سقوط بوتفليقة … الاستنجاد بفرنسا لضمان الاستمرارية

قراءة في القصة السرية لسقوط بوتفليقة 9 سعيد بوتفليقة يستقبل ثلاثة مبعوثين من الاستخبارات الخارجية الفرنسية "الأرخبيل" (أرشيبيل) كتاب "القصة السرية لسقوط بوتفليقة" للمحلل السياسي نوفل إبراهيمي الميلي، يوثق فيه صراعات مكونات السلطة بالجزائر ومحاولات المستفيدين إنقاذ نظام بوتفليقة وإعادة الإمساك بزمام الأمور، بعدما اختل بسبب تداعيات احتجاجات الشارع وما نتج عنها في تصدع في مكونات جبهة القيادة، التي يسعى كل طرف منها إلى تعزيز موقعه وإقصاء الطرف الآخر. كما يتحدث الكتاب عن دور فرنسا التي حاولت، كما يقول الكاتب، دعم الرئيس طريح الفراش إلى آخر نفس، فيما كان محمد الأمين مدين، المعروف بالجنرال توفيق، قائد المخابرات الجزائرية السابق يتحرك في الظل. "الصباح" تقدم قراءة في أهم المقاطع التي جاءت في الكتاب عبر حلقات. عبد الواحد كنفاوي لم يعد الشقيق الأصغر للرئيس يعول كثيرا على الداخل بعدما أصبحت الجبهة المعارضة للمجموعة الرئاسية تعزز قوتها وتحكمها في الخيوط التي تدير السلطة في البلاد، كما أن كثرة تنقلات الرئيس إلى الخارج أصبحت تثير تساؤلات أكثر حول أهليته للترشح لولاية خامسة وقدرته على تدبير شؤون البلاد، بل إن الاعتقاد الراسخ الذي أصبح لدى أغلب فئات المجتمع هو أن هناك عصابة تستغل الوضعية الصحية للرئيس، كثير التردد على الخارج للعلاج، من أجل تمرير الإجراءات التي تخدم مصالحها، وتعمل هذه المجموعة تحت إمرة الشقيق الأصغر للرئيس. وأصبح مؤيدو الولاية الخامسة في مواجهة مباشرة مع الشارع الذي يطالب بمحاكمتهم. لذا كان من الطبيعي أن يلجأ الشقيق الأصغر للرئيس إلى فرنسا من أجل الضغط على مناوئيه ودعم استمرارية النظام القائم مع بعض «الرتوشات» الخفيفة. وفي هذا الإطار تدخل الزيارة السرية التي قام بها ثلاثة مبعوثين من المديرية العامة للأمن الخارجي، التابعة لوزارة الدفاع الفرنسية، إلى الجزائر، عندما كان الرئيس يرقد في إحدى المصحات بجنيف. ويشير الكاتب، بهذا الصدد، إلى أن المبعوثين الذين حلوا بالجزائر على متن طائرة خاصة، ليتم نقلهم مباشرة إلى «دار العافية»، وهي إقامة فخمة تحت مراقبة مصالح الجيش الجزائري، حيث سيتم استقبالهم من قبل سعيد بوتفليقة وعثمان طرطاق الجنرل ماجور، الذي كان على رأس المخابرات العسكرية لسنوات، قبل أن يتحول إلى منسق المصالح الاستخبارية لدى الرئاسة. وطالب سعيد بوتفليقة، خلال هذا اللقاء، بدعم فرنسا للمجهودات التي يبذلها من أجل الخروج من الأزمة وضمان الاستمرارية، لكن رجالات الاستخبارات الفرنسية، اشترطوا، مقابل ذلك، ضرورة مباشرة إصلاحات سياسية عميقة. غادر المبعوثون الجزائر، مباشرة بعد الانتهاء من الاجتماع بشقيق الرئيس ورجل الاستخبارات لدى الرئاسة الجزائرية، لكن الاتصالات ستتواصل بين مجموعة الرئاسة وفرنسا، باعتبار أهمية الجزائر بالنسبة إليها، إذ إضافة إلى دور المصالح الاقتصادية في العلاقات الفرنسية الجزائرية، فإن هناك حوالي مليوني ناخب فرنسي من أصول جزائرية، يمثلون قوة انتخابية يمكنها أن تحقق الفارق، ما يجعل السياسيين الفرنسيين يولون ما يقع بالجزائر أهمية خاصة. لذا كثفت المجموعة الرئاسية اتصالاتها بالسياسيين الفرنسيين من أجل الحصول على الدعم المطلوب، وكلف رمطان لعمامرة، الذي عين وزير دولة ومستشارا دبلوماسيا لدى رئيس الجمهورية، بمهمة الترويج لملف الولاية الخامسة لعبد العزيز بوتفليقة بالخارج. يشير الكتاب إلى أن العمامرة ربط الاتصال بالأخضر الإبراهيمي، الدبلوماسي الأممي الجزائري، المقيم بالعاصمة الفرنسية باريس، من أجل الاستعانة بمعارفه وعلاقاته الخارجية من أجل التوسط لدى فرنسا لدعم المجموعة الرئاسية، وأكد العمامرة لمخاطبه أنه لن تكون هناك ولاية خامسة لكن المجموعة الرئاسية بحاجة إلى حل لإخراج البلاد من عنق الزجاجة. وكانت مهمة الإبراهيمي تنحصر في إقناع السلطات الفرنسية بدعم المخطط الأخير الذي تقدم به بوتفليقة للخروج من الأزمة، والذي يقضي بإلغاء الانتخابات وتنظيم مؤتمر وطني حول الإصلاحات التي تتعين مباشرتها. وطلب الإبراهيمي لقاء عاجلا مع»جان إيف لو دريان»، وزير الخارجية الفرنسي، الذي حدد له موعد يوم السبت صباحا بمكتبه، لأن مكاتب الوزارة تكون فارغة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وطرح المبعوث الجزائري مخطط مجموعة بوتفليقة على المسؤول الفرنسي، لكنه لم يعلن عن أي موقف في انتظار أن تتضح الأمور، لأن فرنسا لا تريد المخاطرة قبل التأكد من الحقائق على الأرض.

سقوط بوتفليقة … الاستنجاد بفرنسا لضمان الاستمرارية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

13 مليون درهم لتنشيط العمل الثقافي

خير وتشجيع الدراما المغربية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات