اتصل بالرقم الأخضر والتحقيقات كشفت محاولته الانتقام من دركيين أمر وكيل الملك بابتدائية خريبكة، زوال أول أمس (الخميس)، بوضع شخص في عقده الرابع، رهن تدابير الحراسة النظرية، بزنزانة المركز القضائي الدرك الملكي بخريبكة، بعد متابعته بجنحتي إهانة السلطات بالتبليغ عن جريمة غير حقيقية، والإدلاء ببيانات كاذبة. واتصل الموقوف، عبر هاتفه، بالرقم الأخضر لمحاربة الرشوة برئاسة النيابة العامة بالرباط، مشتكيا بأنه سائق شاحنة، مملوءة عن آخرها بمواد استهلاكية، وأنه تعرض للابتزاز المالي، من قبل دركي بالطريق السيار بمدخل خريبكة، الذي ساومه في 200 درهم، مقابل السماح له بالدخول للمدينة لإفراغ شحنته. وانطلاقا من هذه المعطيات المتضمنة بالمكالمة الهاتفية، كلف الوكيل العام للملك باستئنافية خريبكة، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، لنصب كمين للدركي المرتشي، وبعد أزيد من ثلاث ساعات، دون حضور المشتكي لمكتب رئيس النيابة العامة بالدائرة القضائية بخريبكة، اتصل هذا الأخير برقم المشتكي، لطلبه بالإسراع للحضور لاستكمال الإجراءات القانونية، فصرح المشتكي أنه لا يتوفر على شاحنة، بل فقط سيارة خاصة، وقدم لوحتها الرقمية للنيابة العامة، دون الحضور الشخصي. واستنادا إلى إفادات مصادر "الصباح"، فإن المشتكي "فؤاد- أ" لم يتقدم لمصالح النيابة العامة طيلة يوم تقدمه بشكايته الهاتفية، قبل أن تتلقفه دورية للدرك الملكي بخريبكة، وهو يتحدث عبر هاتفه المحمول، ويسوق سيارته من نوع "كونغو" ،لتتم تحرير مخالفة مرورية بالواقعة، قبل أن يتأكد رئيس فرقة الدرك الملكي بالطريق السيار بمدخل خريبكة، أن السيارة ذاتها، منعت من دخول المدينة الفوسفاطية، الأربعاء الماضي، لأنه لايتوفر على ترخيص قانوني للتنقل، وبعد إخبار رؤسائه والنيابة العامة، بتفاصيل الواقعة، انتبه الوكيل العام للملك باستئنافية خريبكة أن رقم لوحة السيارة، هي لصاحب الشكاية الهاتفية للتبليغ عن الرشوة، ليتم الاستماع إليه بحضور القائد الجهوي للدرك بخريبكة، الذي عرض على السائق رجال الدرك الذين كانوا يشتغلون ليلة تبليغه عن واقعة الرشوة، للتعرف على الدركي الذي ابتزه ماديا، مقابل السماح له بإدخال شحنة الخضر، فاختار السكوت وطأطأ رأسه، قبل أن يواجهه القائد الجهوي للدرك الملكي بخريبكة، بشريط فيديو مسجل، لليلة الواقعة، ورجال الدرك يمنعونه من دخول المدينة الفوسفاطية، وهو يسوق سيارته الخاصة من نوع "كونغو"، وليست شاحنة كبيرة للمواد الغذائية، كما ضمنها في شكايته الهاتفية لرئاسة النيابة العامة. وأمام صدمته، عند مواجهته بشريط الفيديو، طلب الاعتذار من رجال الدرك بخريبكة، واعتبر أن تسرعه للاتصال بالرقم الأخضر، وخلقه لسيناريو ابتزازه المادي، انتقاما من الدركيين، الذين منعوه من دخول المدينة، لأنه كان على موعد مهم مع زبون، بغرض تسلم مبالغ مدين له بها، في تجارته التي يزاولها مسيرا للشركة تجارية معروفة. وبإذن من وكيل الملك بابتدائية خريبكة، وضع المشتكي المزيف رهن تدابير الحراسة النظرية، بمقر الدرك الملكي، وتم تحرير محاضر قانونية بالواقعة، قبل إحالته في حالة اعتقال على النيابة العامة لاتخاذ القرار المناسب في الواقعة. حكيم لعبايد (خريبكة)