3 أسئلة : حسن قرنفل

هناك منتخبون يعتقدون أنهم فوق المساءلة نسجل من حين إلى آخر تورط بعض المنتخبين في قضايا أخلاقية، لماذا؟ ليس كل المنتخبين؟ هناك فعلا بعض المنتخبين الذين يتورطون في قضايا أخلاقية من حين إلى آخر. هؤلاء المنتخبون يسعون إلى اعتلاء مقاعد الجماعات والمجالس الجهوية أو الانتماء إلى غرفتي البرلمان بكل الوسائل، اعتقادا منهم أنهم سيدخلون إلى خانة السلطة والمخزن. البعض منهم يعتقد وينظر إلى السلطة والمخزن نظرة تقليدية، تجعله حسب اعتقاده فوق القانون، وأنه بانتمائه إلى هذه النخب السياسية ، سيستبيح كل شيء. وأنه في حال ارتكابه لجنحة أو جناية، سيكون بعيدا عن المساءلة القانونية، رغم أن المجالس المنتخبة لا حصانة فيها. ويعتقد خطأ أن انتماءه إليها سيكون بمثابة عامل للتسامح والتساهل معه. هل هذه النظرة التقليدية مازالت حاضرة إلى حد الآن؟ بالطبع لا، فالأمور تغيرت نسبيا وبدأ هؤلاء يصطدمون بالواقع. وأصبح للرأي العام والمجتمع المدني حضور قوي وأصبحت وسائل الإعلام تترصد سلوكاتهم وتبحث عن أخبارهم وهفواتهم. وكلما ثبت تورط البعض منهم في سلوكات مشينة وغير مناسبة، يتم الحديث عنها بشكل كبير، الأمر الذي يجعل هؤلاء مطالبين بالاتزان ويفرض عليهم الالتزام بالسلوك القويم لأنهم يمثلون فئة عريضة من المواطنين، تفرض عليهم الظهور بصورة لائقة ونظيفة ونزيهة. مع الأسف العديد من هؤلاء المسؤولين مازالوا لم يستوعبوا ذلك. عادة ما يلجأ هؤلاء إلى استغلال علاقاتهم ونفوذهم من أجل التملص من المسؤولية، ما رأيك؟ في الحقيقة هناك الكثير من المنتخبين لا يصلون إلى هذه المجالس إلا باستعمال الأموال وشراء الأصوات. ويصرفون أموالا كثيرة للحصول على مقعد بهذه المجالس. وتسهل لهم أموالهم نسج علاقات مع عدة دوائر وأوساط سلطوية. والسلطة في جزء كبير منها مرتبط بالمال خاصة في المجال القروي وتكون الرغبة في الولوج إلى المجالس والبرلمان من أجل تعزيز مكانة المنتخب ومراكمة نفوذه المالي والاعتباري داخل محيطه. وصاحب المال والجاه يريد تقوية مكانته بسلطة المخزن والنفوذ السياسي. وبالتالي هذه هي الأسباب التي تجعلهم يبذلون جهودا كبيرة ويصرفون أموالا باهظة للوصول إلى هذه المراكز. وعندما يحققون مبتغاهم، فإنهم يظنون أنهم فوق المساءلة ويسمحون لأنفسهم بارتكاب هذه المخالفات والأفعال المرتبطة بالتورط في سلوكات لا أخلاقية كالفساد والخيانة الزوجية. ويلجؤون إلى استغلالها من أجل التملص والهروب من المسؤولية.ويتصورون آنذاك أن انتماءهم إلى النخب السياسية المحلية أو الوطنية، تجعلهم يتوفرون على شبكة قوية، ترتبط بالسلطة المالية والقضائية، تمكنهم من الإفلات من العقاب والخروج من المطبات التي يقعون فيها بسهولة. الآن هناك تحولات كبيرة حصلت في المجال السياسي، لعبت وتلعب فيه وسائل الإعلام دورا كبيرا في الفضح وتفرض على هذه العينة من المنتخبين الالتزام بالسلوك القويم من جهة، واحترام المواطنين الذي ساهموا في اعتلائهم هذه المناصب من جهة ثانية. حسن قرنفل: أستاذ علم الاجتماع بجامعة شعيب الدكالأجرى الحوار: أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

3 أسئلة : حسن قرنفل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منتجو الفواكه والخضر بسوس يهددون بوقف تزويد السوق

عنابة ولحسايني وبلكورة وبوعسرية...قادة من زمن التجاوزات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات