انتخابات العار ببرلمان بوليساريو

بقلم: الفاضل الرقيبي تنصيب لجنة لدراسة ملفات المرشحين لغربلة القوائم النهائية لضمان إقصاء الأصوات المزعجة تبعاً لسلسلة مسرحياتها أعلنت جبهة البوليساريو في التاسع من الشهر الجاري عن بدء عملية انتخاب ما تسميه أعضاء البرلمان والذي يتكون من 54 نائبا يفترض فيهم تمثيل سكان المخيم. المسرحية السيئة الإخراج شابها من الشوائب ما يضحك الرضع ويبكي السذج، فقد ترشح قرابة 173 شخصا بين مدني وعسكري للظفر بتلك المقاعد وتم تنصيب لجنة لدراسة ملفات المرشحين برئاسة خطري آدوه ، والتي أوكلت لها مهمة غربلة القوائم النهائية لضمان إقصاء أي صوت مزعج للقيادة، ووضع جملة من العراقيل لمنع الشباب من الترشح، والتي كان أبرزها شرط أداء الخدمة العسكرية في كتائب الجبهة، لكل من أراد الترشح وهو شرط يتنافى مع أدنى المعايير الديمقراطية في كل أماكن العالم. الأرقام المسجلة لهذه المناسبة سواءً المتعلقة بنسب المشاركة أو النسب التي نجح بها مرشحو عصابة الرابوني صادمة وتكشف زيف كل الأرقام التي تقدمها الجبهة للمنظمات العاملة في الحقل الإنساني ، إذ أنه وفي تتبع بسيط للأرقام المسربة نكتشف بطلان هذه العملية الفولكلورية وغياب أدنى نسب الواقعية والمنطق في التعامل مع معطى حساس، كالذي يتعلق من قريب أو بعيد بتعداد سكان المخيم. فبمخيم السمارة الذي يعتبر أكبر المخيمات حيث تقول الجبهة ان به ما يزيد عن 50 الف لاجئ لم يشارك في المهزلة سوى 4721 فقط، وبالكاد نجح فيها مرشحو العصابة بأرقام زهيدة. جدا، أما في مخيم أوسرد الذي تقول بروباغندا البوليزاريو أن به 30 ألف لاجئ فقد شارك 3900 مصوت، و قد حصل فيه على أعلى الاصوات مرشح للعصابة بـ 902 صوت، فقط فكيف لزبانية غالي أن يقنعوا ألف شخص أنهم ممثلون ديمقراطيا من طرف شخص لم يصوت عليه سوى 900 شخص. أما بوجدور والداخلة فلم تكن نسبهما مرضية البتة لقادة الخراب نتيجة لضعف كثافتهما السكانية والعزوف الشديد الذي رافق العملية ، فمثلا بدائرة آگطي ببوجدور صوت 112 فقط، من اصل2013 مسجلا وفي العرگوب مخيم الداخلة شارك 1009 من أصل 6000 مسجل ونجح مرشحو العصابة بنسب كارثية وتم تضخيمها لتفادي الاحراج. المشاركة بمخيم العيون والواقع بالقرب من مدينة تندوف الجزائرية والذي استعانت فيه الجبهة بمزدوجي الجنسية من سكان تندوف لتضخيم نسب المشاركة في هذه المهزلة وهي الولاية الوحيدة التي شهدت دورا ثانيا بين متنافسين وسُجلت نسبة 6559 من أصل أصوات 41000 من السكان تقول الجبهة إنهم يقطنون هناك. وإذا اعتبرنا جدلاً أرقام الجبهة على أنها صحيحة وانه بالمخيم ما يزيد على 173.000 لاجئ فإن نسبة المشاركة وفق الأرقام أعلاه لم تتجاوز نسبة الـ 9٪ من السكان، وعلى أي حال هذه النسبة كفيلة ببطلان أي عملية انتخابية مهما كان توجه أصحابها، إلا أنه وبالنظر الى الطبيعة الفاشية لجبهة البوليساريو وخبرتها الطويلة في الضحك على الذقون و باعها المعتبر في تجارة الوهم فإنها قادرة على اعتبار ما حدث مهما و عرسا انتخابيا لتعزيز مؤسساتها على التراب الجزائري. شتان بين من يسمح بإنشاء الاحزاب و يفتح أمامها الطريق لخوض غمار الانتخابات، و يوفر لها أجواء و مناخا للعمل والتنافس البناء وفق البرامج الانتخابية، لا الاعتبارات القبلية والجهوية الضيقة، للوصول لعضوية مجلس يشرع القوانين و يراقب عمل حكومة مكونة من الأحزاب الوطنية والكفاءات، وبين من يسوق الوهم ويسابق الزمن ليثبت لنفسه أنه شيء موجود على الارض، بينما هو في الحقيقية مجرد أرجوز وأضحوكة أمام العالم وهي حقيقة تظهر مع أول اصطدام مع الواقع تماما، كما حدث في مهزلة التاسع من مارس الجاري في مخيم بات يصر القائمون على شأنه على الكذب وإن كذبتهم الأرقام و النسب.

انتخابات العار ببرلمان بوليساريو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفيروس يعزل المغرب

كورونا يستنفر القضاة والمحامين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات