ساعة في حي “معطى الله” بالعيون

أشباح بوليساريو تروج الإشاعات وشقق مفروشة في انتظار الأجانب لا تغادر سيارات القوات المساعدة والأمن ملتقى شارعي "مكة" و"السمارة" بالعيون، فالأجهزة الأمنية ترابط، يوميا، بمدخل حي "معطى الله" الشهير، وتتابع أدق تفاصيل تحركات الانفصاليين، تحسبا لخطواتهم الاستفزازية. رفض سائق سيارة أجرة، نهاية الأسبوع الماضي، أن يقل طاقم "الصباح" إلى قلب حي "معطى الله" الذي تسوق "بوليساريو" أنه معقلها في الصحراء، واعتذر جل من تم الاتصال بهم هاتفيا من أجل الإرشاد لاقتحام الحي، درءا للشبهات، قبل أن يغامر جمعوي، حسب قوله، لكشف أسرار الحي، في رحلة استغرقت حوالي ساعة، روى فيها مغاربة جوانب من حياتهم وعلاقتهم بما تبقى به من الانفصاليين. يقع الحي في قلب العيون، ويختار كل من يحاول السير في دروبه المتشعبة، إما الانطلاق إليه من شارع الزرقطوني، أو كما يلقبه الصحراويون بشارع "الفيلات" أو شارع "السمارة"، ثم يجد الزائر نفسه في متاهة من الدروب الضيقة وشوارع تفصل بين أزقته. يقول مرافق "الصباح" إن الحي لا يختلف عن أحياء المدن القديمة، فمنازله من طابقين، ونادرا من ثلاثة، طليت باللون الأحمر، وسيجت أبواب بعضها بقضبان حديدية، وقاية من رشقها من قبل الانفصاليين، في فترات سابقة، خاصة أن الحي اشتهر بأنه نقطة محورية في انطلاق الاحتجاجات الاجتماعية التي تطورت منذ 2005، وحتى 2014، قبل أن تختفي. يجمع شباب التقتهم "الصباح" أن حيهم عاد، عكس ما تروج له الدعاية الانفصالية، وأغلب سكانه من الفئة المتوسطة أو محدودة الدخل، لكنها تتشبث بوحدة المغرب الترابية، باستثناء قلة فضلت أحضان "بوليساريو"، طمعا أو نكاية أو تصفية حسابات سياسية، بل إن كثيرا من الانفصاليين غادروا المنطقة بصفة نهائية، بعد فشل خطتهم، ولم يتبق إلا بعض منهم يعمدون بين الفينة والأخرى للخروج إلى الشارع أو يستقبلون انفصاليين قادمين من مناطق أخرى. ولوح أحد الشباب إلى منزل في قلب الحي، مشيرا إلى أنه في ملكية انفصالي، وقلما يستقر به، بعدما أصبح "شقة مفروشة" تستقبل الأجانب، محذرا من الاقتراب منه، وقال "هؤلاء يرحبون بالأجانب، خاصة الصحافيين، القادمين من إسبانيا والسويد، ويرفضون التعامل مع الصحافة المغربية". من جهته، كشف بائع مواد غذائية أن "الحي ينعم بالأمن والسلام منذ مدة طويلة، إذ اختفت مظاهر الاحتجاجات، ومن تبقى من الانفصاليين يفضلون الاجتماع بينهم"، وقال ساخرا: "من تبقى منهم متأزم من فشل مؤتمر الانفصاليين أو غادر المنطقة، بعد مقاطعتهم اجتماعيا". يؤكد السكان أن وتيرة الاحتجاجات قلت بشكل كبير، خاصة بعد الزيارة الملكية إلى العيون، فالحي ترفع في منازله الأعلام الوطنية، رغم إشاعات الانفصاليين التي تحاول زرع الرعب في السكان. خالد العطاوي (موفد الصباح إلى العيون)

ساعة في حي “معطى الله” بالعيون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حافلات العار

تصوير آخر حلقات "ساعة سعيدة"

مقالات ذات صلة