القضاء يسائل رئيس الحكومة … في إيطاليا طبعا

حكومة العثماني ارتكبت أخطاء بالجملة في تدبير الجائحة بدون رقيب ولا حسيب يمثل جوزيبي كونتي، رئيس الوزراء الإيطالي، اليوم (الجمعة)، رفقة وزيري الصحة والداخلية، أمام نيابة "بيرغامو"، بعد أن وجه إليه استدعاء للتحقيق معه حول أخطاء تدبير جائحة كورونا، التي عصفت بآلاف الإيطاليين، وأصابت مئات الآلاف، كما أن عشرات القضايا رفعت أمام القضاء الإداري الفرنسي من قبل ضحايا تدبير كورونا من قبل رئيس الوزراء الفرنسي وأعضاء حكومته. لم ينزعج رئيس الوزراء في بلاد الروم، ولم يشهر ورقة الحصانة أو المنصب، ليرفض الاستدعاء الموجه إليه من قبل القضاء، بل الأكثر من هذا أكد الرجل، الذي تحمل عبء ومتاعب الفيروس الذي فاجأ الإيطاليين خلال بداية انتشاره، أن "التحقيقات أمر مرحب به، وأن المواطنين لهم الحق في المعرفة، ولدينا حق الرد"، مضيفا "الأمور التي لدي سأقولها للمدعي العام. لا أريد استباق الأمور، سأعرض كل الوقائع التي أنا على علم بها بضمير حي، ولست قلقا على الإطلاق". في أوروبا والدول المتقدمة، "لي فرط يكرط"، سواء أكان رئيس وزراء أو أي مسؤول، مهما كانت رتبته، أما عندنا في المغرب فيد رئيس الحكومة والسادة الوزراء، طويلة ويمكنهم أن يبطشوا بها دون حسيب أو رقيب. في بلدنا الحبيب، ارتكبت العديد من الأخطاء في تدبير الجائحة، بدءا بالتواصل مع المغاربة، الذي كان رديئا في عهد الوزير الحسن عبيابة، بالخصوص، إذ حرص المسؤولون على تعذيب المغاربة نفسيا، لينضاف ذلك إلى التعذيب الجسدي الذي تبدو علاماته بادية على أغلبهم، بسبب الحجر الصحي اللعين. رئيس الحكومة بدوره حرص على تعذيب المغاربة نفسيا، حينما انتظر إلى منتصف ليلة تاسع يونيو، ليحدد مناطق التخفيف 1 و2، قبل أن يصدم 14 مليون مغربي بمواصلة الحجر عليهم، رغم أن الأرقام المسجلة تقل بكثير عن تلك المسجلة في دول أوربية، يستحم مواطنوها منذ أسابيع في البحر، ويرتادون المقاهي والمطاعم بكل حرية، وبدون كمامات أحيانا. أخطاء كثيرة سجلت طيلة الحجر، بدءا بتوقيت إعلان توقيف الدراسة، الذي كان بدوره عند منتصف الليل، ومرورا بأخطاء توزيع المساعدات على الحاملين لبطاقة "راميد"، التي استفاد منها ميسورون، كما صرح بذلك وزير الداخلية، وانتهاء بالارتجال في استفادة المنتمين إلى القطاع غير المهيكل من أموال صندوق "كوفيد 19". لكن الخطأ الذي لا يغتفر هو ما اقترفته وزارة الصحة في قضية نتائج التحليلات التي عصفت بعائلات، وتسببت في ضغط نفسي لأبناء وأزواج، بعد أن أكدت التحليلات الأولى أنهم مصابون بفيروس "كوفيد 19"، قبل أن تنفي إصابتهم تحليلات ثانية وثالثة، أجريت في مستشفيات خاصة. خطاء أما الخطيئة الكبرى التي اقترفتها الحكومة فتتعلق بالتخلي عن المغاربة العالقين في الخارج، في الوقت الذي جندت فيه دول أخرى مثل فرنسا وإيطاليا وأمريكا، طائراتها لإعادة مواطنيها إلى بلدانهم. العالقون المغاربة الذين بدؤوا في العودة، أمس (الأربعاء)، لا يحتاجون إلى تحليلات أو الوضع في الحجر الصحي لـ 14 يوما للتأكد من إصابتهم أو خلوهم من الجائحة، بل يجب عرضهم على أطباء نفسيين لمحو هول ما عاشوه قرابة الثلاثة أشهر، اضطروا خلالها إلى تناول أدوية مهدئة لإقناع أنفسهم أن دولتهم قد تخلت عنهم ورمتهم للفيروس الفتاك. من سيعوض هؤلاء عن الأضرار النفسية التي أصيبوا بها، والتي يعرف رئيس حكومتنا، الطبيب النفساني، آثارها على نفسية المواطنين التي تفوق أضرار وجروح من أصابه الفيروس؟ ومن يحاسب رئيس حكومتنا وبعض وزرائه الذين ارتكبوا أخطاء خلال تدبير الجائحة؟ لا أحد سيجيبنا عن هذه الأسئلة، لكن تخيلوا معي، أقول تخيلوا وأشدد عليها، أن يتم استدعاء رئيس حكومتنا للاستماع إليه حول الأخطاء المقترفة في تدبير الجائحة. الأكيد أنكم ستستمرون في التخيل لأشهر وربما سنوات، لأن الأمر بعيد المنال في المغرب. الصديق بوكزول 8

القضاء يسائل رئيس الحكومة … في إيطاليا طبعا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ملثمون يستولون على 30 مليونا

فاجعة بالهواة بعد وفاة لاعب غرقا

مقالات ذات صلة