انتشار بؤر التهرب من الضمان الاجتماعي

إقرار عفو عن متأخرات المقاولات المتضررة من الجائحة وزيارات ميدانية لرصد حالات عدم التصريح كشفت جائحة كورونا تورط مشغلين في التهرب من التصريح بأجرائهم وعدم أداء واجبات المساهمة في نظام الضمان الاجتماعي. وأفادت مصادر "الصباح" أن عدد الأجراء المصرح بهم لم يتجاوز 950 ألف أجير، ما لا يتناسب مع العدد الحقيقي للأجراء الذين توقفوا عن العمل، بالاستناد إلى المعطيات المتوفرة في قاعدات بيانات المؤسسات المشرفة على آليات ضمان القروض والشكايات المتوصل بها، من قبل لجنة اليقظة، بخصوص عدم الاستفادة من تعويض التوقف عن الشغل. وأكدت المصادر ذاتها أن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي شكل لجنة من أجل تحديد المقاولات والقطاعات، التي يشتبه انتشار التهرب من أداء واجبات الضمان الاجتماعي فيها، إذ سيشرع في تنظيم زيارات ميدانية للمقاولات المشتبه فيها، من أجل التحقق من عدد الأجراء العاملين بها ومقارنته مع التصريحات المدلى لها لمصالح الصندوق. وأفادت مصادر ذاتها أن هناك ما لا يقل عن 70 ألف أجير، على الأقل، تتعين تسوية وضعيتهم وتمكينهم من الاستفادة من آليات الحماية الاجتماعية. ويسعى الصندوق إلى تعزيز مهام المراقبة، خلال السنة الجارية، لرصد مواطن التهرب من التحملات الاجتماعية، ويهدف، بناء على المعطيات المتوفرة لديه، إلى تسوية ملفات ما لا يقل عن 50 ألف أجير، في مرحلة أولى، ما يمثل كتلة أجور إضافية تصل إلى مليار و200 مليون درهم. وأفادت مصادر "الصباح" أنه تم تحديد بعض القطاعات، التي تسجل فيها أكثر حالات الإحجام عن التصريح بالأجراء. وستركز التحريات في مرحلة أولى على وحدات القطاع غير المهيكل، التي لا تصرح بأجرائها، لتتسع المراقبة في ما بعد إلى المقاولات المهيكلة التي تتوفر على التعريف الموحد للمقاولة وتقدم تصريحاتها الجبائية. وأشارت مصادر "الصباح" إلى أن الصندوق قرر منح عفو عن المقاولات، التي تعاني صعوبات من أجل تسوية متأخراتها تجاه مؤسسة الضمان، ويهم الفترة الممتدة من يونيو 2020 إلى غاية 1969، ما يمثل 11 مليار درهم من المستحقات وغرامات التأخير، منها 6.5 ملايير درهم، عبارة عن مساهمات لم يتم أداؤها. ويستهدف القرار المقاولات التي تراجع رقم معاملاتها، إثر الجائحة، بناقص 50 في المائة على الأقل، وكذا المقاولات التي تتراوح نسبة تراجع رقم معاملاتها بين 25 في المائة و50. وأكدت المصادر ذاتها أنه من أصل 154 ألف مقاولة، التي صرحت بتوقف أجرائها عن العمل، 22 ألفا منها، فقط، لا توجد أي متأخرات في ذمتها تجاه الصندوق، في حين أن عدد المقاولات التي توجد لديها متأخرات، وملزمة بأداء غرامات التأخير، وتكاليف التحصيل، يصل إلى 133 ألف مقاولة، 70 في المائة منها لا تتجاوز مستحقات الصندوق لديها 5 آلاف درهم، في حين أن المبلغ الإجمالي لذعائر التأخير تصل إلى 20 مليون درهم (مليارا سنتيم). عبد الواحد كنفاوي الجائحة تورط غرفا مهنية أشعلت الجائحة فتيل احتجاجات تورط غرفا مهنية جراء غياب التغطية الصحية الإلزامية، وتراكم مصاريف مؤجلة لصناع تقليديين أصبحت حرفهم مهددة بالزوال. وكشف عبد الكبير برقي ممثل غرفة الصناعة التقليدية لجهة البيضاء – سطات، في تراب إقليم بنسليمان، استياء حرفيي غرفة الصناعة التقليدية بخصوص مستحقات برنامج التكوين بالتدرج المهني. وكشف برقي أن العديد من الحرفيين والصناع التقليديين بالجهة وجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام ظروف اجتماعية صعبة، خصوصا أن أغلب أفراد هاته الفئة غير منخرطين في نظام التغطية الصحية والمساعدة الطبية "راميد". وسجل المتحدث أن هؤلاء الصناع يعانون في صمت، على اعتبار أن أغلبهم يشتغلون في ورشات صغيرة وأن مدخولهم اليومي كان بالكاد يكفي لحاجياتهم الضرورية، إذ كانوا ملزمين بأداء مجموعة من الواجبات كالكراء والفواتير، بالإضافة إلى إعالة أسرهم، علما أنهم التزموا بالاجراءات الاحترازية تلبية لنداء الوطن، في إطار الحرب على الجائحة منذ بداية حالة الطوارئ الصحية. وحمل برقي المسؤولية إلى رئيس الحكومة والوزارة الوصية على القطاع ورؤساء الغرف، الذين لم يضعوا أي تصور لانقاذ القطاع والمنتسبين إليه، خصوصا بعد توالي تمديد الحجر الصحي، إذ بات القطاع أكثر هشاشة ومهددا بالإفلاس . وسجل ممثل ابن سليمان أن غرفة الصناعة التقليدية بجهة البيضاء- سطات لم تقم على غرار الهيآت المماثلة بتسديد مستحقات الصناع التقليديين المنخرطين ببرنامج التكوين بالتدرج المهني لسنوات 2018\2019\2020، متسائلا عن مكمن الخلل، الذي منع الغرفة من انقاذ الحرفيين من تداعيات الجائحة، وعدم تفعيل القوانين والمشاريع والمقترحات التي باتت حبرا على ورق، مثل التغطية الصحية والإعفاء الضريبي وبناء مجمعات حرفية وسكنية لفائدة هاته الشريحة بالجهة. ياسين قُطيب

انتشار بؤر التهرب من الضمان الاجتماعي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحج للمقيمين بالسعودية فقط

تحت الدف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات