“سان ماو” تروي “حكايات من الصحراء”

كاتبة صينية عشقت العيون وجلبت إليها السياح بكتاباتها قلة من سكان العيون، وحتى خارجها، لا يعرفون أن الكاتبة العالمية "تشن بينج" الملقبة ب "سان ماو" استقرت بالعيون لسنتين ونصف بينما الصينيون والمتأثرون بكتاباتها جعلوا من منزلها مزارا بالعيون، ما أعطى للمدينة بواسطة سان ماو شهرة واسعة عالمية لو عرف كيف يتم تسويقها لساهمت أكثر في إنعاش الحركة السياحية. لم تكن الكاتبة الصينية التي ولدت في 26 مارس 1943 تعرف أي شيء عن العيون لولا زوجها خوسيه ماريا كيرو، الذي تزوجها سنة 1973 وانتقلت معه إلى العيون حيث عمل غواصا تابعا لشركة فوسبوكراع، بينما هي انكبت على التأليف و دراسة عادات الصحراء ونمط العيش لتؤلف كتابا بعنوان "حكايات من الصحراء". وضم الكتاب مذكراتها وحكاياتها مع المجتمع الصحراوي ومواقفها مع الاسبانيين، وكذلك الأماكن المفضلة لها، كفندق بارادور الذي كانت تحتسي فيه قهوتها صحبة زوجها، أو مقر البريد حيث كانت تبعث برسائلها. هذا الكتاب لقي إقبالا بالصين وساهم في الأدب الصيني المعاصر، كما ترجم إلى العديد من اللغات منها الإسبانية. ليس هذا الكتاب فقط ما لديها بل هناك العديد من الكتب والشعر، منها "ليل ناعم" و"ملاحظات خيال" وهي كتابات نثرية خالدة في الأدب التايواني. في حين كان زوجها يمارس هوايته المفضلة، الصيد والسباحة. وعرف منزلهما بحي كاطالونيا أجمل لحظات الكاتبة. بعد المسيرة الخضراء واستقلال العيون غادرت سان ماو العيون رفقة زوجها خوسيه ماريا كيرو، إلى جانب المئات من الاسبانيين والأجانب الذين رفضوا البقاء لتستقر مع زوجها بمنطقة بارلوفيتو التابعة لمقاطعة "سانتا كروث دي تينيريفي"، وهناك كان الزوج يمارس هوايته الصيد، بينما سان ماو وكالعادة تنكب على التأليف وإعداد سيناريو فيلم "الغبار الأحمر"، الذي فاز بعد ذلك بجائزة أفضل فيلم بتايوان سنة 1990. وبعد ستة أشهر من الاستقرار بارلوفيتو سافرت الكاتبة الى جزر الكناري وفي يوم 30 شتنبر 1979 تلقت الخبر الصدمة، وفاة توأم روحها خوسيه ماريا غرقا بسواحل البلدة ولم يعثر عليه إلا في اليوم الموالي، هناك انقلبت حياة سان ماو رأسا على عقب . وانتقلت سان ماو إلى بلدها الصين وهناك مارست التدريس الجامعي ونظمت قصائد شعرية، إذ أصبحت أغانيها مشهورة ورغم سنوات على وفاة زوجها المباغت لم تستسغ الحياة بدونه، خاصة أنها لم تنجب من يؤنس وحدتها. وفي يوم 4 يناير 1991 وإثر علمها بمرض السرطان ينخر جسدها قامت بالانتحار شنقا بأحد المستشفيات، لتترك المكتبة الصينية حافلة بأهم الكتب وببصمتها القادمة من العيون. وتم نصب تذكار ببلدها الصين لهذه المعلمة العالمية المنسية بالصحراء. وظل بيت سان ماو بالعيون محجا للسياح الصينيين الذين يسافرون إلى العيون لزيارة البيت الذي كانت تقطن به الكاتبة وزيارة الأماكن، التي ذكرتها، إلا أن أغلب هؤلاء السياح يشتكون لعدم الاهتمام بالبيت، الذي كانت تعيش فيه وكذلك وضعية التهميش التي يعرفها ويطالبون السلطات والمسؤولين عن قطاع الثقافة بتحويل البيت إلى متحف ثقافي يفتح في وجه عشاق سان ماو وعشاق كتاباتها من كل أنحاء العالم. رسالة ينتظر بعض الصينيين من الفاعلين الثقافيين الصينيين والمغاربة على السواء التفاعل معها بإيجابية لإنقـــاذ هـذه المعلمة الثقافية والأدبية من الضياع والنسيان. المحجوب الأنصاري (العيون)

“سان ماو” تروي “حكايات من الصحراء”

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشامي: المطلوب «إحداث رجة»

تصوير "أسرار النساء 2"

مقالات ذات صلة