المبادرة الملكية… امتنان لبناني

فاعلون ومثقفون وصحافيون ورجال أعمال يثمنون سرعة وجودة المساعدات المغربية المقدمة إلى بيروت أثارت المبادرة الملكية تجاه الشعب اللبناني، من خلال إرسال المساعدات الإنسانية والدعم المستعجل، بعد الانفجار الخطير الذي تعرض له مرفأ بيروت وجعل منها مدينة منكوبة، الكثير من ردود الأفعال الإيجابية من الجانب اللبناني، على المستويين الشعبي والرسمي، خاصة أن المغرب كان من أوائل البلدان العربية المبادرة إلى مد يد المساعدة، بل تصدر قائمة البلدان الأخرى، سواء من حيث عدد الطائرات التي حطت في مطار رفيق الحريري، محملة بأنواع الأدوية والتجهيزات الطبية، أو نوعيتها، إذ أعطى الملك محمد السادس تعليماته، من أجل إرسال وإقامة مستشفى عسكري ميداني بالعاصمة اللبنانية الجريحة، لتقديم العلاجات الطبية العاجلة للمصابين. "الصباح"، استطلعت آراء العديد من الفاعلين المغاربة واللبنانيين، من مختلف المجالات، بشأن المبادرة الملكية، وجاءت بالورقة التالية: إنجاز: نورا الفواري كرين: مساهمات مميزة بحجمها ونوعيتها وسرعتها أكد محمد كرين، سفير المغرب بلبنان، أن التعليمات الملكية السامية منحت الانطلاقة لإنشاء جسر جوي بعد الانفجار المروع في لبنان، نتج عنه (إلى حدود كتابة هذه السطور) وصول عشرين طائرة مغربية محملة ب295 طنا من المواد الغذائية الأساسية و21 طنا من الأدوية والتجهيزات الصحية، إضافة إلى 10 أطنان من الخيم والأغطية والأسرة وغيرها، كما أقيم مستشفى ميداني عسكري مغربي يؤطره طاقم مكون من 150 فردا، منهم 45 طبيبا وإطارا صحيا، إلى جانب الإداريين والتقنيين الذين يسهرون على المستشفى، مما يجعله يشتغل باستقلال تام وبوسائله الخاصة. وأوضح كرين، في اتصال مع "الصباح"، أن ما يميز المستشفى الميداني العسكري المغربي، هو أنه يوجد في قلب بيروت، قرب مركز الانفجار والأحياء التي دمرها الانفجار، وبالأساس قرب مستشفى جامعي تم تدميره كاملا خلال الانفجار، وقرب مستشفى جامعي عرف أضرارا كبيرة وتحطمت بعض أجنحته، مضيفا أن هذا المستشفى ساهم في التخفيف كثيرا من حجم الأضرار الناتجة عن الكارثة، التي تعرضت لها مؤسسات طبية ونتج عنه تعطل لعدد من الخدمات الطبية، كما ساهم في إسعاف عدد كبير من المصابين والمتأثرين بهذه الفاجعة. وقال السفير المغربي بلبنان، إن المساعدات المغربية لبيروت تميزت بحجمها ونوعيتها وبالسرعة التي وصلت بها إلى بيروت، إذ كانت الطائرات المغربية المحملة بالإعانات والمساعدات الغذائية، أول الواصلين إلى المدينة المنكوبة، مشيدا بالكيفية المضبوطة التي تم بها تنظيم هذه المساعدات، والتي سهلت المهمة على مراكز تجميع المساعدات وإعادة ترتيبها في حصص لكل عائلة. وأضاف كرين، في الاتصال نفسه، "من خلال الزيارة التفقدية التي قمت بها لمعاينة عملية توزيع المساعدات الغذائية المغربية، صرح لي الضباط المسؤولون من الجيش اللبناني الذي عينته الدولة اللبنانية لمركزة واستقبال وإعادة ترتيب وتوزيع الإعانات الغذائية، أن الطريقة المنظمة التي وصلت بها المساعدات المغربية سهلت كثيرا مهمتهم، مما جعلهم يوزعونها ويرتبونها بسرعة لتصل في أقرب وقت إلى المعنيين بها من الأشخاص المتضررين في الانفجار". وأشار كرين، إلى أن رد الفعل على المساعدات المغربية كان إيجابيا على جميع المستويات، التي ظهرت من خلال الاتصالات بالسفارة المغربية في لبنان أو من خلال الزيارات، التي قام بها مسؤولون حكوميون سامون عبروا جميعهم عن الامتنان وعبارات الشكر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. عطوي: لا تقدر بثمن أوضحت ثناء عطوي، الكاتبة والإعلامية اللبنانية، في اتصال مع "الصباح"، أن التجاوب السريع الذي أبدته المملكة المغربية تجاه النكبة التي عرفتها بيروت، أو "هيروشيما العرب"، كما أطلق عليها، كان ملفتا جدا، خاصة أنه كان تجاوبا مهما وسريعا، وتضامنا عظيما من قبل المملكة التي عودتنا عليه بكل المصائب التي أصابت لبنان والعرب. وأضافت "كانت المملكة دائما إلى جانب الأشقاء والإخوة بالدول العربية والمنطقة والوطن العربي المتألم الموجوع في كل حروبه ونكباته. كما أن المغرب لطالما كان في قلب المشهد الثقافي في المشرق العربي. صحيح أنه بلد بعيد جغرافيا، ولكنه كان دائما في قلب اللبنانيين. الشكر الأول والأخير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي لا تقدر مبادرته بثمن، وإلى الطبقة الحاكمة والمهتمة بشؤون لبنان". كليب: أعادت بناء الجسور بين المغرب والمشرق اعتبر سامي كليب، الإعلامي والمحلل السياسي اللبناني، أن الحضور العربي ببيروت، بشكل عام، مهم جدا في هذه اللحظة العاطفية الكبرى بعد تفجير مرفأ بيروت، خاصة بعد ما "لاحظناه من ضعف وانكفاء في السنوات الماضية، مما سمح لأطراف كثيرة لتأخذ مكان العرب في لبنان". مضيفا، في اتصال مع "الصباح"، أن المبادرة المغربية والحضور المغربي بلبنان، يعيدان بناء الجسور بين المشرق والمغرب. وقال "المملكة المغربية، في شخص جلالة الملك محمد السادس، حين تقف إلى جانب لبنان في هذه اللحظة، فهي تعرف تماما أن لها مكانة كبيرة في قلوب اللبنانيين، الذين لم يروا منها إلا كل خير عبر التاريخ، منذ أيام الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان يبادر إلى تشكيل لجان للوقوف إلى جانب لبنان وشعبه لمواساته، كلما اشتدت الوطأة والحروب عليه". وأضاف، خلال الاتصال نفسه، "أعتقد أن كل اللبنانيين ممتنون جدا لهذه المبادرة، التي نتمنى أن تستكمل بمبادرات دائمة. لقد حان الوقت بالنسبة إلى العرب لكي يعيدوا بناء الجسور بينهم أمام هذا التفتت الدولي، ويلتقوا من جديد حول قواسم مشتركة. نأمل أن تكون هذه الكارثة التي حلت بلبنان، جامعة مجددا للعرب على أرض بيروت. وأعتقد أن العرب بدون المغرب جسد بلا قلب. وكذلك المغرب بدون أهل الشرق. نتمنى أن لا تكون فقط لحظة عاطفية، وإنما أن تؤسس لاستعادة علاقات قوية. شكرا للمغرب ولشعبه ولجلالة الملك محمد السادس". مروة: "شفنا حالنا بالمغرب" قال محمد مروة، مدير عام شركة "مروكسيكو" لإنتاج الأوكسجين الطبي، والذي زود العديد من مستشفيات المملكة خلال أزمة "كورونا"، وصاحب شركة لإنتاج المشروبات الغازية، في اتصال مع "الصباح": "نشكر جلالة الملك محمد السادس على المبادرة الملكية الجميلة. شكرا لأنه كان أول المبادرين للوقوف إلى جانبنا. نشكره من أعماق قلبنا. شفنا حالنا بالمغرب بلبنان. المحبة بين شعبينا قائمة منذ قديم الزمان. نعرف أن المغاربة يحبون اللبنانيين وبدورهم يبادلونهم الحب". شربل: كل الشكر لملك وشعب المغرب لم يستغرب شربل رزق، المزين اللبناني المقيم بالمغرب، أن تسارع المملكة المغربية لتكون أول المبادرين لمساعدة لبنان واللبنانيين في فاجعة مرفأ بيروت، وهو ما خلف تأثيرا كبيرا في نفوس كل اللبنانيين، مضيفا، في اتصال مع "الصباح"، أن العلاقة بين البلدين ليست بجديدة، بل قديمة وصلبة وأصيلة، وهو الأمر الذي أثبتته الأيام. وقال صاحب مركز تجميل "تراندي لاونج"، بالبيضاء، الذي تقصده نخبة المجتمع "الكازاوي": "يسعدني ويشرفني من خلال منبركم أن أشكر الملك محمد السادس والمملكة المغربية على كرم المساعدة، وأن أشيد بالسرعة التي استجابت بها لنداء الاستغاثة الذي أطلقته بيروت من خلال فتح جسر جوي من المغرب إلى لبنان المفجوع. كل الشكر والتقدير للملك محمد السادس حفظه الله والشعب المغربي المحب والحنون ولجريدتكم التي أتاحت لنا هذه الفرصة للتعبير عن شكرنا وامتناننا". بيير: شكرا جلالة الملك قال بيير الخويري، لبناني مقيم في المغرب منذ 12 سنة مع عائلته الصغيرة، والذي يعمل مديرا تنفيذيا للعلاقات العامة في شركة أجنبية بطنجة، في اتصال مع "الصباح": "أقول كلمتي من قلب مجروح على الشهداء والجرحى والدمار الذي تعرضت له بيروت. شكرا للمغرب الحبيب الذي غمرنا بمحبته وكرمه، وأبرز كعادته، حجم سخائه، بعد وقوع الكارثة الأليمة، بإرسال الطائرات المحملة بالمساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والإمدادات الطبية إلى الأراضي اللبنانية ليساعد لبنان وأهل بيروت المنكوبة. ألسنتنا تعجز عن شكر دولة عظيمة وملك عظيم اسمه محمد السادس، على التعاطف معنا والوقوف إلى جانب بلدنا الحبيب لبنان، بحس إنساني وأخلاقي عال وبدافع لفعل الخير وحبه. جازاكم الله كل خير وأمد الله في عمر جلالة الملك محمد السادس، وتحياتي للشعب المغربي الحبيب. شكرا جلالة الملك". العمر: "الله ينصر سيدنا" أشار الفنان اللبناني رياض العمر، المقيم منذ سنوات بالمغرب، إلى أنه متأكد اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن القرار الذي اتخذه بالاستقرار في المغرب، كان صائبا، مضيفا أن المملكة فتحت له، وللعديد من اللبنانيين، بابها وحضنها الدافئ ولم تبخل عليهم بالدعم والسند، لرسم مستقبل مشرق وآمن ومستقر على أرضها. وقال صاحب مطاعم "البيت اللبناني" في العاصمة الاقتصادية، في اتصال مع "الصباح": "باسمي وباسم الشعب اللبناني كله، أقدم تحية إجلال وتقــدير للمملكة شعبا وقيادة، بقيادة الملك الغالــي والمحبوب محمد السادس المعروف بإنسانيته وطيبته وحنانه واحتوائه لكل أبناء شعبه، كما أنوه بالكرم والسخاء المغربي وجودة التضامن الكبير. الله ينصر سيدنا محمد السادس". محيي الدين: أهمية المبادرة أنها لا مشروطة قال أحمد محيي الدين، صحافي لبناني بجريدة "النهار" اللبنانية الشهيرة، التي تعرض مقرها بالعاصمة بيروت إلى تدمير شامل، بسبب الانفجار، إن المغرب لبى نداء الإنسانية من خلال المبادرة الملكية السامية تجاه لبنان وشعبه. وأضاف، في اتصال مع "الصباح"، "ليس جديدا على المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، أن تتضامن قلبا وقالبا مع بلد منكوب، دون الاكتراث لأي معيقات أو قضايا خلافية. واليوم يشهد المستشفى الميداني المغربي في مدخل بيروت الشمالي توافدا للعشرات من المرضى الذين يحصلون على العلاج والأدوية اللازمة. هذه المبادرة نالت الإشادة من الشارع اللبناني، إذ عدها موقفا تضامنيا ببعده الإنساني والأخوي، والأهم من كل هذا أنها لا مشروطة. كما أنها تعكس عمليا التضامن المغربي مع اللبنانيين. بلسمة الجراح اللبنانية بعد نكبة الرابع من غشت ستنعكس آثارها الطيبة تمتينا لعلاقات البلدين من كافة النواحي، سيما الشعبية".

المبادرة الملكية… امتنان لبناني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحسنية يفجر أزمة بتطوان

رسالة رياضية: شجاعة ولكن!

مقالات ذات صلة