مجموعات إرهابية تسعى إلى الحصول على “الزئبق الأحمر”

تتبع العلاقة بين منفذي سرقات استهدفت عيادات طبية وعناصر جهادية خلصت التحقيقات الجارية بشأن ارتباط السرقات المتكررة للعيادات الطبية بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية إلى أن المجموعة الجهادية المتورطة كانت تروم تجميع كميات مهمة من مواد يمكن استعمالها في صنع متفجرات تقليدية، وذلك من خلال سرقة الأجهزة الطبية التي تشتمل في تركيبها على نسب من تلك المواد. وذكرت مصادر أمنية أن الأمر يتعلق بمادة "الزئبق الأحمر" التي توجد، على الخصوص، في أجهزة قياس درجة الحرارة "المحرار"، مشددة على أن تتبع العلاقة بين منفذي السرقات التي استهدفت مؤخرا عددا من العيادات الطبية وعناصر جهادية يدل على أن الخيط الرابط بين المجموعتين لم يكن هو الحصول على مبالغ مالية من استهداف مستودعات الأدوية والأجهزة الطبية، بقدر ما كان الهدف هو حيازة أكبر عدد من المحارير التي تشتمل في تركيبها على كميات من هذه المادة المشبوهة.كما كشفت المصادر ذاتها أن نوعية المحارير المطلوبة أصبحت قليلة الاستعمال، ولم تعد تعرض في محلات بيع الأجهزة الطبية والصيدليات، وذلك لأن الجيل الجديد من هذه الأجهزة لم يعد يشتمل في تركيبه على مادة الزئبق، بعدما أصبحت تصنع من صفائح إلكترونية باستطاعتها تحسس حرارة الجسم، وهو ما دفع بالعناصر الجهادية إلى البحث عنها في العيادات الخاصة ومستودعات الأدوية، خاصة أن عددا كبيرا من الأطباء والممرضين مازالوا يستعملون النوع القديم من الأجهزة المذكورة نظرا لجودتها ولاعتقادهم أنها أكثر فعالية من الأجهزة الجديدة.وأوضحت المصادر ذاتها، أن إقدام تلك العناصر على سرقة بعض المبالغ المالية من العيادات الخاصة المستهدفة لم يكن إلا للتمويه، كاشفة أن محاولات الحصول على مادة الزئبق من قبل المجموعات الإرهابية باءت بالفشل، وذلك لأن العيادات المسروقة كانت تستعمل الجيل الجديد من المحارير.كما رصدت الأجهزة الأمنية المختصة وجود تحركات مكثفة من قبل المجموعات الإرهابية للحصول على المادة المذكورة من خلال عرض أثمان خيالية على الراغبين في بيعها من بين العاملين في العيادات الطبية الخاصة والمستوصفات والمستشفيات العمومية، كاشفة أن ثمن الجهاز الواحد وصل إلى 5000 درهم، في حين أن ثمنه الحقيقي لا يتجاوز 300 درهم.واستبعدت المصادر ذاتها أن يكون بمقدور المجموعات الجهادية صناعة متفجرات باستعمال مادة الزئبق، وذلك على اعتبار أن الأمر يتطلب تقنية متطورة، بالإضافة إلى مواد أخرى لا يمكن الحصول عليها بسهولة، مرجحة أن يكون الهدف من الحصول على مادة الزئبق هو بيعها لمنظمات إرهابية دولية وإقليمية مستعد لدفع مبالغ طائلة للحصول الحصول عليها، خاصة بعد الحظر الدولي والمراقبة الأممية المفروضة على تداول المادة المذكورة.وكانت تقارير إعلامية إسبانية قد كشفت، في إطار التعاون الأمني بين الرباط ومدريد بعيد التفجيرات التي استهدفت العاصة الإسبانية صيف 2004، أن التنسيق بين أجهزة المخابرات في البلدين توصل حينها إلى وجود نشاطات إرهابية تسعى للحصول على مادة "الزئبق الأحمر" من أجل استعمالها في عمليات تخريبية في المغرب وإسبانيا.وعاد ملف بحث المجموعات الإرهابية عن التزود بهذه المادة بعيد اعتقال شخص يشتبه في أنه على علاقة بخلية سلا، التي أعلنت الداخلية عن تفكيكها مؤخرا، وعن تورط عناصرها في سرقات باستعمال السلاح الأبيض.وتبين بعد التحقيق مع المشتبه فيه أنه سبق أن قضى ست سنوات سجنا نافذا من أجل تهمة الإرهاب، كما أنه كان ينسق مع مشتبه فيهم آخرين لهم علاقة بالتهمة نفسها. وتعتبر مادة الزئبق الأحمر، التي كان قد توصل إليها نخبة من العلماء السوفيات أثناء الحرب الباردة، من أكثر المواد إشعاعا، كما يمكن استخدامها لتصنيع “القنبلة القذرة” التي لا يحتاج صنعها لاستخدام البلوتونيوم أو اليورانيوم المخصب، وإنما يمكن تركيبها بواسطة مواد أخرى زهيدة الثمن وسهلة المنال كالديناميت. ياسين قطيب

مجموعات إرهابية تسعى إلى الحصول على “الزئبق الأحمر”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف زعيم عصابة بأزرو

"اكديم إيزيك"... تخطيط خارجي وشباب مغرر بهم (الحلقة السابعة)

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات