لشكر… زعيم من صناديق الاقتراع

لم ينجح إدريس لشكر في امتحان الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي صدفة، بل لعبت تجربته النضالية طيلة أربعين سنة، وحنكته السياسية، وحسه التنظيمي، وقدرته على التعبئة دورا حاسما في ترجيح كفته ضدا على منافسه أحمد الزايدي. عرف لشكر، المزداد بالرباط سنة 1954، والذي ينتمي إلى عائلة سوسية، كيف يوظف نقط قوته وثغرات خصومه للصعود إلى الواجهة. خاض معترك النضال الحزبي والسياسي عقودا من الزمن تدرج فيها في مختلف التنظيمات الحزبية بدءا من القطاع الطلابي ثم الشبابي قبل أن يرسو على كرسي الزعامة الحزبية. خبر العمل الحكومي من خلال تعيينه وزيرا مكلفا بالعلاقات مع البرلمان، في آخر عمر الحكومة السابقة. تمكن هذا المحامي الناجح من كسب ود حتى من كان يعارضه داخل الحزب، إذ حينما جاء وقت الحسم، فضلوا التصويت لصالحه.كسب ورقة الزعامة، وأصبح يواجه تحديات المرحلة المقبلة بكل صخبها وتجلياتها. وجعل من بين أهدافه التنظيمية توسيع قاعدة الحزب في أفق تغطية 50 في المائة من الجماعات الترابية بفروع حزبية مهيكلة ونشطة، وتحقيق نسبة تغطية 70 في المائة من الدوائر في الانتخابات الجماعية المقبلة، إضافة إلى توسيع قاعدة المنخرطين لتصل إلى 50 ألف منخرط في أفق المؤتمر الوطني العاشر. دخل غمار التنافس على الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي تحت راية " استعادة المبادرة"، وهي مغامرة تحتاج إلى الكثير من الشجاعة والنفس الطويل والعمل الدؤوب، لكنه يعرف ذلك وقبل التحدي. أكد لشكر، الذي ناضل في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ سنة 1970، أن هاجسه الأول في اللحظة الراهنة يتجلى في إعادة بناء التنظيمات الحزبية، حتى يكون الاتحاد الاشتراكي جاهزا لمواجهة الاستحقاقات المقبلة، بما يلزم من الحزم والجدية، وبما يمكن من إيقاف مسلسل التراجع الذي انطلق منذ الاستحقاقات الجماعية لسنة 2003. وأبرز، في الأرضية التي شكلت منطلقا لتنافسه على منصب الكتابة الأولى للحزب، أنه سيحرص على ضمان انخراط جميع الاتحاديين في مسلسل تجديد هياكل الحزب خلال السنة المقبلة (2013). جعل من توحيد العائلة الاتحادية شعارا مركزيا له، في أفق إعادة القوة إلى الحزب، الذي أصبح مطالبا بالانخراط في دينامية جديدة، كما جعل من مواجهة القوى المحافظة التي أصبحت لها الغلبة في الساحة السياسية الوطنية، إحدى أولوياته، بالنظر إلى المخاطر المحدقة بالمكتسبات والحريات وحقوق الإنسان. تولى مسؤولية الكتابة الأولى للحزب بعزيمة على معالجة الصراعات والانشقاقات التي أضرت بالحزب وساهمت في إضعافه. أكد أن الانبعاث الجديد للاتحاد الاشتراكي لن يتحقق بالمشروع المجتمعي والخط السياسي والبرامج والأفكار وحدها، بل بمناضلي الحزب بكافة مستوياتهم وأعمارهم. يرفض لشكر الذي تولى قيادة الشبيبة الاتحادية منذ 1975، ثم رأس فريق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمجلس النواب ما بين 1999 و2007 ، توصيفه "بالشعبوي"، مُقرا أن الشعبوية لا تتناسب مع النضال الحقيقي والإخلاص والجدية في العمل، كما لا تستقيم مع الصراحة والمسؤولية، مؤكدا أنه إذا كانت الشعبوية هي أن يتقيد الزعيم بالتزاماته ويقود سفينة الحزب بالعمل الدؤوب وروح المسؤولية، ويحترم خيارات المناضلين، وينأى عن الديماغوجية، فليس له اعتراض عليها. جمال بورفيسي

لشكر… زعيم من صناديق الاقتراع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شباط ..."كبير الشعبويين"

بنكـيـران... لاعـب البيليـاردو

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات