سر نجاح الأغنية الشعبية في بساطتها

يرى الفنان الشعبي عبد اللطيف طهور أن سر انتشار الأغنية الشعبية مقارنة مع العصرية هو بساطتها وقربها أكثر من واقع جمهورها، من خلال نوعية المواضيع التي يتغنى بها روادها.واعتبر طهور في تصريحه ل"الصباح" أن الجمهور يتفاعل كثيرا مع كل الأعمال الفنية المستوحاة من محيطه، مشيرا إلى أن انتقاء كلمات من اللهجة اليومية المتداولة بين أفراد المجتمع ساهم في انتشار الأغنية الشعبية.وتعد البساطة في اختيار كلمات الأغاني الشعبية، حسب طهور سببا رئيسيا في سرعة انتشارها وتداولها بين الجمهور، موضحا أن ذلك ينبغي أن يتم في إطار احترام الذوق العام.وتندرج أغاني الفنان طهور في هذا الإطار، إذ يؤكد أنه انطلاقا من تجربته يراعي في انتقاء كلمات أغانيه أن تكون خالية من أي معان تخدش الحياء أو عبارات لا يمكن لأفراد العائلة الاستماع إليها في مناسباتهم أو جلساتهم.ومن بين أسباب انتشار الأغنية الشعبية تطرقها إلى مواضيع متنوعة على غرار الأغنية العصرية مثلا أغنيته "لله يا شيخ القبيلة"، التي تحكي قصة مثلها مثل أغنية "كان يا ما كان" لعبد الوهاب الدكالي، على حد قوله.وأشار عبد اللطيف طهور إلى أهمية الإيقاعات في انتشار الأغنية الشعبية، إذ تعد من بين الأسباب الرئيسية التي تقف وراء انتشارها والإقبال الكبير عليها من طرف شريحة واسعة من الجمهور داخل المغرب وخارجه.وتعتمد الأغنية الشعبية، حسب طهور، كثيرا على الآلات المغربية التقليدية مثل "البندير" و"الطعريجة" و"الناقوس"، والتي كانت وراء النجاح الكبير الذي لقيته أغنية "دورة العروسة" من أدائه، والتي أصبح عدد من الفنانين الشعبيين يقلدونها في حفلات الأعراس.وأوضح عبد اللطيف طهور أنه اختار في "دورة العروسة" انتقاء أهازيج من التراث الموسيقي المغربي الأصيل ومزج بين إيقاعاته الغنية في قالب فني فريد، وذلك في إطار اشتغاله على الموروث الموسيقي المغربي الغني بألوانه التراثية.وتلقى الأغنية الشعبية انتشارا كبيرا خارج أرض الوطن مقارنة مع الأغنية العصرية، لأنها تطرقت إلى مواضيع كثيرة تهم المهاجرين وتحدثت عن همومهم وأفراحهم، بينما الأغنية العصرية كانت أقل تطرقا لهذه النوعية من المواضيع.وأكد طهور أن الأغنية الشعبية فرضت نفسها في الساحة الفنية وذاع صيتها واكتسبت شهرة عالمية من خلال تجارب عدد من روادها وفي مقدمتهم المايسترو موحى والحسين أشيبان، الذي استطاع بفنه المميز واعتماده على آلات محلية أن يحقق شهرة واسعة، في حين تعذر على الأغنية العصرية، التي تستعين بأحدث الآلات العصرية، بلوغها.وينفرد الحقل الفني المغربي بغنى إيقاعاته التي يصعب على فنانين من الشرق أداءها، في الوقت الذي يستطيع الفنانون المغاربة أداء ألوان موسيقية متنوعة منها المصرية واللبنانية.ووصف طهور الأغنية الشعبية ب"السهل الممتنع"، إذ رغم اعتمادها على آلات موسيقية بسيطة يصعب على الفنانين غير المغاربة أداؤها، باستثناء البعض مثل الفنان الخليجي نبيل شعيل.وكانت بداية علاقة الفنان عبد اللطيف طهور المزداد سنة 1963 بالحقل الفني من خلال دخوله مجال التمثيل، إذ جسد منذ 1975 أدوارا كثيرة في مسرحيات إلى جانب أشهر الفنانين بمدينة مراكش منهم عبد الجبار الوزير وعبد الله فركوس.وكانت تتخلل أدوار طهور المسرحية والتلفزيونية مشاهد يؤدي فيها مقاطع غنائية، ما جعل كثيرا من أصدقائه في الوسط الفني يشجعونه على دخول عالم الغناء، ليشق طريقه فيه من خلال اختيار أداء الأغنية الشعبية.وقال طهور إن الفضل في ولوجه مجال الغناء يرجع إلى كثير من الفنانين الذين تتلمذ على أيديهم وتعلم منهم الكثير، مثل الفنان محمد باجدوب وحميد الزاهير.وطيلة مساره الفني قدم طهور عشرين ألبوما تضم أغاني شعبية كثيرة مستوحاة من الفلكلور المغربي ومن الإيقاعات المتنوعة منها السوسية والكناوية.وأكد طهور أنه ظل وفيا في أغلب ألبوماته للاشتغال على تراث الدقة المراكشية وتحديدا ما يعرف ب"الطقيطقات"، التي ميزت أغلب أغانيه الشعبية، باعتباره واحدا من أبناء مراكش والمتشبثين بتراثها الفني.وعبر طهور عن اعتزازه كثيرا بانتمائه إلى مراكش التي تحتضن المهرجان الوحيد في المغرب الذي يحتفي بكل أنماط الأهازيج الشعبية الممثلة لمختلف مناطق وجهات المغرب.ويعتبر طهور من الفنانين الذين يرفضون الاستماع إلى نوعية رديئة من الأغاني الشعبية التي لا تساهم في الرقي بالذوق العام، في حين يعتبر من عشاق الفن الراقي والأصيل، على حد قوله. وأكد طهور إعجابه الكبير بأغنية "العيون عيني" لمجموعة "جيل جيلالة"، والتي تمنى لو كان أول من أداها، كما أنه لا يفوت أي سهرة يحييها دون أن يقدمها لجمهورها. أمينة كندي

سر نجاح الأغنية الشعبية في بساطتها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأغنية الشعبية صارت تفتقد الإبداع

عباس يتبرأ من آل الفاسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات