بوهدود … وزير “الجوطيات”

كنت وزيرا (الأخيرة) سلسلة تتناول شخصيات من عالم السياسة والتقنوقراط و"المصبوغين" تولت مناصب وزارية، وقذفت بها التطورات خارج الحكومة. نرصد كيف جاءت وكيف ذهبت؟ وماذا تعمل الآن؟ هل أثر المنصب الوزاري في وجودها داخل المشهد السياسي؟ كيف كانت وكيف أصبحت؟ هل توارت إلى الخلف أم تستعد لمناصب جديدة؟ بورتريهات لوزراء كانوا في الوزارة واليوم منهم من يشتغل ومنهم من أصبح عاطلا.. بعضهم ينتظر "حظ" عثمان الفردوس وبعضهم يئس من الحكومة بشكل نهائي... عبد الله الكوزي من يذكر وزيرا في حكومة عبد الإله بنكيران الثانية اسمه مامون بوهدود؟ من يعرف هذا الاسم؟ يمكن أن ترفع التحدي وتخرج للشارع وتنجز ميكرو طروطوار، ستكون النتيجة ألا أحد يعرفه أو يذكره؟ هل مر خفيف الظل من الوزارة؟ هل الوزارة كانت كبيرة أم هو من كان صغيرا؟ لا نقصد أنه صغير السن، فعبد الرحيم بوعبيد تولى وزارة الاقتصاد والمالية وحرر الدرهم عن الفرنك الفرنسي وعمره لا يتجاوز 28 سنة. الكبير كبير. مامون بوهدود يمكن أن يقلب بيت الشعر العربي القائل "ليس الفتى من يقول كان أبي...ولكن الفتى من يقول ها آنذا"، ويصبح "ليس الفتى من يقول ها آنذا ولكن الفتى من يقول هذا أبي». لولا الأب ما كان الابن، ويمكن أن يكتب رواية باللغة الفرنسية مادام لا يعرف العربية ويسميها "لن أعيش إلا في جلباب عمي». بوهدود بودلال أحد أساطنة حزب التجمع الوطني للأحرار بالجنوب. لا يذكر حزب عصمان إلا مقرونا بهذا الرجل. صاحب الضيعات الفلاحية الكبرى له أفضال كبيرة على الحزب خصوصا ما يتعلق بتمويل مشاريعه الانتخابية. لابد إذن من تعويض. الرجل غير مؤهل للوزارة. كانت مقترحة بنته التي أصبحت مستشارة برلمانية. حالت أمور كثيرة دونها ودون الوزارة. ولكن الرجل شعاره "خيرنا ما يديه غيرنا». هكذا لم تخرج الوزارة عن آل بودلال. منحوها لابن أخيه الصيدلي وصاحب مختبر التحليلات الطبية وبعض الضيعات. جاء الابن الصغير إلى الوزارة. إنه مكر التاريخ. ابن 1983 أصبح عضوا في المكتب التنفيذي للأحرار. بينما مناضلون سابقون وجدوا أنفسهم خارجه. بل هناك مناضلون سبقوا في الانتماء ولادته. تولى وزارة ملحقة بوزارة مولاي حفيظ العلمي. وزير منتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي المكلف بالمقاولات الصغرى وإدماج القطاع غير المنظم، وهي تسمية مؤدبة عن "الجوطيات". الوزارة رغم صغرها صعبة. فالاقتصاد غير المهيكل هو السائد في المغرب. وزير "الجوطيات" كان يعرف أنه فقط في فترة "ستاج". ولهذا التزم الصمت ولم يحضر للبرلمان ولو مرة واحدة. المرة الوحيدة التي تحدث فيها كانت بمناسبة المؤتمر الاستثماري لشراكة "دوفيل" ضمن مجموعة الثماني، الذي نظمه البنك الإسلامي للتنمية، والذي انعقد بمدينة الصخيرات سنة 2013. وهنا تبين أن مامون مجرد شاب ابن البعثة الأجنبية جيء به قسرا لملء فراغ العائلة. تحدث في مؤتمر في المغرب باللغة الفرنسية، بينما اختار السفير الروسي الحديث باللغة العربية. الرواسة أكثر الشعوب إتقانا للغات وخصوصا العربية والفرنسية والانجليزية ناهيك عن اللغات الشرقية. وتعرض بوهدود لحملة انتقادات بخصوص غيابه عن الأضواء ووسائل الإعلام، منذ تعيينه في منصبه الحكومي قبل بضعة أشهر، حيث لقبه البعض بالوزير "المختفي"، فيما أسس نشطاء "فيسبوكيون" صفحة خاصة للبحث عن بوهدود ضمن ركن المتغيبين أو المختفين. ومن الغرائب أن السفير الروسي لم يكن على دراية باللغة الفرنسية، فقال للوزير المغربي للأسف لم أفهم ما قلت. فقال له مامون "أنا أيضا لم أفهم ما قلت"، والسفير تكلم بالعربية. وعلى غرار العائلات التقليدية، كانت عائلة بودلال في حاجة إلى استوزار واحد منها، خصوصا وأن عائلة منافسة فلاحيا وصل ابنها للوزارة. إنه عبد الصمد قيوح. فلما نودي على مامون وزيرا ولو صغيرا مكلفا بالجوطيات أقامت العائلة حفلا في إحدى ضيعاتها حضره حوالي 1400 ضيف. سيبقى مامون بوهدود الوزير الذي "كأنه لم يكن" في تاريخ الحكومات المغربية. كل وزير له بصمة ولو بسيطة، إلا هذا فلن يذكره أحد باستثناء مؤرخي الحكومات وليتهم يعرفون الدارجة حتى ينعتونه بوزير "الجوطيات".

بوهدود … وزير “الجوطيات”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحاليل سلبية لمخالطي مصابة ببني ملال

طرائف

مقالات ذات صلة