10في المائة من المختفين بإيطاليا مغاربة

جثث مجهولة ومشوهة يرجح أن تكون لمغاربة وتقارير تؤكد أنهم يمثلون 1 في المائة من المعتقلين قالت مصادر مطلعة على شؤون الجالية المغربية بالخارج، إن المغاربة يمثلون حوالي 10 في المائة من مجموع الأشخاص المختفين بإيطاليا، ويشكل الأطفال القاصرون غالبيتهم العظمى، مضيفة أنه غالبا ما يكون اختفاؤهم مرتبطا بحوادث عنصرية وإجرامية. ويحاول معهد إيطالي متخصص الكشف عن مصير هؤلاء وعن معطيات جديدة تهم تحديد هويات وجنسيات جثث مجهولة ومشوهة المعالم فارق أصحابها الحياة، خاصة في ميلانو ونواحيها في ظروف غامضة. ويرجح أن يكون أصحاب العديد من الجثث مغاربة اختفوا في ظروف غامضة، إذ كل المصادر الإيطالية التي تهتم بقضايا اختفاء الأشخاص وبجمع معلومات عنهم، أجمعت، من خلال أرقام مفترضة تتوفر عليها، على أن المغاربة صحبة مواطنين من أوربا الشرقية يحتلون رتب متقدمة في سلم الأشخاص المتغيبين بإيطاليا. وأكدت وزارة الداخلية الإيطالية ومعها جمعيات حقوقية وإنسانية، هذه المعلومات لتكتشف أن نسبة المغاربة المختفين تصل إلى أكثر من 10 في المائة. وهذا العدد المرشح للارتفاع، حسب مصادر بشمال إيطاليا، كما يتضمن نسبة مهمة من القاصرين المغاربة الذين اختفى أغلبهم في ظروف غامضة بعد دخولهم عالم الاتجار في المخدرات بعدد من مدن الشمال الإيطالي. وكانت العديد من وسائل الإعلام الإيطالية بطورينو، سلطت الضوء قبل سنوات عديدة على هذا الموضوع، مؤكدة أن اختفاء القاصرين المغاربة بإيطاليا مرتبط أساسا بإقحامهم في عالم الجريمة المنظمة، وبالخصوص في تجارة المخدرات التي تؤدي بهم في غالب الأحيان إلى الموت إما عن طريق التعاطي للمخدرات أو بتصفيتهم جسديا، ليتم إقحامهم في سجلات المختفين والمفقودين بإيطاليا وتتعدد كذلك أسباب ودوافع اختفاء بعض مغاربة إيطاليا التي يرويها عنهم أقاربهم وأصدقاؤهم الذين بلّغوا عن اختفائهم لدى السلطات والمنظمات الإيطالية. فإذا كانت نسبة كبيرة اختفت لأسباب تتعلق بممارستها لأعمال غير شرعية بإيطاليا، فإن آخرين قرروا الانضمام إلى نادي المتغيبين هربا من أوضاع اجتماعية بائسة أو من أحكام قضائية، أو رغبة في استبدال هواء ملوث بهواء نقي.ويحكي ح. رشيدي (35 سنة)، أنه طرق عددا من الأبواب بطورينو بحثا عن صديقه وابن حيه المسمى (ك) الذي اختفى قبل 9 سنوات بالمدينة التي وصلا إليها مهاجرين سريين ليدخلا اضطراريا إلى عالم تجارة المخدرات بمنطقة «الموراتي» التي يطلق عليها مغاربة طورينو «الواد». كان يحكي عن صديقه وهو متأكد من أنه لم يختف، بل قتل في ظروف غامضة قبل إخفائه، وقال: «بعد وصولنا إلى طورين، لم نجد إلا حياة قاسية وباردة، لا مأوى ولا مال ولا تعاطف من أحد، لنرتمي في أحضان تجارة المخدرات وندخل عالما، الداخل إليه مفقود والخارج منه لن يكون إلا جثة هامدة. وأضاف «في بادئ الأمر كان كل شيء على ما يرام، وكنا ننام نهارا في أحد منازل حي بورتا بلا تسو، المعروف بطورينو ونعمل ليلا في بيع المخدرات. كانت حياة قاسية، لكن الأموال التي كنا نحصل عليها كانت تخفف عنا بعض الشيء. استمر الوضع على هذا الشكل أشهرا أخرى إلى أن وجدنا أنفسنا ذات يوم مطاردين من رجال الأمن لنفترق وأتمكن أنا من الهرب وتنقطع بالتالي أخبار (ك)».حكاية صديقة رشيدي تشبه على حد كبير ما تعرض له مغربي من تجار المخدرات بطورينو، حين كبله رجال الشرطة من يديه قبل إلقائه في نهر البو للتخلص منه، وبما تعرض له له المغربي (ع. خ)، الذي طارده رجال الشرطة ، باعتبار أنه متهم بالاتجار في المخدرات، فوجد نفسه في بهر البو.فالعديد من التصريحات، تؤكد أن تصفية الحسابات بين تجار المخدرات تقف وراء اختفاء المغاربة، إذ اعدم العديد منهم بمدن طورينو وميلانو ونابولي وغيرها، من طرف عصابات منتمية إلى المافيا قبل إخفاء جثثهم أو تشويهها، ردا على خيانة صدرت منهم أو على منافسة غير مرخص لها من طرف عصابات المافيا. ودائما بشمال إيطاليا وبكرمونا، اختفت ومنذ سنوات، قاصر مغربية تدعى (ض.س) بسبب رفض أسرتها لعلاقة غرامية كانت تجمعها بقاصر إيطالي كان يدرس معها. وحسب مصادر بالمدينة، فإن القاصر كانت ترفض العيش مع أسرتها، وترفض بالتالي الثقافة المغربية المتحكمة فيها، لتعبر مرات عن رغبتها في العيش مع عشيقها، قبل أن تقرر الهرب نحو المجهول. وفي سياق متصل، ولأهداف علمية، أسست مؤسسة الطب الشرعي التابعة لجامعة ميلانو (مختبر الأدلة الجنائية عن طريق الأنثروبولوجيا وطب الأسنان)، لإجراء أبحاث على بقايا جثث قديمة لتحديد هوياتها ومعرفة أسباب وفاة أصحابها، وكذا تأثيرات الظروف التاريخية والمناخ الثقافي الذي كانوا يعيشون فيه. هذه التجربة، التي تعتبر من بين التجارب الأولى بأوربا في هذا المجال العلمي، لاقت اهتمام السلطات الأمنية الإيطالية ومنظمات إنسانية، إذ طلبت المساعدة في الكشف عن المعلومات حول جثث مجهولة ومشوهة المعالم لتحديد هوياتها ومعرفة أسباب مفارقة أصحابها للحياة. وكانت نتائج الأنثروبولوجيا مثمرة جدا في الكشف عن هويات أكثر من 500 جثة نسبة 30 في المائة منها كانت لمغاربة.ومن جانبها، أعلنت مؤسسة المبادرات والدراسات حول الاثنيات المتعددة الايطالية (غير حكومية) المعروفة باختصار ب (ازمو)، خلال ندوة صحافية دعت إليها لتقديم تقريرها حول الأجانب بايطاليا، أن عدد المغاربة المعتقلين بالسجون الايطالية بلغ عند بداية السنة الجارية 4858 سجين بنسبة من مجموع 24159 أجنبي معتقل بايطاليا، محتلين بذلك الرتبة الأولى بين مختلف الجاليات بنسبة 20,4 في المائة في السجون الايطالية. فمن أصل كل مائة مغربي مقيم بإيطاليا، يوجد، حسب ما أكدته المؤسسة، مغربي معتقل بسجونها، باعتبار أن عدد المغاربة المقيمين بإيطاليا، حسب تقرير "ازمو"، يقدر بـ 540 ألف نسمة كثالث جالية أجنبية من حيث عدد الأفراد بعد الجالية الرومانية المتكونة من 968 ألف نسمة والجالية الألبانية التي يبلغ عدد أفرادها 538 ألف نسمة.وبين التقرير أن إيطاليا تشهد ازديادا مضطردا لظاهرة الإجرام وسط الأجانب، وهو ما نتج عنه ارتفاع في عدد المسجونين من الأجانب بايطاليا واكتظاظ في سجونها. وفي موضوع آخر، طلب رِينَاتُو سكِيفَاني، رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي، أخيرا، حكومة رُومَا "بالضغط على المغرب لتسلّم مواطنيه المسجونين بالبلاد"، مؤكدا أنّ المغرب وألبانيا يمثّل مواطنوهما أكبر نسبة من السجناء الأجانب بإيطاليا، وأنّه ينبغي احترام العرف الدوليّ عبر إمضائهم مدد السجن في البلدان الأصليّة.وجاء تدخّل سكِيفَانِي، وهو ثاني شخصيّة دستوريّة بإيطاليا، تحت وقع «أزمة الاكتظاظ» التي تعرفها سجون ايطاليا... خصوصا أنّ الإحصاءات الرسمية تقرّ بحرمان أزيد من 66 ألفا من الحريّة وراء جدرانها التي أعدّت بالأساس لاستقبال 45 ألفا على الأكثر.كما ذكر أن عدد المغاربة في السجون الإيطالية بلغ 4858 فردا، مشكّلين بذلك أعلى نسبة من المحرومين الأجانب من الحريّة، والبالغ تعدادهم 24159 ألفا شخص، كما أنّ المغاربة يرفضون قضاء فترات عقوباتهم بالوطن الأم. عبد الحق العلوة (ايطاليا)

10في المائة من المختفين بإيطاليا مغاربة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصناعة التقليدية المغربية في سوق عكاظ

الكونفدرالية والفدرالية يشلان حركة التعليم بتازة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات