دينامية جديدة للنمو

مقاربة تعاقدية بين الجهة والدولة وتقدم ملموس في الولوج إلى الخدمات الأساسية طالب المغرب الأمم المتحدة بالتركيز على القضايا السياسية، وعدم الانحراف إلى القضايا الجانبية، لأن الحديث عن وجود ثروات مستغلة، مجرد أوهام، على اعتبار أن المغرب وضع نموذجا تنمويا مستداما كلف 7700 مليار سنتيم خلال هذه السنوات، دون احتساب الملايير التي أنفقت في سبيل إرساء بنية تحتية، إذ تحولت الصحاري القاحلة إلى مدن عصرية، لحماية المواطنين من الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية. وسيعتمد النموذج التنموي على مقاربة تعاقدية جديدة بين الجهة والدولة، رغم أن الدخل الفردي بالأقاليم الجنوبية، يفوق متوسط الدخل الفردي على الصعيد الوطني بـ20 بالمائة، كما أن هناك تقدما ملموسا على مستوى الولوج إلى الخدمات الأساسية، إذ تبلغ على سبيل المثال نسبة الولوج إلى الماء الشروب في هذه الأقاليم 99 بالمائة، مقابل متوسط لم يتجاوز 92 بالمائة في باقي أنحاء المغرب، ومن شأن تفعيل هذه الرؤية الطموحة المساهمة في مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي وإحداث 120 ألفا فرصة عمل. واستند النموذج التنموي الجديد على ركائز رئيسة، تتمثل في إحداث أقطاب تنافسية قادرة على خلق دينامية جديدة للنمو، وفرص الشغل الكافية، خاصة بالنسبة إلى الشباب والنساء، وتعزيز التنمية المندمجة وتثمين البعد الثقافي بالاستناد على الحكامة المسؤولة في إطار الجهوية المتقدمة وتكريس ثقافة حقوق الإنسان، وتحسين شبكات الربط بين الأقاليم الجنوبية وباقي ربوع المملكة من جهة، والدول الإفريقية جنوب الصحراء من جهة أخرى، بعيدا عن قاموس ماركس البالي الذي يغسل أدمغة الشباب فيتوهمون أن بإمكانهم رئاسة جمهورية الموز الوهمية. وبالنسبة إلى قطاع الفوسفاط، سيضخ استثمار قدره 16.8 مليار درهم لتنمية مشروع فوسبوكراع للتنمية الصناعية ودمج كل حلقات السلسلة الإنتاجية لغاية التصدير، بما يمكن من التثمين الأمثل للموارد، وبالتالي تقوية استفادة السكان المحليين منها.أما مشاريع التثمين الزراعي، فتهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان من خلال خلق فرص عمل وتنويع مصادر الدخل، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، وذلك من خلال التثمين الزراعي لمنطقة الداخلة باستثمار يقدر ب 1.3 مليار درهم على خمسة آلاف هكتار عبر تحلية مياه البحر، بغية المحافظة على الفرشة المائية للأجيال المقبلة، فيما سيتم على مستوى إقليم بوجدور استثمار 465 مليون درهم لتهيئة 100 هكتار. وفي إطار تطوير الفلاحة التضامنية بالأقاليم الجنوبية، سيتم إنجاز 50 مشروعا ب 1.5 مليار درهم سيستفيد منه 16 ألفا و 800 مستفيد.أما بالنسبة إلى قطاع تثمين منتجات الصيد البحري وتربية الأحياء المائية، فسيتم إنجاز مشروعين رئيسيين يتعلقان بتثمين المنتجات البحرية (1.2 مليار درهم) وتطوير قطاع تربية الأحياء المائية في ثلاث مناطق جغرافية (3.7 مليار درهم)، سيوفران ثمانية آلاف فرصة عمل. وفي مجال السياحة البيئية، سيتم إحداث قطب سياحي جديد وتقديم عرض سياحي مبتكر، يجمع ما بين البحر، والصحراء والثقافة والبعد البيئي ، مع تطوير عرض تكميلي مرافق حول الثقافة، والبيئة والمنتجات المحلية.ويهم البرنامج السياحي إحداث 84 مشروعا سياحيا باستثمار يبلغ 2.1 مليار درهم. أما على مستوى البعد الاجتماعي فيهدف البرنامج إلى تحقيق نقلة نوعية في مجال التأهيل البشري، وتعزيز البعد الثقافي وتفعيل برامج أقطاب التميز بإنشاء المركز الاستشفائي الجامعي للعيون باستثمار يقدر ب 1.2 مليار درهم، بغية تحسين ولوج المواطنين إلى الخدمات الصحية ذات الجودة العالية، وتعزيز فرص المنطقة في الانفتاح على إفريقيا جنوب الصحراء، وإنشاء مشروع تكنوبول بمنطقة فم الواد ب 2 مليار درهم، باعتباره قطبا للتكوين والتطوير والابتكار التكنولوجي والثقافي. وسينجز سد على وادي نون بإقليم كلميم سيمكن من تدارك النقص في التزود بالماء الشروب، وسيسمح بتعبئة المياه اللازمة لسقي الأراضي الفلاحية بسافلة السد، وسيساهم في حماية المنطقة من الفيضانات، وتحسين الربط المجالي للإقليم الجنوبي، سواء مع باقي الأقاليم، أو بقية العالم، حتى يتمكن من الاستفادة من جميع الفرص التي يتيحها الموقع الجيو- إستراتيجي للمملكة. وستوسع تغطية الهاتف المحمول من الجيل الثاني، والثالث، والرابع باستثمار مالي يبلغ مليار درهم، وتنجز روابط جديدة للألياف البصرية والتحديث المستمر للشبكات. وتمكن المغرب بعد المسيرة الخضراء 1975 من تشييد وعصرنة الشبكة الطرقية بالأقاليم الجنوبية التي أصبحت تضم 5800 كيلومتر من الطرق الوطنية والجهوية والإقليمية، وتشييد الطريق الأطلسي السريع تزنيت - العيون - الداخلة بهدف تحقيق ربط مجالي أفضل للأقاليم الجنوبية بما يضمن تعزيز التجارة مع الشمال وتطوير وسائل النقل وتحسين السلامة الطرقية، إذ سينفذ هذا المشروع في مرحلة أولى باستثمار مالي أولي يقدر ب 8.5 ملايير درهم. كما سيتم إنجاز ميناء الداخلة الأطلسي ب 6 ملايير درهم. أ. أ

دينامية جديدة للنمو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لكريني: استفادة متساوية

زين الدين: التنمية لتنزيل الجهوية

مقالات ذات صلة