دعت فعاليات محلية بجهة فاس، السلطات للتعامل بصرامة مع مستغلي ظروف الطوارئ الصحية، سياسيا وانتخابيا، عبر بوابة العمل الخيري، خاصة أمام شيوع أخبار عن استثمار سياسيين هذا الوضع وحاجة المواطنين للإعانة في هذه الظروف الصعبة، لتوسيع قاعدتهم الانتخابية، وأحيانا تحت جنح الظلام، وبشكل يساهم في إخراج المواطنين من الحجر الصحي. وحذرت الكتابة المحلية للنهج الديمقراطي بتازة، من كل استغلال سياسي وانتخابي للجائحة تحن يافطات الدعم الاجتماعي للفقراء والمعوزين، مطالبة السلطات بتوفير المزيد من الدعم المادي المباشر والكافي لكل الأسر والأفراد في وضعيات الحاجة، لتمكينهم من مواجهة التداعيات الاقتصادية الاستثنائية، خاصة عمال القطاع غير المهيكل المطلوب توفير الحماية الاجتماعية لهم. وأكدت ضرورة توفير مستلزمات العيش الكريم لكل العمال والحرفيين والعاطلين والفلاحين الكادحين، الذين انقطعت سبل عيشهم بسبب الحجر الصحي، فيما طالبت الجمعية الوطنية لحملة الشهادات العاطلين بتوفير كل مستلزمات ومواد الوقاية والتطهير والتعقيم مجانا لمن لا يستطيع الحصول عليها، واستحضار كل فئات الشعب المتضررة بمن فيهم العاطلون. وبرأي تلك الفعاليات فتوفير الدعم الرسمي للكل، يقطع الطريق على «تجار الانتخابات»، الذين يغلف بعضهم تحركاتهم الإحسانية بغلاف سياسي، خاصة أمام انتقاء المستفيدين وتوزيع الإعانات ليلا على عينة من أتباعهم دون باقي المحتاجين، ما يساهم في تجمعات غير محمودة العواقب، ضاربة مثلا بما وقع بحي عوينات الحجاج لما خرق المئات من سكانه، الحجر الصحي. عملية التوزيع التي دامت ساعات، وثقها شباب المنطقة صوتا وصورة بعد رفض أعضاء تنسيقية محلية الانخراط في العملية المشكوك في مصدرها وأهدافها، رغم الاتصالات «شبه الرسمية»، بأعضائها الذين أكدوا أن أغلب المستفيدين «محسوبون على حزب سياسي واحد ووضعيتهم المادية أحسن بكثير من أناس آخرين، ما أثار استياء كبيرا بين المواطنين». وطالبت فعاليات محلية بفتح تحقيق جدي في مصدر وأهداف هذه الإعانات وسر توزيع تلك الأكياس المملوءة ببعض المواد التموينية، تحت جنح الظلام وفي غياب أفراد القوات المساعدة والدرك، متسائلة «من أين جاءت السيارتان ومن سمح لهما بدخول تراب الجماعة في ذاك الوقت المتأخر من الليل؟»، مؤكدة أن تلك الطريقة في التوزيع، يمكن أن تثير فوضى. حميد الأبيض (فاس)