين" و"رولانس" والتسهيلات البنكية التي تحدثت عنها الحكومة، والتي رفضت البنوك بعضها ولم ترد على طلبات تمويل البعض الآخر، وهو ما أوصل القطاع إلى السكتة القلبية. وفي تعقيب له عن سؤال "الصباح" حول الدور الذي يمكن أن تلعبه فدرالية مموني الحفلات في الدفاع عن مصالح القطاع، أوضح الشرايبي، أن التشتت في المواقف وعدم وجود توحد في الصفوف في ظل كثرة الفدراليات والجمعيات، والحسابات الضيقة التي تقف وراء تكوينها، لا تصب في مصلحة الممون ولا تفيده في شيء، ففي الوقت الذي تتطاحن هذه التنظيمات مع بعضها، يعيش الممونون، في ظل الأزمة، على حافة الفقر والإفلاس، مؤكدا أنه يتحدث باسمه الشخصي وباسم العديد من زملائه في المهنة. وأضاف الشرايبي، وهو واحد من أشهر مموني الحفلات بالعاصمة الاقتصادية، أن الحلول الترقيعية التي تلجأ إليها الحكومة من أجل إسكات قطاع على حساب قطاع آخر، لم تعد مجدية اليوم. وقال في الاتصال نفسه مع "الصباح": صبرنا على وقف الحال أكثر من ستة شهور في غياب أي رؤية مستقبلية. كنا نشتغل في عز ونخوة وكرامة، وأصبحنا اليوم مذلولين ومغلوبين على أمرنا، علما أننا، في القطاع المهيكل، نشغل يدا عاملة ونؤدي ضرائبنا وتأميناتنا ولدينا عناوين تجارية ونفي الدولة جميع حقوقها علينا". نورا الفواري

السكتة القلبية تصيب مموني الحفلات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حزب "ينشط" بالمال العام

حين تحدت العواطف النزعة القبلية

مقالات ذات صلة