سقوط بوتفليقة … تورط رجالات الجيش في تجارة المخدرات

قراءة في القصة السرية لسقوط بوتفليقة 3 ضبط 701 كيلوغرام من الكوكايين الخالص في شحنة مزود الثكنات العسكرية باللحوم "الأرخبيل" (أرشيبيل) كتاب "القصة السرية لسقوط بوتفليقة" للمحلل السياسي نوفل إبراهيمي الميلي، يوثق فيه صراعات مكونات السلطة بالجزائر ومحاولات المستفيدين إنقاذ نظام بوتفليقة وإعادة الإمساك بزمام الأمور، بعدما اختل بسبب تداعيات احتجاجات الشارع وما نتج عنها في تصدع في مكونات جبهة القيادة، التي يسعى كل طرف منها إلى تعزيز موقعه وإقصاء الطرف الآخر. كما يتحدث الكتاب عن دور فرنسا التي حاولت، كما يقول الكاتب، دعم الرئيس طريح الفراش إلى آخر نفس، فيما كان محمد الأمين مدين، المعروف بالجنرال توفيق، قائد المخابرات الجزائرية السابق يتحرك في الظل. "الصباح" تقدم قراءة في أهم المقاطع التي جاءت في الكتاب عبر حلقات. عبد الواحد كنفاوي يستعرض الكتاب مجموعة من العوامل التي ساهم تراكمها في تصدع النظام وبروز خلافات بين أجنحته بفعل ضغط الشارع، الذي أصبح يلح على تغيير النظام القائم بسبب زواج المال والسياسة، ما نتج عنه من فساد مالي وسياسي داخل مراكز اتخاذ القرار، من خلال علاقات مشبوهة بين رجال أعمال ومن بأيديهم مفاتيح القرار السياسي. ويشير الكاتب، في هذا الصدد، إلى إحدى الفضائح التي كشفت هذه العلاقات المشبوهة وأسقطت آخر أوراق التوت التي كان يتستر بها أصحاب القرار السياسي المستفيدون من الوضع القائم والمستعدون للقيام بأي شيء، من أجل الحفاظ على مكاسبهم، لكن الفضيحة انفجرت بعد ضبط باخرة قادمة من البرازيل محملة باللحوم المجمدة "حلال"، متجهة إلى ميناء وهران، لكنها عرجت على ميناء فلنسيا الإسباني، حيث تم تحميل ست حاويات مبردة، وتمت العملية تحت المراقبة السرية للشرطة الإسبانية وعملاء فيدراليون من وكالة مكافحة المخدرات، وبعد انتهاء عملية الشحن واصلت الباخرة طريقها إلى ميناء وهران، وعند اقترابها من المياه الإقليمية للجزائر، لاحت في الأفق طائرة هيلكوبتر تابعة للبحرية الجزائرية تحلق على ارتفاع منخفض ومجهزة بكاميرات لتشديد المراقبة على الباخرة، إذ تم تصوير كل العملية بواسطة كاميرات فيديو، ليلتحق بعد ذلك حرس السواحل وضباط البحرية الذين طالبوا قبطان الباخرة بوثائق الشحنة، أي العقود المبرمة بين الناقل وصاحب الشحنة، لمعرفة هويته، فتبين أن الشحنة موجهة إلى شركة "دونيا ميت"، المملوكة لرجل الأعمال كامل الشيخي المعروف بـ»البوشي»، وتم اقتياد الباخرة إلى رصيف الميناء لمراقبة محتوى الحاويات، إذ تم إخضاعها لجهاز "السكانير» ليتبين أن أزيد من 701 كيلوغرام من الكوكايين الخالص مخبأة بداخلها إلى جانب اللحوم المجمدة. ويتساءل الكاتب، ما الذي جعل السلطات الإسبانية تخبر مصالح الجيش، عوض الإدارة العامة للأمن الوطني؟ ليتبين له، بناء على معطيات حصل عليها من مصادر جيدة الاطلاع، أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تمرير كميات من المخدرات الصلبة إلى الجزائر، إذ سبق للسلطات الإسبانية أن أعلمت المديرية العامة للأمن الوطني بثلاث شحنات مماثلة لكنها لم تتخذ أي إجراء، وظن أمنيو إسبانيا، في البداية، أن نظراءهم الجزائريين بصدد تتبع ورصد الشبكة المعنية بهذه العمليات، فتبين لها أن صمت الأمن الجزائري غير مبرر، وأن العمليات يمكن أن تتم بتواطؤ مع مسؤولين أمنيين، لذا قررت إخبار الجيش في المرة الرابعة. وتقود التحريات التي قام بها الكاتب، استنادا إلى معطيات صادرة، أن صاحب الشحنة تربطه علاقة عمل مع الجيش الجزائري، الذي تعاقد معه لتموين الثكنات باللحوم التي يستوردها من بلدان أمريكا اللاتينية، لذا يلقب بـ «البوشي»، التي تعني الجزار بالعربية. ومكنته هذه العلاقة مع الجيش من الاستفادة من تسهيلات على مستوى الميناء، إذ لا تخضع الشحنات التي يستوردها لمراقبة دقيقة وتستفيد من تسهيلات، لذا رغم إخباريات الشرطة الإسبانية بشحنات سابقة مماثلة، ظل "البوشي» يواصل نشاطه بكل أمان. ولم يعد بإمكان الجيش الاستمرار في التغاضي عن هذا النشاط، بسبب ضغوط الشرطة الإسبانية ووكالة مكافحة المخدرات، ما دفعه إلى توقيف الباخرة وحجز كميات المخدرات التي كانت على متنها. واضطر العسكر إلى تدبير أكباش فداء من أجل طي هذا الملف، الذي كشف حجم الفساد الذي ينخر البلاد، فتم اعتقال "البوشي» والسائق الخاص للجنرال عبد الغني هامل، مدير المديرية العامة للأمن الوطني إلى غاية 2018، الذي أقيل من منصبه وأودع السجن في ما بعد.

سقوط بوتفليقة … تورط رجالات الجيش في تجارة المخدرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نقابة الصحافيين تراسل صحافيي العالم

إصابة رجل سلطة خلال مطاردة أمنية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات