نفوق جماعي لأسماك أم الربيع

مافيا الرمال بأزمور تستغل الكارثة البيئية وحقوقيون يدقون ناقوس الخطر اضطرت لجنة مختلطة تضم ممثلي مديريات المياه والغابات والحوض المائي والتجهيز بإقليم الجديدة، أخيرا، إلى كسر الحجر الصحي، والخروج إلى مصب نهر أم الربيع، للوقوف على الكارثة البيئية التي ضربت النهر وتسببت في نفوق كبير للأسماك، لدرجة أنها أصبحت متناثرة بالأراضي الجافة بمجرى النهر، لتحديد الأسباب ووضع خطة للتدخل قصد إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وبينما حاولت جهات تحديد أسباب النفوق الجماعي للأسماك في عدم جرف الرمال والحصى، كذبت أخرى ذلك وأشارت إلى أن مافيا الرمال، هي التي تطلق تلك الادعاءات، في محاولة منها لكسب الضوء الأخضر من قبل السلطات للإجهاز على ما تبقى من الثروات في هذا المصب، مؤكدة في السياق نفسه أن مصدر الكارثة التي ضربت الثروة السمكية، يعود بالأساس إلى الجفاف والإغلاق التام لسد بن معاشو، ما خلف تجفف مياه النهر في المنطقة الفاصلة بين السد سالف الذكر، الذي يوفر الماء الشروب لإقليم الجديدة، والحاجز الإسمنتي المشيد منذ الثمانينات عند المصب بجماعة أولاد رحمون. وحسب المصادر نفسها فإن إغلاق السد بسبب ندرة التساقطات المطرية، ومنع المياه من التوجه نحو المصب بالمحيط الأطلسي، إضافة إلى الحاجز الإسمنتي بالقرب من المصب والذي يطلق عليه (سد المزاوير)، سببت تجفف مياه المجرى لدرجة أنه تحول إلى "ضايات" أو مستنقعات متفرقة، الشيء الذي يؤدي إلى نفوق الأسماك عند تجففها بدورها، إذ تعيش في النهر أسماك من قبل السنور ويطلق عليه أهالي المنطقة النون، والشوك والبوري، وهي ثروة مهمة. وفي السياق نفسه أكد عبد الجبار فطيش، رئيس الهيأة المغربية لحماية المواطنة والمال العام، أن الأنهار والبحار تدخل ضمن اختصاصات الجمعية، لأن ثرواتها تشكل مالا عاما، وأن الجمعية اهتمت بموضوع مصب النهر، وسبق أن راسلت السلطات لتنبيهها إلى الحالة التي أصبحت عليها كل أشطر المصب، بسبب عوامل بشرية وطبيعية، محددا أن المصب يتوزع على ثلاثة أشطر، الأول من البحر إلى "الطبلة" أي حاجز المزاوير، وهو جزء يتميز بملوحته ولا يصلح للسقي، ويوفر له البحر المياه باستمرار، ورغم أن أسماك هذا الجزء لم تتضرر إلا أنه يتعرض بدوره إلى كوارث، بسبب تحويله إلى مصب لنفايات المياه العادمة لجماعتي سيدي علي بن حمدوش والحوزية، وهو ما سبق التحذير من تأثيراته والمطالبة بإخراج محطة معالجة المياه العادمة للوجود. أما الشطر الثاني فهو الذي يعرف تأثرا كبيرا ويقع بين الطبلة أي الحاجز الإسمنتي المزاوير، وسد بن معاشو، ويتميز بمائه العذب، وقد تسبب الجفاف الذي تعرفه البلاد منذ ثلاث سنوات، في تأزم الوضعية هذه السنة، سيما بعد إغلاق سد بن معاشو منذ أربعة أشهر، ومنع المياه من الوصول إلى الشطر الثاني، ما أدى إلى تضاؤل المياه وتجففها بفعل الحرارة، والنفوق الجماعي للأسماك. وثم الشطر الثالث هو الذي يتجاوز سد بن معاشو، ولا يعرف بدوره أي مشكل. ونبهت الجمعية إلى أن الكارثة البيئية ينبغي أن تنال اهتمام السلطات وطنيا، لما يشكله النهر من أهمية للمنطقة، وكذا بالنظر إلى الانعكاسات السلبية على الحياة الإيكولوجية. وأضاف المتحدث نفسه، أن السلطات سبق أن منعت جرف المياه والحصى، بعد أن اتضح لها أن الشركة تشتغل بترخيص منتهي الصلاحية، كما أن محاولات عديدة كانت تستهدف إخضاع السلطات لرغبة الشركات في التمادي في تخريب مصب النهر. وحلت قبل أيام جرافات وآليات تابعة لوزارة التجهيز من أجل الاشتغال عند مصب النهر، قصد إزالة بقايا باخرة تسببت بدورها في إغلاق المصب، عند التقاء النهر بالمحيط الأطلسي. المصطفى صفر

نفوق جماعي لأسماك أم الربيع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هبوط اضطراري لمروحية عسكرية بالحاجب

شركة أدوية تنصب على صندوق كورونا

مقالات ذات صلة