هكذا تهيأ الدروس عن بعد

تجاوز الارتجال واعتماد تقنيات متطورة استثنائية للمساعدة على استيعاب أفضلها يعرف المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب بالرباط التابع لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي حركة دؤوبة منذ الساعة الثامنة صباحا من كل يوم، ومنذ الإعلان عن قرار متابعة التلاميذ دروسهم عن بعد عن طريق بثها على شاشة قناة "الثقافية" التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون والبوابة الإلكترونية "تلميذ تايس" في إطار التدابير المتخذة للتصدي لفيروس كورونا. ويتولى عدد من الأطر التربوية من مدرسين ومفتشين عملية إنجاز الدروس والإشراف على تصويرها انطلاقا من تحضيرها وعقد اجتماعات بشأن محتواها، بعد اطلاع لجنة مكونة من أساتذة ومختصين في كل مادة ضمن المقررات الدراسية، ليتم إعطاء الضوء الأخضر للأساتذة المكلفين بتدريسها عن بعد للشروع في تصويرها. كان داخل إحدى القاعات بالمركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب ثلاثة أساتذة منشغلين بالاطلاع على مضامين أحد الدروس، الموجهة إلى السنة الأولى باكلوريا في اللغة الفرنسية، وذلك قبل انطلاق عملية تصويرها. ويتم تحضير الدروس عبر تقنيات متطورة بالاعتماد على المقرر المدرسي، الذي يعد المرجع الأساسي وصلة الوصل بين الأطر التعليمية والتلاميذ الذين يتلقون الدروس عن بعد، والتي يتم عرضها من خلال حاسوب لإبداء ملاحظات بشأنها. وكانت القاعة المجاورة داخل المركز ذاته تعرف تسجيل درس في مادة "التعبير الكتابي" بالفرنسية، حيث كان يستعين فيها الأستاذ بدرس ضمن المقرر المدرسي لفائدة تلاميذ مستوى الثانية باكلوريا، والذي تتم فيه مراعاة تقديم التوضيحات الضرورية، على اعتبار أنه يغيب التواصل المباشر بين الأستاذ والتلميذ والذي يسمح فيه بطرح أسئلة مباشرة. وتجندت العديد من الأطر التربوية من أساتذة ومفتشين وتقنيين وإداريين من أجل التحضير بشكل متواصل للدروس عن بعد، والموجهة إلى المستويات الإشهادية لمختلف الأسلاك التعليمية، حيث يعتبر عملهم شبيها بخلية نحل لإنتاج الموارد الرقمية والدروس المصورة لبثها عبر قناة "الثقافية" أو البوابة الإلكترونية "تلميذ تايس". وكانت العديد من القاعات داخل المركز ذاته فضاء من أجل التحضير لدروس في مواد مختلفة وأخرى لتصويرها من قبل أستاذ وتقني متخصص في المجال، حيث يستغرق الأمر 26 دقيقة، حسب ما أكد أستاذ للغة الفرنسية، موضحا أنه يتم الأخذ بعين الاعتبار تقديم الشرح الكافي لفهم الدروس عن بعد. وقال محمد اليعكوبي، أستاذ اللغة الفرنسية والذي كان بصدد الاستعداد لتصوير درس لمستوى السنة الأولى باكلوريا، إن عملية إنجاز الدروس عن بعد تتم في أحسن الظروف، كما أن كل الأطر التربوية تأقلمت مع الظرف المستجد الذي فرضه فيروس كورونا، وكان سببا وراء اتخاذ قرار توقف التلاميذ عن ارتياد المدارس ومواصلة تعليمهم عبر قناة "الثقافية" أو البوابة الإلكترونية "تلميذ تايس". تقنيات حديثة في سؤال ل"الصباح" عن أجواء انطلاق أول درس تم إنجازه، قال أستاذ اللغة الفرنسية إن الانطلاقة عرفت نوعا من الارتجال في ما يخص التصوير التجريبي، الأمر الذي تم تداركه بسرعة شديدة، مضيفا أن سبب ذلك هو أنه كان محددا أن ينطلق التصوير الاثنين الماضي وليس السبت أي اليوم الموالي لقرار توقف الدراسة بالمؤسسات التعليمية حفاظا على سلامة الجميع. ويتوفر المركز على استوديو يعمل وفقا لأحدث التقنيات والذي يمكن الأساتذة من تقديم دروس لفائدة المتمدرسين، خاصة في الرياضيات والعلوم الطبيعية والعلوم الفيزيائية. وأكد ثلاثة أساتذة من بينهم عبد الحق عدنان، أستاذ مادة الرياضيات بالثانوي التأهيلي بسلا، أن تصوير الدروس يتم في ظروف جيدة، كما تتم الاستعانة بتقنيات متطورة واستثنائية للمساعدة على استيعاب أفضل، خاصة أن الاستوديو يتوفر على سبورة تفاعلية أكثر تطورا من السبورة العادية داخل المؤسسات التعليمية. أمينة كندي

اعتقال ناشري فيديوهات الإشاعة

البـنــوك تــتـحـدى انـتـقال الـعـدوى

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات