درب السلطان … رفع الحجر

ازدحام بكراج علال والقريعة والحفاري بمنطقة التخفيف 2 بالبيضاء السبت الأول بعد قرار تخفيف الحجر الصحي. حركة غير عادية بشارع محمد السادس، الشهير بطريق مديونة بالبيضاء، واكتظاظ غير مسبوق في حركة السير والجولان، خاصة في المقطع العابر عبر كراج علال، وعند الإشارات الضوئية الممتدة من القصر الملكي إلى حدود القريعة والطريق السيار. استعادت الحياة وتيرتها الصاخبة، وعاد الباعة المتجولون إلى أماكنهم على رصيف "طريق مديونة"، أصواتهم ترتفع بالنداء منذ ساعات مبكرة من الصباح، مبتكرين آخر تقليعات "الماركوتينغ" البيضاوي، في جلب المشترين إلى بضائعهم التي تتراوح ما بين الملابس النسائية، وقطع غيار الهواتف المحمولة من سماعات وبطاريات شحن، وصولا إلى الكمامات، التي تحمل شعارات فرق كرة القدم، وغيرها من السلع التي جعلتهم يحتلون الأرصفة عن بكرة أبيهم، ويتحلق حولهم جمهور غفير من الزبائن الذين لم يعد أغلبهم يقيم وزنا لشيء اسمه الحجر أو وباء كورونا. "اطلع تاكل الكرموس..." منذ اتخذت الحكومة قرار تخفيف الحجر، منتصف الأسبوع الماضي، ووضعت العاصمة الاقتصادية ضمن المنطقة الثانية تزامنا مع انطلاق المرحلة الرابعة لحالة الطوارئ الصحية، سرت حركة غير طبيعية في أرجاء مرافقها الحيوية، خاصة النقط والمراكز التجارية التي يشكل كراج علال ومنطقة درب السلطان عصبها الرئيسي، وهو ما كان على السلطات المحلية أن تأخذه بعين الاعتبار. كانت التعليمات التي توصل بها أصحاب المحلات التجارية بالقيساريات التي تتخلل هذا المجال الشعبي والحيوي، تقضي بفتح محلاتهم، وهو ما بدؤوا فيه فعلا صبيحة الخميس والجمعة الماضيين، قبل أن يتم التراجع عن القرار بسرعة وتبدأ حملة مضادة للإغلاق. "بدأنا الاستعدادات فعلا ليكون السبت موعد الانطلاق والعودة الرسمية لاستئناف نشاطنا التجاري بعد أشهر من التوقف، إذ تلقينا تعليمات من السلطات بأنه مسموح لنا بذلك" يقول صاحب محل تجاري بالقريعة في حديث مع "الصباح" قبل أن يضيف "لكن سرعان ما فوجئنا، بعد أقل من 48 ساعة، بالتراجع عن القرار في ما يشبه تفعيلا للمثل المغربي القائل "اطلع تاكل الكرموس.. انزل شكون قالها لك". عملية التراجع لإعادة الأمور إلى نصابها كلفت السلطات المحلية حملة انطلقت خلال ساعات مبكرة من صباح أول أمس (السبت)، إذ انتشرت عناصر القوات المساعدة وأعوان السلطة، حول محيط سوق القريعة، وأمام الأبواب المفضية إلى القيسارية، في الوقت الذي رفض فيه بعض التجار الامتثال لقرار التراجع معتبرين الأمر نوعا من "لعب الدراري". في المقابل تم السماح للتجار الذين توجد محلاتهم على الواجهات الكبرى والشوارع والأزقة، بفتحها، وهو ما أثار حفيظة نظرائهم من أرباب المحلات التي تشكل جزءا من البنايات الداخلية للقيسارية، وهو ما جعل التوتر يخيم على الأجواء، معتبرين أن القرار فيه نوع من العبث والحيف في حقهم. وحاول بعض أعوان السلطة تبرير موقفهم وشرحه للتجار الغاضبين، بدعوى أن هناك تخوفا من عدم التحكم في عملية الولوج إلى هذه القيساريات، بسبب قلة التهوية داخلها، كما أن ضيق مساحات الممرات والمحلات التجارية يشكل بيئة خصبة لعودة انتشار فيروس كورونا على نحو خطير بين مرتادي هذا السوق. "الحفاري" منطقة محررة وفي الوقت الذي تمت فيه السيطرة على الأمور، نسبيا، بمنطقة "القريعة"، وغير بعيد عنها، وتحديدا بقيسارية "الحفاري" بدا الانفلات على أشده، والفوضى تجتاح المكان، الذي أعلن نفسه منذ أسابيع منطقة محررة من قبل الباعة المتجولين و"الفرّاشة" الذين احتلوه تحت أنظار السلطة المحلية. كما عاينت ذلك "الصباح"، منذ تلك الفترة، تساهلا غير مفهوم مع مخترقي إجراءات الحجر الصحي. كانت مشاهد الاكتظاظ والتفاف الزبائن حول الباعة، في غياب تام لكل احترام لمسافة الأمان، جزءا من المشاهد اليومية لرمضان، فيما ظلت وظيفة السلطات المحلية والأمنية، مقتصرة على إحاطة المكان بسياجات حديدية عند مدخل القيسارية بتقاطع زنقة "آيت إيفلمان" وشارع الفداء، وتفحص وثائق الوافدين واختيار توجيه بعضهم إلى أزقة وممرات خلفية تمكنهم من ولوج الزنقة، وكأن العبور ممنوع فقط من تلك النقطة ومباح من غيرها. عزيز المجدوب

درب السلطان … رفع الحجر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غضب بالمحمدية بسبب "لوغو" الشباب

بودريقة يلجأ إلى القضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات