شواطئ الجديدة … منصات لتجارة البشر

تستقطب حراكة من جميع المناطق وتسخر فيها قوارب صيد مسروقة إنجاز: عبد الله غيتومي (الجديدة) أعلن التلفزيون البرتغالي، أخيرا، وصول قارب إلى ميناء "ألغارف"، وعلى متنه 22 مهاجرا سريا يتحدرون من الجديدة. وزاد التلفزيون سالف الذكر أنها رابع رحلة سرية، تصل البرتغال من الجديدة خلال ستة أشهر الماضية. وقبلها بأربعة أيام، استقبل الميناء ذاته قاربا، وعلى متنه سبعة مهاجرين انطلقوا من سواحل المدينة. تعد هذه الرحلة الثانية، التي تخترق الحجر الصحي وقانون الطوارئ الصحية، وإن بدا "الحراكة" في صور بثها التلفزيون البرتغالي يرتدون الكمامات. وأشاد شباب كثر على صفحات تواصل اجتماعي بشجاعة الذين اخترقوا عباب البحر، ووصلوا سالمين إلى الضفة الأخرى، وتمنوا لهم حظا سعيدا بالديار الأوربية. قوارب مسروقة وفي معظم الرحلات السرية، استعمل "الحراكة " قوارب صيد مسروقة من ميناءي الصيد بالجديدة والجرف اﻷصفر، بلغت في المجموع سبعة قوارب، في أقل من سنة، سجل أصحابها شكايات بالسرقة ضد مجهولين، ويستعدون لتنظيم وقفات احتجاجية للتنديد بتنامي سرقات القوارب من داخل الميناءين، داعين إلى تأمين أماكن رسو القوارب ونشر كاميرات مراقبة. والتجأ منظمو "رحلات الموت" إلى القوارب المسروقة، استعاضة عن صنع قوارب في ورشات بتراب جماعتي مولاي عبد الله وسيدي عابد، بصفة خاصة، بعد أن تم، في وقت سابق، تفكيك ورشات سرية كانت تتولى صنع القوارب الموجهة لتهجير البشر. ولم تتمكن السلطات والدرك البحري، إلى حد الآن، من الوصول إلى العقول التي تسهر على رحلات الموت. ثمن الرحلة ورشحت، في السابق، أخبار عن أن منظمي الرحلات يشترطون 5000 درهم لكل فرد راغب في الوصول إلى الضفة الأخرى، يتحدر من الجديدة، وترتفع "السومة" في وجه قادمين من مدن أخرى. وكانت نقطة انطلاق "رحلات الموت"، في بدايتها، تتم من شاطئي "الحرشان" و"الغويرغات"، بسيدي عابد، وشاطئي "سيدي بلخير" و"امريزيقة" بجماعة أولاد عيسى. وذكرت مصادر متطابقة أن سقوط أربعة مرشحين للهجرة السرية، قبل أربعة أشهر، في يد الدرك البحري، بعد انقلاب قارب قصديري قاموا بتصنيعه قرب الفم البحري المعروف بـ "الفونصوة" بسيدي عابد، كشف بعض الأمور عن المنظمين وأماكن تجمع "الحراكة"، والمبالغ المالية التي يجري تحصيلها منهم. استنفار أمني وقامت السلطات وعناصر الدرك بحفر وإغلاق جميع المنافذ البحرية بمنطقتي "سيدي بلخير" و"امريزيقة"، بتراب جماعة أولاد عيسى، لتضييق الخناق على تجار المخدرات وتجار البشر، خاصة في زمن الطوارئ الصحية. واضطر منظمو الرحلات إلى تغيير مجالات تحركهم، عندما استعاضوا عن الشواطئ الجنوبية للجديدة، سالفة الذكر، بالشواطئ الشمالية الواقعة بين "سيدي بونعايم" و"الحوزية". وتم كشف ذلك فجر الثامن من يونيو الجاري، بعد أن أحبط درك "البير الجديد" محاولة للهجرة السرية، وحال بينها وبين إدراك لحظة الصفر، لتهجير 18 شابا على متن قارب صيد، انطلاقا من شاطئ "الحويرة"، التابع لجماعة "المهارزة الساحل"، وجرى إلقاء القبض عليهم، بينما تحصن فارون بجنح الظلام. وأثناء التأكد من هوياتهم، ظهر أنهم يتحدرون من الفقيه بن صالح وبني ملال وقلعة السراغنة، ما أماط اللثام عن أن منصات التهجير بالجديدة، ليست محلية فقط، بل أضحت وطنية، ذات حوض استقطاب كبير، سيما أنها أضحت بديلا مفضلا لـ "الحراكة"، بعد أن ضاقت بهم السبل في الشمال والشرق، إثر تشديد المراقبة من قبل الدرك البحري ونقط المراقبة المنتشرة على امتداد الشواطئ، وتؤمنها عناصر من القوات المسلحة الملكية، وهو ما لا يتوفر الآن لشواطئ الجديدة، التي تبدو "سايبة"، ومن السهل اختراقها نحو الضفة الأخرى، لأن نقط المراقبة تكاد تكون منعدمة. ويستعمل تجار الموت المنصات نفسها، بشواطئ الجديدة، التي جرى استخدامها في أوقات سابقة لتهريب الحشيش، أو استقبال مخدرات صلبة، خاصة بـ "سيدي بونعايم" بالجماعة الترابية لهشتوكة، التي أحبطت بها عدة عمليات، تورط فيها دركيون يقضون اليوم عقوبات سالبة للحرية.

شواطئ الجديدة … منصات لتجارة البشر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مالك وكالة لكراء السيارات يتاجر بـ "القرقوبي"

"مساحة" ... معلومات متنوعة

مقالات ذات صلة