ذوو الإعاقات خارج حسابات الحكومة

المراكز والجمعيات تتحمل المسؤولية في تتبع أسر هذه الفئات في الحجر الصحي ودعوة إلى التفاتة حكومية في وقت كانت تتكفل مراكز وجمعيات المجتمع المدني، بالأشخاص في وضعية إعاقة، من قبيل فئة الإعاقة الذهنية والحركية، وجدت بعض الأسر نفسها مجبرة على التعامل بمفردها مع حاجيات أبنائها بسبب توقف هذه المراكز عن تقديم الخدمات المباشرة لهؤلاء الأطفال، مما يفاقم معاناة هذه الأسرة، خاصة أنها لا تتوفر على الوسائل الضرورية ولا التكوين الكافي للتعامل مع أطفالها، وهو ما يستوجب حلولا حكومية، تخفف من الصعوبات الحقيقية، التي تواجهها هذه الأسر في صمت. من المراكز التي تتواصل مع هذه الفئات في بيوتها، رغم توقف الجمعية عن استقبال الأطفال في مقرها، نجد الودادية المغربية للأطفال المعاقين ذهنيا وحركيا، التي تحدثت "الصباح" مع رئيستها ومؤسستها، لبنى شريف كنوني، من أجل التقرب من وضعية هذه الفئة، في هذه الظرفية الاستثنائية. الحجر يضاعف معاناة الأسر تقول لبنى شريف كنوني، الخبيرة في ميدان الإعاقة، والحاصلة على شهادة الماستر في تسيير وسياسة الإعاقة من باريس، ورئيسة الودادية المغربية للأطفال المعاقين ذهنيا وحركيا، "أنه قبل إعلان حالة الطوارئ الصحية، كانت المراكز تقدم خدمات الاعتناء بالأطفال والتكفل بهم وتعليمهم، غير أنه مع الحجر الصحي أصبحت المسألة صعبة، إذ أضحت الأسر مطالبة بالقيام بهذه الأدوار بنفسها"، موردة أن بعض الأسر وجدت نفسها أمام أمر الواقع، إذ "لم تجد من يساعدها على التكفل بأبنائها، ووقعت ضحية صعوبات استثنائية أكثر من تلك التي كانت تواجهها في الأوقات العادية". وأوردت رئيسة الودادية، أن كل طفل له متطلبات وخصوصيات معينة، مبرزة أن أطر المركز المتعدد الاختصاصات التابع للجمعية تتواصل مع أسر الأطفال، و تمدهم يوميا بفيديوهات التمارين والأنشطة المنزلية مصحوبة برسائل صوتية، تساعد آباء وأولياء أمور الأطفال على القيام بحصص الترويض الطبي و تقويم النطق و حصص التعليم، وباقي الخدمات التي كان يقدمها المركز، مبرزة "نحاول أن نتواصل مع كل أسرة على حدة، بالنظر إلى احتياجات كل طفل، لأن بعض الأسر تعجز عن تطبيق البرنامج والحصص التي تتوصل بها، لأن الأمر صعب ويحتاج إلى تكوين ووسائل ضرورية غير متوفرة في المنازل". وتؤكد المتحدثة ذاتها، أن الجمعيات تقوم بكل ما في وسعها في هاته الفترة الحرجة التي تمر بها بلادنا من أجل تقديم المساعدات الضرورية للأسر، كما أوضحت، أن أسرا تعاني في ما يتعلق بتقديم أبسط الخدمات لأطفالها، "فعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين يقطنون في الطابق الثالث أو غيره، يجدون مشكلة حقيقية في حمل الطفل في الدرج، إذ يخشون أن يصيبه مكروه". وشددت لبنى شريف كنوني، على أن هذه الفئة في حاجة إلى التفاتة حقيقية، تمكنها من مجموعة من الآليات، التي ستخفف عنها عبئا ثقيلا، سواء تعلق الأمر بتوفير الوسائل الضرورية في المنازل أو تكوين الآباء، بالإضافة إلى التطبيب والتغطية الصحية، التي يجب أن تكون متاحة للجميع، لأن الأسر لا يمكنها الاعتناء طيلة اليوم فقط بهذا الطفل، لأن هناك التزامات أخرى وأطفالا آخرين. خبرة ميدانية تقول لبنى شريف كنوني ، إن الودادية التي ترأسها تأسست منذ أزيد من عشر سنوات، مهتمة بتقديم عدة خدمات لأسر الأطفال المعاقين حركيا وذهنيا، "ومن أجل أن نوفر للآباء بيئة تتوفر على كافة الخدمات، خاصة أن طبيعة الأطفال الذين نشتغل معهم، لديهم إعاقة شمولية، ذهنيا وحركيا، وهذه الفئة لا تستقبلها أغلب الجمعيات، لأنه من الصعب عليها التعامل معها، خاصة أنهم في حاجة إلى عناية من نوع خاص، كما أنها لا تتوفر على وسائل العناية بهم. وأضافت المتحدثة ذاتها، أن هذه الفئة من الأطفال تتطلب الكثير من العناية والاهتمام، وأن الموارد البشرية، التي تتكلف بها تتطلب تكوينا خاصا، إذ لا يقتصر الأمر على مؤطرات في التعليم وغيره فحسب، فبالإضافة إلى هذا، يتطلب الأمر مساعدات يكلفن بالعناية الجسدية بالأطفال، من قبيل حملهم ومساعدتهم على الجلوس أو الأكل. وتابعت رئيسة الودادية، وهي أم لطفل يعاني إعاقة، أن هذه الفئة في حاجة إلى عقل يستوعبها، وكذا اكتشاف الإعاقة في سن مبكرة، خاصة أن تشخيصها يتطلب أطباء من نوع خاص، إذ أن أغلب الأطباء لا يحصلون على تكوين في الإعاقة. ومن جانب آخر، دعت المتحدثة ذاتها، إلى ضرورة نشر ثقافة التكافل الاجتماعي والتعريف به، وتوفير الولوجيات الضرورية في كافة المرافق، مع الأخذ بعين الاعتبار احتياجات الأشخاص في وضعية إعاقة في كافة الإستراتيجيات والمشاريع الوطنية، خاصة وأن المغرب مقبل على نموذج تنموي جديد، داعية في الوقت ذاته، المؤسسات الرسمية التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، من قبيل مؤسسة التعاون الوطني، التي لا توفر للجمعيات دعما قارا للاعتناء بهذه الفئات. كما أكدت أن المغرب راكم ما يكفي من الخبرة والتجربة في هذا المجال، مشددة على أنه يمكن الاستعانة بالكفاءات الوطنية، التي تعيش داخل مجتمع مغربي، وتعرف طبيعة احتياجات هذه الفئة، كما يتعلق الأمر بإعداد إستراتيجيات وطنية للنهوض بهذه الفئة الحساسة من المجتمع. وخلصت رئيسة الجمعية، إلى أنه في هذه الظرفية الخاصة، الناتجة عن إعلان حالة الطوارئ الصحية بالمملكة، والتي تم خلالها إنشاء لجنة اليقظة الاقتصادية، "يجب أن نفكر أيضا في إنشاء لجنة اليقظة الاجتماعية، التي ستتيح إشراك كافة الأطراف المعنية في صنع القرار في الوقت الراهن وكذا في فترة ما بعد كورونا. كما نوهت لبنى شريف كنوني بالعمل الرائع غير المسبوق، لبعض الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة وأطرها، مما يؤكد على اهتمامهم بهذه الشريحة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. عصام الناصيري

ذوو الإعاقات خارج حسابات الحكومة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"لهطة" رمضان تخرق الطوارئ

اعتقال سائقين هربوا مسافرين بفاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات