فوزي جمال: “حسيت بالحكرة”

قال إن العرض المالي للجامعة أحبطه ورفض عدة عروض وتمنى نجاح أوشن أكد الإطار الوطني فوزي جمال أنه شعر ب «الحكرة»، عندما قدمت له الجامعة عرضا ماليا ضعيفا، مقابل إشرافه على تدريب المنتخب الوطني للفتيان. وأضاف فوزي جمال في حوار مع «الصباح» أن الحديث عن بعض رؤساء الفرق يشكل «طابو» بالمغرب، إذ لا يجب انتقادهم أو التقليل من شأنهم. لماذا عدت إلى بلجيكا؟ رجعت إلى بلجيكا للإشراف على أبنائي، بعد أن رفضت عرض الإدارة التقنية الوطنية. لدي ابنان يلعبان كرة القدم، أحدهما يمارس بالقسم الوطني الأول بفريق لوكرين، والآخر يلعب بسان جيلوا، كما لدي بنتان تمارسان الكيك بوكسينغ. وأعتقد أن الاهتمام بأبنائي في المرحلة الحالية أفضل بكثير، بعد أن قدمت استقالتي من المشروع الذي اشتغلت عليه في بروكسيل، قبل التحاقي بالكوكب المراكشي، لأني وقعت عقدا لسنتين معه، ولم يكن بإمكاني مواصلة العمل في المشروع. كيف تقيم تجربتك مع الأندية المغربية؟ لكل تجربة خصوصياتها. عشت تجارب ناجحة، كما هو الشأن مع المولودية الوجدية والاتحاد الزموري للخميسات، الذي تمكنت من تحقيق الصعود معه، إضافة إلى العلاقات الإنسانية التي تعد من أبرز المكاسب التي حققتها في حياتي المهنية، لكن هناك تجارب فاشلة، لم يكتب لها النجاح، مثل تجربتي في الكوكب المراكشي والنادي القنيطري، رغم أني عقدت آمالا كبيرة على تجربتي في مراكش، بحكم أني كنت أرغب في تكوين فريق المستقبل، لكن ذلك لم ينجح لعدة أسباب، منها ما يعيشه الآن من مشاكل، كما أني لعبت دور إطفائي في وداد فاس، واستطعت إنقاذه من النزول إلى الهواة، الشيء الذي يؤكد أن لكل تجربة طابعها الخاص، وأن كل فريق دربته استفدت منه بطريقة، أو بأخرى، وطورت معرفتي في عالم كرة القدم، لأن هناك معرفة تكتسب بالتحصيل الأكاديمي، ومعرفة تكتسب في الميدان، وأخرى تكتسب من الأخطاء التي يقع فيها المدرب، أو الإطار الرياضي، وجميعها تساهم في تحقيق استفادة مهنية. هل عانيت فعلا بسبب تصريحاتك المثيرة؟ بكل صراحة، أتساءل دائما عندما يطرح علي هذا السؤال، ما هو الكلام الذي أقوله ويثير غضب البعض؟ لأني دائما أبحث عن سبب الحملات التي أتعرض إليها بعد بعض التصريحات، ولا أجد جوابا مقنعا. وأعتقد أن هناك ثلاثة تصريحات أثارت الكثير من الاتهامات، آخرها كان بعد مباراة الكوكب والحسيمة، وقلت فيه إنني واجهت فريقا ضعيفا، ولم يرق مسؤولي الفريق الحسيمي، وتعرضت لانتقادات عديدة، وقبله تصريح ضد الرجاء الرياضي، عندما قلت إنه لم يكن فريقا قويا، لكن شعبيته الكبيرة شنت علي حملة واسعة. ومن التصريحات التي أثارت الجدل أيضا، بعد استقالتي من النادي القنيطري، إذ قلت إن الرئيس لا يريد الاشتغال، والخلاصة التي خرجت بها، أن الحديث عن بعض الرؤساء يعد «طابو» في المغرب، ولا يمكن لأحد أن يتجرأ وينتقدهم، وفي الأخير تبين أن الكلام الذي قلته في الدورة الثانية من البطولة، كان صحيحا، بعد أن نزل الفريق إلى القسم الثاني. ألم تتلق عروضا للتدريب أخيرا؟ بالفعل تلقيت عروضا، بالقسم الثاني والقسم الأول، لكن رفضتها لأني غير مستعد لأدخل تجارب فاشلة، سيما أن الأندية التي طلبت التعاقد معي، ترغب في تأمين مكانها، وليست لها أهداف أخرى، في الوقت الذي أبحث فيه عن فريق مستقر من الناحية الإدارية والمالية، وأن أشتغل فيه بمشروع جاهز، قادر على ترجمة تجربتي التي اكتسبتها طيلة سنوات دراستي وتدريبي. ولا أخفي على الجمهور الرياضي بالمغرب، أني اشتقت إلى التدريب، لأن المدرب عليه الاشتغال، وعدم الابتعاد كثيرا عن الميدان، لكن فشل بعض التجارب التي خضتها دفعني إلى التريث، قبل الحسم في أي عرض، لعدم تكرار التجارب السابقة. لماذا رفضت تدريب منتخب أقل من 17 سنة؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال، لا بد من الإشارة إلى أنني رشحت نفسي لاجتياز الاختبارات الخاصة بمنتخبي أقل من 20 سنة، وأقل من 23 سنة، سيما أني سمعت كثيرا عن روبيرت أوشن، المدير التقني الوطني، الذي يتمتع بسمعة جيدة في أوربا، خاصة أنه أشرف على تكوين العديد من المدربين، والاختبارات شارك فيها 26 مدربا مغربيا وأوربيا. وحصل لي الشرف أن عينت مدربا للمنتخب الوطني للفتيان، بالنظر إلى أجندته هذه السنة بالتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا والمونديال، لكن العرض المالي الذي قدمه لي المدير المالي للجامعة، لم يرقني، وطلبت الانسحاب، وعدت إلى بلجيكا مباشرة. كم عرض عليك؟ في البداية عرضوا علي ثمانية ملايين، ثم رفعوها إلى عشرة، وأحسست حينها ب»الحكرة»، لأن الدبلوم الذي أتوفر عليه يعتبر الأعلى في العالم، وهو دبلوم التدريب من الاتحاد الأوربي (ويفا برو)، إذ أن المدير التقني يتوفر عليه، ولا يمكن أن أقبل عرضا ماليا اشتغلت به مع الأندية، وكنت أتمنى أن يعرضوا علي مثل ما منحوه لمدربين سبقوني في الإدارة التقنية، ولا يتوفرون على التكوين الذي أتوفر عليه. ألا تعتقد أن الصراعات ستفشل مهام أوشن؟ من مصلحة كرة القدم الوطنية أن تنجح الإدارة التقنية الوطنية في مهامها، لأني أعتقد أن اختيار فوزي لقجع للمدير التقني صائب، وهنا لابد من الإشارة إلى أنه لا تربطني أي علاقة به، والعلاقة الوحيدة التي جمعتني به، عندما اجتزت الاختبارات، وبعث لي رسالة إلكترونية يهنئني فيها بالنجاح، والتقيت به عندما ناقشت العرض المالي فقط. وأطلب من الجميع ألا يعملوا على إفشال مشروعه، بالمقابل علينا أن نضع إلى جانبه إطارا مغربيا قادرا على تحمل المسؤولية من بعده. كيف تفسر استعانته بالأجانب، ألا توجد كفاءات مغربية؟ بالعكس لدينا كفاءات، لكننا نحاربها، لا يعقل أن تتداول الصحافة الوطنية يوميا أسماء مدربين بعينهم، رغم أن بعضهم ليس لديه تكوين في مستوى مجموعة من الأطر التي لديها تكوين عال في جميع الميادين. وفي هذا الصدد، أعتبر نفسي محظوظا لأني من القلائل الذين قرؤوا تقرير مكتب الدراسات البلجيكي عن الإدارة التقنية الوطنية، وما رصده من اختلالات خطيرة، كما أني ساهمت فيه بقدر يسير، وشكل فضيحة للإدارة التقنية السابقة، إذ يكفي أنه تحدث عن عدم وجود مشروع رياضي بالأندية والمنتخبات الوطنية. لكن أوشن لم يقدم مشروعه إلى الآن ؟ هذا راجع إلى أن مشروعه الحالي يرتكز على القيام بإجراءات عملية، منها إيجاد حلول للمشاكل التي رصدها التقرير المذكور، كما أنه شرع في إجراء اختبارات المدربين، وعقد لقاءات مع مسؤولي العصب الجهوية، وجوهر الخلاف يتمحور حول الحفاظ على الأطر الموجودة حاليا، وهذا من الصعب القيام به في ظل الوضع الحالي، لأن أوشن جاء لتقويم الاختلالات الموجودة حاليا في كرة القدم الوطنية ككل. لماذا استعان بمشاريع العصب ورفض أطرها؟ أظن أنه سعى إلى تقييم الأطر التي تشتغل بالعصب الجهوية، وأعتقد أنه لو لمس كفاءات بها، لعينها دون أن يخضعها إلى الاختبارات، وهنا أرغب في إثارة ملاحظة تتعلق بي، أني أتوفر على دبلوم تدريب احترافي من أوربا، ورغم ذلك خضعت للاختبارات، كما أن الإدارة التقنية الوطنية السابقة والعصب الجهوية، كم كونت من مدرب في السنوات الماضية، وما العمل الذي قامت به العصب إلى حدود الآن؟ يجب على العصب الجهوية أن تترك المدير التقني يشتغل، لأن لديه العديد من الإمكانيات، لاستثمارها في تطوير كرة القدم الوطنية، لأن هناك أطرا اشتغلت أزيد من 20 سنة في التكوين والإدارة التقنية، والنتيجة التي رصدها التقرير شكلت فضيحة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى. هل أنت نادم على عدم قبولك عرض الإدارة التقنية؟ أقول إنني لو اشتغلت أحسن من أن كون دون عمل الآن، لكن ما أثر في كثيرا، أني حضرت مشروعا، كنت أرغب في تطبيقه على أرض الواقع مع المنتخب الوطني للفتيان، وقررت أن أعود لدراسة الإنجليزية، لأطور مهاراتي فيها، وبحكم أن العمل مع الإدارة التقنية سيتيح لي الاستقرار بالرباط، كنت أنوي أن التحق بمعهد مولاي رشيد، وأواصل دراستي في سلك «الماستر»، بحكم أن لدي الإجازة في التربية البدنية. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن في سطور الاسم الكامل: فوزي جمال تاريخ ومكان الميلاد: 8 ماي 1966 بوجدة المهنة: مدرب كرة القدم لعب للمولودية الوجدية وإرجي وافر البلجيكي والمنتخب الوطني الأول درب المولودية الوجدية مرتين وحقق الصعود مع الاتحاد الزموري للخميسات ودرب وداد فاس والنادي القنيطري والكوكب المراكشي حاصل على دبلوم جامعي في الإعداد البدني حاصل على دبلوم جامعي في الإعداد النفسي حاصل على شهادة التدريب الاحترافية من الاتحاد الأوربي لكرة القدم «ويفا ألف برو»

فوزي جمال: “حسيت بالحكرة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"كاف" تحسم ملعب نهائي الأبطال في 9 فبراير

موريس ينفي انسحابه من "كان" العيون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات